المعركة لم تنتهِ.. صقور الفيدرالي يرفضون الاستسلام
رغم التوقف الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع أسعار الفائدة، إلى أن الأسواق لم تطمئن بشأن نهاية رحلة التشديد النقدي التي بدأها صانعوا السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأميركية.
وبعد تصريحات مقلقة بشأن مزيد من الزيادات المتوقعة لأسعار الفائدة من جانب جيروم باول رئيس البنك، عاد صقور الفيدرالي للتأكيد على أن معركة التضخم لم تنته بعد، في إشارة إلى الحاجة لمزيد من التشديد النقدي.
كولينز تريدها مرتفعة
وفي غضون ذلك أكدت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز في مؤتمر مالي بولاية مين منذ ساعات دعمها لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة مع استمرار المعركة ضد التضخم المرتفع للغاية.
وأشارت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إلى أنه لا يزال هناك احتمال أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة أكثر إذا لم تأت البيانات الاقتصادية كما هو مأمول.
لا يزال ممكنا
وأكدت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، خلال تصريحات معدة مسبقًا، أنها تتوقع أن تظل الفائدة أعلى ولفترة أطول مما اقترحته التوقعات السابقة.
ولفتت سوزان كولينز إلى أن المزيد من التشديد النقدي ما زال ممكنًا، للتأكد من انكسار معجدلات التضخم وعودة الأسعار صوب مستهدفات البنك عند 2%.
اقرأ أيضًا- أوروبا تسجل عجزًا قياسيًا في التجارة مع الصين
إعلان النصر
وأكدت كولينز التي يحق لها التصويت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا العام، أنه من المبكر إعلان النصر في معركة الفيدرالي مع التضخم.
ولفتت كولينز إلى أنه أثناء اختيار عدم رفع الأسعار، أشار المسؤولون إلى أنهم ما زالوا يرون زيادة أخرى قادمة هذا العام، ثم تخفيضين محتملين في عام 2024، بافتراض تحركات بنسبة 0.25 نقطة مئوية في كل مرة.
وقالت كولينز : "إن بيانات التضخم الأخيرة كانت مشجعة على الرغم من أنه من السابق لأوانه إعلان النصر بينما لا يزال التضخم الأساسي باستثناء تكاليف المأوى مرتفعًا.
بعض الوقت
وأشارت كولينز إلى أن تأثيرات تحركات السياسة النقدية، والتي تضمنت 11 زيادة في أسعار الفائدة قد تستغرق وقتًا أطول لشق طريقها عبر الاقتصاد بسبب المراكز النقدية القوية للمستهلكين والشركات.
وترى كولينز إن الطريق إلى هبوط سلس للاقتصاد بات أقرب حيث أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في وضع جيد لتحقيق انخفاض في التضخم مع عدم إرسال الاقتصاد إلى الركود.
تأكيد باول
وقال رئيس الفيدرالي: "مستعدون لرفع الفائدة بشكل أكبر إذا اقتضت الضرورة، وتشديد السياسة النقدية أكثر للسيطرة على التضخم المرتفع وإعادته للهدف المحدد له بشكل مستدام".
ولفت رئيس الفيدرالي إلى ان العام المقبل قد يكون من المناسب خفض الفائدة، ولكن لا يمكن تحديد ذلك التوقيت حاليا.
وأكد باول أن الفيدرالي الأميركي يراقب بيانات النمو الاقتصادي عن كثب، مشيرًا إلى ان يحاول البنك يسعى لتحقيق هدف استقرار الأسعار.
زيادة محتملة
وقال رئيس الفيدرالي: "فقا للتوقعات، قد يقرر الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المقررة في وقت لاحق من العام الجاري".
وأضاف جيروم باول: "نرى بأننا حققنا تقدما كبيرا حول هدف التضخم، ونرحب بهذا التطور، مشيرًا إلى ان الفائدة الحقيقية إيجابية حاليا، وهذا أمر جيد".
وقال رئيس الفيدرالي: "سوف نرى ما إذا كان الفيدرالي الأميركي سيرفع الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المتبقية هذا العام ولكن سيعتمد ذلك على البيانات الاقتصادية".
ولفت باول إلى ان الوقت الحالي يتطلب الحذر قبل اتخاذ قرارات السياسة النقدية، مشيرًا إلى البيانات الاقتصادية هي التي ستحدد قرارات السياسة النقدية.
قرار الفائدة
وقرر الفيدرالي الأميركي الأربعاء الماضي تثبيت أسعار الفائدة عند 5.5% دون أي زيادات في شهر سبتمبر متفقًا مع التوقعات.
ووفقًا لبيان لجنة السياسة النقدية لا يزال أغلب أعضاء اللحجنة يرون ضرورة رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس من جديد في 2023.
وأشار بيان لجنة السياسة النقدية إلى أن الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول في 2024، مع تأخير موعد ووتيرة خفض الفائدة سواء في 2024 أو 2025.
ووفقًا لبيان السياسة النقدية يرى 12 عضوًا من أعضاء الفيدرالي ضرورة رفع أسعار الفائدة إلى مستويات الـ 5.75% برفع 25 نقطة أساس، فيما يرى 7 أعضاء التوقف عند 5.5%.