وجاءت بيانات تصاريح البناء الأميركية اليوم الثلاثاء، كما يتنماها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث تشير إلى توسع اقتصادي عبر قطاع الإنشاء، بينما شهدت بيانات المنازل مبدوءة البناء، زيادة قوية هى الأخرى تفوق التوقعات بعد تسجيل زيادة كبيرة.
وتثير تلك البيانات مخاوف الفيدرالي بشأن زيادة التضخم، وسط حالة التوسع التي يشهدها قطاع البناء والتشييد، بيد أنها في المقابل تدل على عدم تضرر النشاط الاقتصادي من ساسة رفع الفائدة.
وقد تغذي تلك البيانات الأخيرة رغبة الفيدرالي برفع الفائدة من جديد، خلال اجتماع يوليو المقبل، بعد التوقف المؤقت عن رفع أسعار الفائدة خلال اجتماع يونيو الجاري.
ورغم أن الفيدرالي الأميركي ترك أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير، إلا أنه أشار في توقعاته الجديدة، إلى أنه قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين بحلول نهاية العام.
اقرأ أيضًا..
بيانات شديدة السلبية.. جولة جديدة من الصدمات في أوروبا
وكشفت بيانات تصاريح البناء عن تسجيل 1.491 مليون تصريح، مقابل توقعات بتسجيل 1.425 مليون تصريح جديد، وأعلى من القراءة السابقة خلال أبريل والتي شهدت تسجيل 1.147 مليون تصريح.
وارتفعت تصاريح البناء خلال مايو الماضي بنسبة 5.2%، مقابل الانخفاض الفعلي خلال أبريل بنسبة 1.4%.
بينما ارتفعت المنازل مبدوءة البناء خلال مايو بنسبة 21.7%، مقابل توقعات بتراجع 0.85 ومقابل انخفاض فعلي خلال أبريل الماضي بنسبة 1.4%.
وفي غضون ذلك سجلت المنازل مبدوءة البناء ارتفاعًا إلى 1.631 مليون بناء خلال مايو، بأكثر من التوقعات التي رجحت تسجيل 1.4 مليون بناء.
يأتي ذلك بأكثر من القراءة السابقة خلال أبريل والتي سجلت حوالي 1.34 مليون بناء حديث، بانخفاض بلغت نسبته 2.9%، عن قراءة مارس الماضي.
وحذر محللو بنك غولدمان ساكس، من أن المستثمرين قد يكونون مفرطين في التفاؤل في الوقت الحالي بشأن التضخم.
وقال محللو غولدمان ساكس: "إن التضخم في الولايات المتحدة لن ينخفض بالسرعة التي تتوقعها الأسواق حاليًا، وهو ما قد يدفع الفيدرالي لمزيد من التشديد".
وأشار المحللون الاستراتيجيون في غولدمان ساكس إلى أنهم لا يزالون يتوقعون مزيدًا من الانخفاضات في التضخم في المستقبل.
وأوضح محللو غولدمان ساكس أن الأسواق تتجاهل احتمالية حدوث تضخم متأخر، ما قد ينسحب على ارتفاع جديد لأسعار الفائدة، وهو ما قد يقود الدولار إلى الارتفاع، وهو ما يمثل رياحًا سلبية للأصول المقومة بالعملة الأميركية.
اقرأ أيضًا..
بيانات شديدة السلبية.. جولة جديدة من الصدمات في أوروبا
وأشار المحللون الاستراتيجيون في غولدمان ساكس، إلى أن المستثمرين ربما يفترضون أن التباطؤ الحاد في نمو الاقتصاد الأميركي، سيؤدي إلى تخفيف أسرع لضغوط الأسعار.
وسيراقب التجار عن كثب شهادة الكونغرس الأميركي، المقرر أن يدلي بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع، بحثًا عن أي تلميحات بشأن المسار المستقبلي لمعدلات الفائدة.
وأظهرت أداة CME FedWatch أن الأسواق تقوم بتسعير احتمال 72%، لرفع الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل.
وقال المحللون في MUFG: "كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي واضحًا، في أنه شعر الآن أنه بإمكانه إبطاء وتيرة الزيادات، لكن قرار تخطي زيادة هذا الشهر لا يعني أن دورة التشديد قد انتهت".
وبيد أن محللي العملات في MUFG يتوقعون رسائل مماثلة خلال الشهادة المرتقبة، على غرار تصريحات رئيس الفيدرالي بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضًا..
الأسواق أفرطت بالتفاؤل.. الجميع يهبط إلا واحدا
وقال رئيس الفيدرالي خلال المؤتمر الصحفي: "جميع الأعضاء للجنة السوق المفتوح يرون أن رفع الفائدة هذا العام مرات أخرى هو الأمر المناسب".
وأضاف رئيس الفيدرالي: "ربما يرفع الفيدرالي الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري، ولجنة السوق المفتوح ستضع في الاعتبار التداعيات التراكمية لرفع الفائدة".
وعن القرار المقبل لاجتماع الفيدرالي، أشار باول إلى أن الفيدرالي لم يتخذ قرارًا بشأن معدل الفائدة في شهر يوليو المقبل
وقال رئيس الفيدرالي: "أتوقع أن يكون اجتماع يوليو هامًا، وأشار إلى أنه لا يجب أن يسمى تثبيت الفائدة بتوقف".
اقرأ أيضًا..