تقارير
تقاريرأعضاء الفيدرايل الأميركي

لماذا تهتم الأسواق بمحضر اجتماع الفيدرالي؟

انقسام قادة الفيدرالي يقلق الجميع
لا صوت يعلو فوق صوت الفيدرالي حالياً.. والجميع يترقبون عن كثب تصريحات وقرارات صناع السياسة النقدية في واشنطن، فقرار أسعار الفائدة بات بما لا شك فيه القرار الاقتصادي الأبرز والأهم عالميًا.

ومن المقرر صدور محضر اجتماع بنك الاجتياطي الفيدرالي الأميركي عن شهر يناير الماضي، اليوم الأربعاء.

اجتماع سابق لأعضاء الفيدرالي
اجتماع سابق لأعضاء الفيدراليرويترز

ويترقب الجميع ما يصدر عن الفيدرالي، كمحضر اجتماع لجنة السياسة النقدية المفتوح والذي يكشف تفاصيل قرار أسعار الفائدة، وموقف وتوجهات الأعضاء ومدى الانقسام أو الاتفاق بينهم.

كما تسعى الأسواق لتتلمس من بين ثنايا أوراق الاجتماع توجهات السياسة النقدية في الفترة المقبلة، وسيحدد محضر اجتماعها المرتقب خلال ساعات، توجهات الأسواق والأصول حتى اجتماع مارس المقبل.

وتترقب أسعار الذهب والنفط وبالطبع الدولار، وهي الأصول عالية المخاطر على غرار الأسهم والعملات المشفرة، تصريحات ونتائج المحضر المرتقب، والذي من المقرر أن يصدر غداً الأربعاء.

يجب على الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة في اجتماع شهر مارس المقبل
جيمس بولارد
الانقسام سيد الموقف

وقبيل صدور نتائج الاجتماع، سيطرت حالة من الانقسام الظاهر على توجهات وآراء صانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتي أصابت المتداولين والمضاربين بحالة من الارتباك.

ولا ريب أن تلك الحالة عمقت من تأرجح الدولار وتبادل الملاذات والأصول والأدوار، خاصة مع ترقب الأسواق لصدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وما بين التحذير من تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لمدة طويلة، والتريث بشأن الحصول على المزيد من البيانات لإقناع المسؤوليين بأن ضغوط التضخم تنخفض، جاءت بالفعل حالة الانقسام.

لا يزال أمام الفيدرالي الكثير من العمل للقيام به، والسياسة النقدية في مكان جيد الآن
رئيس الفيدرالي في سانت لويس
تحذير بولارد

ورغم رحيله عن المجلس، إلا أن مسؤول الفيدرالي الأميركي السابق جيمس بولارد، لا يزال أحد المحركين الرئيسين للأسواق، حيث قال: "يجب على الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة في اجتماع شهر مارس المقبل".

وأوضح أن خفض أسعار الفائدة بشهر مارس سيكون بمثابة خطوة وقائية لمنع المستوى الحالي لمعدلات الفائدة من تقليص النشاط الاقتصادي للبلاد بوقت لاحق من هذا العام.

وقال بولارد، إن انتظار اقتراب التضخم من هدف الفيدرالي الأميركي البالغ 2% بوقت لاحق من عام 2024 حتى خفض الفائدة، قد يشير إلى احتمالية أن تظل أسعار الفائدة الأمريكية أعلى بكثير من المعدلات المحايدة، وهذا الأمر قد يتطلب في نهاية المطاف خفض أسعار الفائدة بسرعة.

ليس من الضروري أن يجري البنك 6 تخفيضات.. يمكن أن يقوم بخطوة واحدة بناء على البيانات الاقتصادية
جيمس بولارد
قلق بولارد

وعبر عضو الفيدرالي الأميركي السابق بولارد عن قلقه حيال احتمالية أن تكون أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة للغاية بالربع الثالث من العام الجاري.

و قال بولارد: " ليس من الضروري أن يقوم البنك بإجراء 6 تخفيضات لأسعار الفائدة، بل يمكن أن يقوم بخطوة واحدة بناء على البيانات الاقتصادية المتوفرة".

واعترف بولارد بأن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأعلى من المتوقع، والتي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي داخل الولايات المتحدة، جعلت تخفيض أسعار الفائدة بشهر مارس أكثر صعوبة بالنسبة للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

نحتاج إلى وقت إضتقي للتأكد من استمرار إحراز تقدم إضافي بشأن التضخم
رئيس فيدرالي سانت لويس
نصيحة دالي

وفي المقابل من رؤية بولارد أكدت رئيس الفيدرالي الأميركي في سانت لويس، ماري دالي، أنه لا يزال أمام الفيدرالي الكثير من العمل للقيام به، والسياسة النقدية في مكان جيد الآن.

وقالت دالي: "التقدم الملحوظ فيما يتعلق بالتضخم لا يعني إعلان النصر، حيث أن تباطؤ التضخم دون ارتفاع البطالة يشكل خبرا جيدا، ولكن نحتاج إلى المزيد من الوقت للتأكد من استمرار إحراز المزيد من التقدم بشأن التضخم".

