وفي مقابل التوقعات الإيجابية للدولار، تلقى الذهب ضغوطا بيعية واسعة بعد الارتفاعات الشهرية القوية بنهاية يوليو الماضي.
وفي غضون ذلك جاءت توقعات بنك إتش إس بي سي للذهب، والتي رجح خلالها البنك البريطاني أن تتراجع الأسعار صوب مستويات الـ 1900 دولار للأوقية.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء نزلت أسعار الذهب في تعاملات العقود الآجلة تسليم سبتمبر بحوالي 1.3% إلى مستويات قرب الـ 1980 دولارا، ليتخلى الذهب عما يقرب من 26 دولارا دفعة واحدة.
كما نزلت الأسعار الفورية للمعدن الأصفر بأكثر من 1% دون مستويات الـ 1945 دولارا للأوقية.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء ارتفع مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من العملات إلى أعلى مستوياته منذ تداولات 7 يوليو الماضي.
وزاد مؤشر الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسة بنسبة 0.5%، وصولا إلى مستويات 102.4 نقطة.
قال جيمس ستيل كبير محللي السلع لدى "HSBC Securities": "تتزايد درجة عدم اليقين في الأسواق اليوم، حيث تراجعت شهية المخاطرة بين المستثمرين بشكل واضح، وزاد إقبال المستثمرين على الدولار بعده ملاذا آمنا".
ولفت كبير محللي السلع لدى "HSBC Securities" أن الدولار حقق اليوم الثلاثاء أرباحا أمام كل من الين الياباني والفرنك السويسري بسوق العملات، وكذلك الذهب وعوائد السندات.
وتراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع ارتفاع الدولار الأميركي، وتطلع المستثمرين إلى البيانات الاقتصادية الرئيسة هذا الأسبوع للحصول على مزيد من المؤشرات حول المدة التي يمكن أن تستمر فيها أسعار الفائدة في الارتفاع لقمع التضخم.
وأشار جيمس ستيل إلى أن مبيعات الذهب جاءت بعدما تعرض المعدن الأصفر لعمليات بيع قوية على خلفية صدور تقرير مجلس الذهب العالمي الذي أظهرت بياناته تراجع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 2% خلال النصف الأول.
وأشار ستيل إلى أن التوقعات ترجح مزيدا من التراجع، خاصة في الهند التي تعد من كبار المستهلكين، وكذلك الصين وسط ضعف زخم النمو.
كما كشفت مذكرة بحثية حديثة لبنك إتش إس بي سي عن توقعات انخفاض أسعار الذهب خلال العام الجاري إلى مستوى 1905 دولارات للأوقية.
ورجح محللو المعادن في إتش إس بي سي أن تتراجع أسعار المعدن الأصفر في حدود 100 دولار عن مستواها الحالي الذي يلامس الـ 2000 دولار للأوقية.
وبنهاية يوليو أغلقت أسعار الذهب على ارتفاع بنسبة 2.3%، وهو أكبر ارتفاع شهري في أربعة أشهر، وسط توقعات باقتراب نهاية دورة رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية.
وقال جيمس ستيل كبير محللي السلع في إتش إس بي سي: "إن ارتفاع أسعار الذهب خلال العام الجاري يرجع بصورة أساسية للنظرة السلبية إلى الاقتصاد العالمي".
وأضاف ستيل: "لكن الآن مع تراجع احتمالات ركود الاقتصاد الأميركي وتجاوز أزمة سقف الدين، فقد تشهد أسعار المعدن الثمين تراجعاً عن المستويات الحالية أو استقراراً دون ألفي دولار، خاصة مع اقتراب دورة رفع أسعار الفائدة من نهايتها".
قال كين شينودا، مدير المحافظ بشركة "دابل لاين كابيتال": "الفيدرالي الأميركي ربما تأخر قليلاً في بدء دورة رفع أسعار الفائدة وقد يبقبها مرتفعة لفترة أطول من توقعات الأسواق".
وفي ضوء عدم حسم الفيدرالي لقرار الفائدة في الاجتماع المقبل وتأكيده اعتماده على البيانات، يبدو أن الأسواق ما زالت ترجح الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وفقًا لكين شينودا.
قال جيسون برايد، مدير استراتيجية الاستثمار والبحوث في "غلينميد - Glenmede": "مع اتباع باول نهجاً يعتمد على البيانات، يبدو أن توقعات الأسواق قد تتغير بسهولة، إذ أن تسارع النمو الاقتصادي أو التضخم قد يجدد المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة".
وأشار مدير استراتيجية الاستثمار والبحوث في غلينميد إلى أن تلك التوقعات عززت من أداء مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة العملات الرئيسة، حيث يبدو أن المستثمرين يميلون إلى الاعتقاد بشأن استمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.