بعد ساعات قليلة على نهاية اليوم الأول من شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام مجلس الشيوخ، يبدو أن هناك بعضًا من أعضاء البنك يعارض التوجهات الأخيرة.
وأكد رئيس الفيدرالي الأميركي، أمس الأربعاء، أن أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك متفقون على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم الذي لا يزال بعيدًا عن مستهدفات البنك.
وجاءت شهادة باول بعد إعلان الفيدرالي الأميركي تثبيت الفائدة عند 5.25% مع فتح الباب لزيادات أخرى ونفي احتمالية حدوث خفض للفائدة في 2023.
لابد من إعطاء المزيد من الوقت للاقتصاد، حتى يستطيع التكيف مع السياسة النقديةرافائيل بوستيك
يستنزف الاقتصاد
وفي غضون ذلك، قال رافائيل بوستيك، عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ، بولاية أتلانتا: " لابد من إعطاء المزيد من الوقت للاقتصاد، حتى يستطيع التكيف مع السياسة النقدية".
واشار عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بولاية أتلانتا إلى أن لجنة السياسة النقدية يجب أن تتأنى قبل تقديم المزيد من الزيادات.
وأشار بوستيك إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى الانتظار على الأقل بعد اجتماع يوليو لاتخاذ قرار بشأن المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة.
اقرأ أيضًا- لم يخرج عن النص.. المركزي السويسري يصدر قرار الفائدة
بلا داع
وأوضح رافائيل بوستيك رئيس فيدرالي أتلانتا أن الضغط من أجل زيادة أسعار الفائدة من الممكن أن يستنزف الاقتصاد الأميركي المتباطئ بلا داع.
وأكد بوستيك أنه نظرا لأن السياسة النقدية المتشددة لبنك الفيدرالي الأميركي امتدت لأكثر من عام فإن آثار السياسة الأكثر تشددا على الاقتصاد لم تبدأ في الظهور كاملة حتى الآن.
خلط مرفوض
ولفت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بولاية أتلانتا إلى أنه لا يجب الخلط بين الانتظار والتأني أو التقاعس عن رفع الفائدة.
مشيرًا إلى أنه في حال استمر التضخم في التباطؤ، يصبح موقف سياسة الفيدرالي الأميركي الحالي وهو التوقف المؤقت سيكون الأفضل.
ولفت رئيس فيدرالي أتلانتا إلى أن الانتظار قبل رفع جديد أمر ضروري حيث أن انخفاض التضخم يعني ارتفاع لأسعار الفائدة الحقيقية في إشارة إلى الفارق بين سعر الفائدة ومعدل التضخم.
لا يجب أن تتغير السياسة النقدية التشديدية بسبب مخاوف الإدارة غير الفعالة في عدد من البنوك الأميركيةكريستوفر والر
ضغوط قوية
وفي غضون ذلك، أكد عضو الفيدرالي فيليب غيفرسون أن المزيد من تشديد الائتمان داخل القطاع المصرفي يمثل ضغوطًا هبوطية على الاقتصاد الأميركي.
وقال غيفرسون: "نراقب بعناية إمكانية تشديد إضافي من القطاع المصرفي فيما يتعلق بشروط الائتمان، لكنه أشار إلى أن ذلك يمثل خطرًا على الاقتصاد".
اقرأ أيضًا- يوم حاسم.. 4 بنوك مركزية أمام اختبار الفائدة
رفض الصقور
وفي المقابل من تأني بوستيك، ترى عضو الفيدرالي الأميركي وصانع السياسة ليزا كوك، أن الفيدرالي لم يصل بعد إلى المستوى المناسب لإعادة التضخم نحو الهدف المحدد.
وأشارت صانع السياسة ليزا كوك، إلى أنه قد تكون من الخطورة أن يحدث تباطؤ اقتصادي في الوقت الحالي بيد أنه في المقابل مخاطر التضخم تفوق إبطاء النمو الاقتصادي.
استمرار التشديد
وفي غضون ذلك، قال عضو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كريستوفر والر: "لا يجب أن تتغير السياسة النقدية التشديدية بسبب مخاوف الإدارة غير الفعالة في عدد من البنوك الأميركية".
وحذر عضو الفيدرالي والر من الاهتمام المبالغ فيه بالضغوط المالية في القطاع المصرفي عند اتخاذ قرارات السياسة النقدية.
وأكد عضو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أن التركيز الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي الأميركي يجب أن يظل منصبًا على رفع كبح معدلات التضخم.
من الخطورة أن يحدث تباطؤ اقتصادي في الوقت الحالي بيد أنه في المقابل مخاطر التضخم تفوق إبطاء النمو الاقتصاديليزا كوك
مخاطر البنوك
ولفت والر إلى أن الفيدرالي الأميركي سيواصل العمل على تحقيق أهداف السياسة النقدية والتي تدعم في النهاية نظاما ماليا سليما.
وفي غضون ذلك، سيحاول البنك مواصلة استخدام أدوات الاستقرار المالي في محاولة لمنع تراكم المخاطر في النظام المالي، وفقًا لوالر.
اقرأ أيضًا- جنون الكريبتو.. 120 مليار مكاسب بعد أنباء إيجابية للغاية
إجماع على الزيادة
وقال رئيس الفيدرالي خلال شهادته أمس: "يتوقع جميع المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تقريبًا أنه سيكون من المناسب رفع أسعار الفائدة إلى حد ما بحلول نهاية العام".
وأشار جيروم باول إلى أن أعضاء الفيدرالي الأميركي يرون بأنه سيكون من المناسب رفع الفائدة هذا العام.
وأوضح رئيس الفيدرالي الأميركي أن لجنة السياسة النقدية سوف تواصل اتخاذ القرارات المناسبة في كل اجتماع على حدى.
الهبوط الناعم
وأشار رئيس الفيدرالي إلى أن التضخم اعتدل منذ منتصف العام الماضي ولكن لا تزال ضغوط التضخم متواجدة.، إضافة إلى أن توقعات التضخم على المدى الطويل لا تزال مستقرة.
وأوضح باول أن الفيدرالي الأميركي سيبذل قصارى جهده لإعادة التضخم نحو الهدف، بيد أن هذا قد يتطلب نموا اقتصاديا أقل، في إشارة إلى رغبة البنك في تحقيق الهبوط الناعم.
ولفت باول إلى أنه سيكون من المنطقي رفع الفائدة مجددا، ولكن البنك سينتظر المزيد من البيانات الاقتصادية.
اقرأ أيضًا- باول يُبدد الشك.. الفيدرالي لن يتراجع عن موقفه