وأضافت دالي: "لم نحصل على المزيد من العمال فحسب، بل كان العمال الأمريكيون أكثر إنتاجية، حيث أن الفيدرالي يستهدف تحقيق استقرار الأسعار والاستغلال الأمثل لسوق العمل".

منفتح على خفض أسعار الفائدة في مرحلة ما خلال الأشهر القليلة المقبل
رئيس فيدرالي أتلانتا
مخاوف دالي

ولفتت دالي إلى أن المخاطر المقبلة تشمل تباطؤ التقدم في التضخم، وتعثر الأوضاع في سوق العمل، وحين ذاك يتعين على الفيدرالي أن يقاوم أي إجراءات للتصرف بسرعة ويجب عليه التحلي بالصبر.

وقالت: "قد تكون الاضطرابات في البحر الأحمر وقناة بنما مصدرا جديدا للخطر، وعليه فإن الزخم الاقتصادي المستمر يمثل تهديدا لهدف التضخم".

وأكدت دالي أن صناع السياسة النقدية في الفيدرالي لا يريدون تكرار سيناريو ما حدث في عام 2019، وقال: "لا أوافق على أن المرحلة الأخيرة من التضخم ستكون الأصعب، وأرى تقدما مستمرا في تحقيق هدف التضخم".

وأشارت دالي إلى أن بيانات التضخم الأخيرة لم تكن مفاجأة، وأنها لا ترى أي شيء غير طبيعي في البيانات، وقالت دالي: "لا تزال توقعاتي الاقتصادية قريبة مما كانت عليه في ديسمبر الماضي".

لا يجب المبالغة والتأخر عن رفع أسعار الفائدة، حتى لا تتلاشى بوادر الهبوط الناعم
رئيس فيدرالي شيكاغو
توقعات بوستيك

وفي أثناء ذلك، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أتلانتا، رافائيل بوستيك: "أتوقع قيام الفيدرالي الأميركي بخفض سعر الفائدة في فصل الصيف المقبل".

وأشار رافائيل بوستيك إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يتمتع بزخم هائل، وقال بوستيك: "أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2024".

وأضاف بوستيك: "تفاجأت بالبيانات الاقتصادية الأخيرة وعلى رأسها بيانات التضخم، ولفت إلى أن أعضاء الفيدرالي سيبحثون عن كيفية تحقيق تقدم لتحقيق هدف التضخم".

وتابع بوستيك: "على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البيانات للاقتناع بأن ضغوط التضخم تنخفض بالفعل؛ فإنه منفتح على خفض أسعار الفائدة في مرحلة ما خلال الأشهر القليلة المقبلة".

البيانات الاقتصادية الصادرة عن التضخم لشهر يناير كانت فوضوية وغير جيدة على الإطلاق
رئيس فيدرالي ريتشموند
بيانات فوضوية

بينما أكد رئيس الفيدرالي عن ولاية ريتشموند، توماس باركين، أن البيانات الاقتصادية الصادرة عن التضخم لشهر يناير كانت فوضوية وغير جيدة على الإطلاق. جاءت تعليقات باركين عقب صدور بيانات تضخم أسعار المنتجين لشهر يناير، والتي أظهرت ارتفاعا فاق التوقعات في مؤشر أسعار المنتجين الأساسي.

تحذير جولسبي

وفي أثناء ذلك، حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، من تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لمدة طويلة نظرًا لتداعيات التأخير السيئة على الاقتصاد.

وقال جولسبي: " حتى بعد أن جاءت بيانات التضخم لشهر يناير سلبية، لا يجب المبالغة والتأخر عن رفع أسعار الفائدة، حتى لا تتلاشى بوادر الهبوط الناعم".

وأضاف رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو: "التأخير المتزايد عن تحول السياسة النقدية قد يدفعنا إلى خفض سريع وغير متأني لأسعار الفائدة".

التأخير المتزايد عن تحول السياسة النقدية قد يدفعنا إلى خفض سريع وغير متأني لأسعار الفائدة
رئيس فيدرالي شيكاغو
الدولار الآن

وخلال التعاملات المبكرة اليوم، لا يزال الدولار يحاول الحفاظ على ذورة 3 أشهر، والتي بلغها يوم خلال تداولات الأسبوع الماضي عند اقترب من ذروة 16 أبريل عند مستويات قرب الـ 105 نقطة.

وخلال لحظات كتابة ونشر التقرير اليوم الثلاثاء، يحوم مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من 6 عملات عند مستويات 104.35 نقطة بارتفاع هامشي لا يتجاوز الـ 0.05%.

وفي الوقت ذاته، تسجل العملات الرئيسة انخفاضات هامشية ات تتجاوز الـ 0.09% ، حيث انخفضت العملة الأوروبية الموحدة عند مستويات 1.077 دولارا.

وفي أثناء ذلك، يتراجع الإسترليني بنسبة 0.07% عند مستويات 1.258 دولارا، وينخفض الدولار الأسترالي 0.1% عند مستويات 0.6534 دولارا.

وفي المقابل، يقف الين الياباني عند مستويات 150 ين للدولار مرتفعًا بنسبة 0.2% بفضل آمال تخلي المركزي الياباني عن سياسته التيسيرية المتبعة منذ يناير 2016.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com