وبعد بيانات طلبات الإعانة وتداعيات البطالة ومؤشرات فيدرالي فلادليفيا، والتي جاءت إيجابية، صدرت بيانات مبيعات المنازل الأميركية لتكشف عن انكماش جديد في قطاع العقار الأميركي.
وفي غضون ذلك تراجع مؤشر أسهم التكنولوجيا ناسداك المجمع بنسبة 1.2%، أو ما يعادل 170 نقطة، نزولا إلى مستويات 14780 نقطة.
بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا في حدود 0.3%، فاقدًا ما يقرب 13 نقطة نزولا إلى مستويات 4553 نقطة.
وفي المقابل أفلت مؤشر أسهم الشركات الصناعية الكبرى داو جونز، ليرتفع بنسبة 0.8%، أو ما يعادل 280 نقطة وصولا إلى مستويات 35342 نقطة.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس، وسع مؤشر الدولار الرئيس مكاسبه مقابل سلة من العملات، متخطيًا عتبة مستويات الـ 100 نقطة التي فقدها في الجلسات السابقة، عقب بيانات التضخم الإيجابية.
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي اليوم بأكثر من 0.7%، وصولا إلى مستويات قرب الـ 101 نقطة، مقابل سلة من 6 عملات رئيسة.
وبالتزامن مع ارتفاع الدولار اتسعت مكاسب السندات الأميركية، بفعل تسعير الأسواق لزيادة أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية.
وزاد عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات خلال تعاملات اليوم الخميس، بواقع 0.105 نقطة مقتربا من مستويات 3.9%.
وبينما تتسع مكاسب الدولار وعوائد السندات تخلى المعدن الأصفر عن أعلى مستوياته في أكثر من شهرين نزولًا قرب مستويات الـ 1970 دولارا للأوقية.
وتراجعت أسعار الذهب للعقود الآجلة تسليم سبتمبر إلى مستويات 1971 دولارا للأوقية، بانخفاض 0.5% أو مايعادل 10 دولارات.
بينما انخفضت العقود الفورية للمعدن الأصفر XAU/USD خلال هذه اللحظات، بحوالي 9 دولارات أو ما يعادل نسبته 0.5% إلى مستويات 167.5 دولار للاوقية.
وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الأميركي منذ قليل، عن انخفاض مبيعات المنازل القائمة خلال يونيو، إلى 4.16 مليون وحدة مقابل توقعات 4.2 مليون وحدة، وأقل من قراءة يونيو 2022، التي سجلت 4.3 مليون وحدة.
وانخفضت مبيعات المنازل القائمة على أساس شهري، خلال يونيو بنسبة 3.3%، مقابل ارتفاع في مايو بنسبة 0.2%.
ومع صدرو بيانات سوق العمل، والتي تأتي قبل أسبوع من اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بشأن أسعار الفائدة، يبدو أن قرار زيادة جديدة بات أمرًا محسومًا.
بيد أن قوة سوق العمل التي كشفت عنها بيانات اليوم الخميس، قد تدفع مسؤولي الفيدرالي، إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من توقعات الأسواق.
وقال محللو السلع الأساسية في بنك أوف أميركا: " نظرًا للسياسة المتشددة للفيدرالي الأميركي، فقد قمنا بخفض متوسط أهداف الأسعار السنوية للمعادن الثمينة بشكل عام".
وأضاف محللو بنك أوف أميركا: "في ظل التوقعات القوية بزيادتين أخريين في معدل الفائدة، سوف تظل ارتفاعات أسعار المعدن الأصفر محدودة في الوقت الحالي".
ووفقا لخدمة فيدووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، فإن احتمال أن يرفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع يوليو، بات مرتفعا للغاية.
وبحسب فيدووتش ارتفع تسعير الأسواق لرفع الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع يوليو، من 92% قبل البيانات إلى 95% بعد صدور بيانات اليوم الخميس.
وأرجع محللو بنك أوف أميركا توقعاتهم لانخفاض الذهب على المدى القصير، إلى ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار الأميركي.
وأشار محللو البنك إلى ابتعاد المستثمرين عن سوق الذهب، حيث انخفض الاهتمام بالمضاربة في العقود الآجلة للذهب، والمنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب في الأسابيع الأخيرة.
ولفت محللو بنك أوف اميركا إلى أنه من غير المرجح أن ترتفع أسعار الذهب حتى يصل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.
وقال استراتيجيو بنك أوف أميركا: "رغم التوقعات بانخفاض الأسعار، إلا أنها ستأتي بتأثير محدود، حيث سيظل سوق الذهب مدعومًا لأن البنوك المركزية تواصل زيادة حيازاتها من الذهب".
وفي غضون ذلك قالت لوريتا ميستر رئيس فيدرالي كليفلاند: "يجب على الفيدرالي الأميركي تشديد السياسة النقدية بشكل إضافي، لكبح التضخم المرتفع".
ولفتت رئيس فيدرالي كليفلاند، إلى أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لا تزال أقل تشديدا مقارنة بالتاريخ.
وقالت ميستر: "رفع الفائدة مجددا سيقلل من مخاطر اتخاذ المزيد من الإجراءات في المستقبل".
وأشارت ميستر إلى أن رفع سعر الفائدة قد يعمل على اعتدال النشاط الاقتصادي، حيث أثبت الاقتصاد الأميركي أنه أقوى من المتوقع.
وأشارت ميستر إلى أن هناك تقدما ثابتا فيما يتعلق بالأسعار الأساسية، وأكدت أن الطلب على العمالة لا يزال يفوق العرض.
وقالت رئيس فيدرالي كليفلاند: "معدلات التضخم الأساسية ارتفعت إلى مستويات عالية وعلى نطاق واسع، بينما لا تزال ضغوط الأجور مرتفعة للغاية".
وبعد صدور بيانات سوق العمل الأميركية والتوظيف، بات من المرجح بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة الرئيسية خلال اجتماع يوليو.
وقال خبراء في كوميرز بنك: "قد يرفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الشهر".
وأشار خبراء كوميرز بنك، إلى أنه على الرغم من تباطؤ سوق العمل، فإنه من المحتمل أن يظل قويا للغاية من وجهة نظر الفيدرالي الأميركي.
وكشفت بيانات مكتب إدارة العمل الأميركي اليوم الخميس، عن تراجع معدلات الشكاوى من البطالة إلى 228 ألف طلب، بانخفاض 9 آلاف شكوى عن الأسبوع قبل الماضي.
وتاتي تلك البيانات مقابل توقعات بارتفاع معدلات الشكاوى من البطالة، إلى 242 الف شكوى، مقابل القراءة الفعلية في الأسبوع قبل الماضي، عند 237 ألف شكوى.
بينما انخفضت طلبات الإعانة الأسبوعية بأكثر من 12.5 ألف طلب عن التوقعات، ويعد هذا المؤشر هو الأهم والأكثر دقة الذي يتابعه الفيدرالي الأميركي.
وانخفض متوسط طلبات إعانة البطالة في 4 أسابيع، إلى 237.5 ألف طلب مقابل توقعات 250.01 ألف طلب، ومقابل طلبات فعلية بواقع 246.75 ألف طلب.
وفي المقابل ارتفعت تداعيات البطالة المستمرة إلى 1.754 مليون، مقابل توقعات بتسجيل 1.729 مليون ومقابل تداعيات فعلية بواقع 1.721 مليون.