ويواجه بنك إنجلترا اختبارًا صعبا حيث يسعى إلى كبح معدلات التضخم التي تجاوزت اعلى مستوياتها في 40 عاما في وقت سابق، مقابل عدم الانزلاق في فخ الركود الذي يحاصر الاقتصاد البريطاني.
ومنذ قليل، كشفت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني اليوم الجمعة، عن تسجيل مؤشر مبيعات التجزئة قراءة إيجابية تفقو التوقعات.
وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% خلال يونيو الماضي على أساس شهري بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت لنمو بحوالي 0.2%.
وتأتي القراءة الحالية أعلى من القراءة السابقة لشهر مايو، والتي سجلت نموا بنسبة 0.1%، بعد المراجعة بالخفض من 0.3%.
وفي غضون ذلك، انكمشت مبيعات التجزئة في يونيو بالمقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي على أساس سنوي بنسبة 1.0%.
ياتي ذلك بأقل من التوقعات التي رجحت انكماشا بنحو 1.5%، وأقل من القراءة السابقة التي سجلت 2.3% بعد المراجعة.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني ارتفاع مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية على أساس شهري خلال يونيو بأعلى من التوقعات.
وسجل مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية على أساس شهري 0.8% مقابل توقعات 0.25 ومقابل القراءة السابقة عند 0.1%.
وعلى أساس سنوي، انكمشت مبيعات التجزئة الأساسية بنسبة 0.9% مقابل توقعات بانكماش 1.65 ومقابل القراءة السابقة التي سجلت انكماشًا بنسبة 1.9%.
وفي الوقت ذاته، كشفت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني عن تراجع ثقة المستهلك إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي.
وانخفض مؤشر GFK لثقة المستهلك البريطاني - 30 نقطة مقابل توقعات بتراجع إلى -26 نقطة ومقابل تراجع فعلي في الشهر الماضي عند -24 نقطة.
وارتفعت أسعار المستهلكين البريطانية بأعلى من توقعات الأسواق خلال شهر يونيو الماضي، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين في بريطانيا نحو 7.9% على أساس سنوي.
يأتي ذلك أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 8.2%، وأقل من القراءة السابقة التي سجلتها بريطانيا خلال شهر مايو الماضي والتي بلغت 8.7%.
بينما سجل التضخم الأساسي نحو 6.9% بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيله 7.1%، وأقل من القراءة السابقة التي سجلت نموا بنسبة 7.1% خلال شهر مايو الماضي.
وفي غضون ذلك قال وزير الخزانة جيريمي هانت: "مؤشر أسعار المستهلكين أظهر انخفاضه بشكل واضح بعد وصوله عند أدنى مستوى له منذ مارس الماضي".
وأضاف وزير الخزانة البريطاني: "لكن هذا لا ينفي أن الأسعار المرتفعة لا تزال مصدر قلق كبير للعائلات والشركات".
وأشار هانت إلى أن الطريقة الأفضل والوحيدة التي يمكن من خلالها تخفيف هذا الضغط وجعل الاقتصاد ينمو مرة أخرى هي التمسك بخطة خفض التضخم إلى النصف هذا العام.
وقال وزير الخزانة البريطاني: "بإمكان المملكة المتحدة الفوز في معركتها ضد التضخم المرتفع".
وأشار هانت إلى بنك إنجلترا قد اتخذ قرارات صعبة في سياق كبح التضخم المرتفع.
ولفت وزير الخزانة البريطاني إلى أن البلاد تشهد الآن النتائج الأولى لهذه القرارات ولا يزال الطريق طويلا ليتم السيطرة على التضخم.
وتوقع محللو كوميرز بنك أن بنك إنجلترا سيتعين عليه بذل المزيد من الجهد للسيطرة على التضخم عبر رفع الفائدة.
بيد أن محللي بنك كوميز أشاروا إلى موقف بنك إنجلترا المتردد حول سياسته النقدية؛ بجانب احتمالية أن تتراجع حدة الضغوط التضخمية داخل بريطانيا خلال الأشهر المقبلة.
ويرى بنك إنجلترا أن ما تم اتخاذه من رفع الفائدة يجب أن يكون كافيا لإنهاء دورة رفع أسعار الفائدة.
وفي غضون ذلك، أكد محللو كوميز بنك أن بنك إنجلترا سيخفض سعر الفائدة الرئيسي بالعام المقبل في ضوء ضعف النمو الاقتصادي المحتمل.
وفي غضون ذلك، توقع محللو بنك ING أن بنك إنجلترا سيعتزم رفع أسعار الفائدة بواقع 130 نقطة أساس وصولا لذروة النهج التشديدي.
وأشار محللو بنك ING إلى أنه وفقًا لتلك التوقعات فمن المرجح أن تتوقع الأسواق قيام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
يأتي ذلك بدلا من رفع بحوالي 50 نقطة أساس كانت متوقعة قبل بيانات التضخم الأخيرة.