بارونز
بارونز

أسهم السلع الفاخرة خارج الموضة.. والسبب متلازمة الصين

تتعرض أسهم السلع الفاخرة لخطر التراجع في الصين بعد أن شهدت ارتفاعاً لأشهر بسبب التفاؤل بأن الأغنياء سيعودون بقوة للتسوق في ثاني أكبر اقتصاد في العالم والسفر إلى الخارج للتسوق في أرقى المتاجر.
حجم المخاطر

ومنذ وقت ليس ببعيد، اعتبرت وول ستريت الأسهم في "إل في إم إتش" (LVMH)، الشركة الفرنسية التي تمتلك العشرات من العلامات التجارية الراقية، من الأزياء والعطور إلى النبيذ والساعات، واحدة من أفضل الاستثمارات في السوق خلال فترة إعادة فتح الصين بعد كوفيد.

ويعد هذه الاعتبار منطقياً، إذ أن المتسوقين الصينيين الأثرياء سيتوافدون بأعداد كبيرة بعد أن رفعت البلاد القيود المشددة للقضاء على فيروس كورونا في أواخر ديسمبر سواء في الداخل أو الخارج، ففي نهاية المطاف، كانوا منفقين بكثرة حتى قبل الوباء.

ولكن الآن، أصبح هذا المنطق موضع تساؤل مع تراكم الأدلة على التباطؤ الاقتصادي في الصين، إذ انخفضت الواردات والصادرات الصينية، وهو مؤشر على تراجع الطلب الدولي والمحلي على حد سواء. وانطلق جرس الإنذار الأقوى منذ بضعة أسابيع عندما انخفض الإنفاق الاستهلاكي لشهر يوليو إلى حد كبير، الأمر الذي أدى إلى انزلاق البلاد إلى الانكماش.

وكتب روجيريو فوجيموري، المحلل في "ستيفل" (Stifel)، في أواخر يوليو: "تشير البيانات الكلية الضعيفة في الصين إلى انتعاش استهلاكي أضعف بكثير بعد فترة كوفيد، مقارنة بالانتعاش القوي الذي شهدته الولايات المتحدة وأوروبا في 2021-2022 وفي اليابان مؤخراً".

ومع ذلك، لا تزال الصين متمسكة بتحقيق زيادة بنسبة 5% في الناتج المحلي الإجمالي السنوي بمساعدة التحفيز الحكومي. ويرى المحللون والمستثمرون أن معدل النمو بنسبة 5% يكفي ببساطة لوضع الاقتصاد على المسار الصحيح، ولكنه ليس كافياً لإنعاشه.

ومن المؤكد أن حالة عدم اليقين قد أثرت على أسهم السلع الفاخرة في الأشهر القليلة الماضية. ومرة أخرى، تعد شركة LVMH، التي تفتخر بعلامات مميزة مثل تيفاني، وديور، وتاغ هوير، مثالاً رئيسياً على ذلك، حيث انخفضت الأسهم بأكثر من 10% من أعلى مستوى لها في أبريل عند 900 يورو (984 دولاراً).

ويتعثر آخرون في قطاع المنتجات الفاخرة أيضاً، حيث انخفض أسهم شركة "ريتشمونت" Cie Financière Richemont التي تمتلك مون بلان وكارتييه، بنسبة 19% تقريباً منذ ذروتها التي تجاوزت 155 فرنكاً سويسرياً (177 دولاراً) في منتصف مايو. وارتفعت قيمة شركة كيرينغ Kering التي تمتلك غوتشي وبالينسياغا، إلى 600 يورو (655 دولاراً) في نهاية شهر مارس؛ لكن الآن، انخفض السهم إلى ما يقرب من 17%.

وبلغت أسهم شركة "هيرمس إنترناشيونال" Hermès International ذروتها في وقت لاحق، حيث تجاوزت 2016 يورو (2202 دولار) في 31 يوليو، لكنها خسرت أكثر من 4% في الشهر الماضي فقط.

وعلى الرغم من الخسائر الفادحة والأرقام الاقتصادية المحبطة في الصين، فإن جميع الأسهم الأربعة – LVMH، و Richemont، و Kering، و Hermes – حصلت على متوسط تصنيف "شراء" من المحللين الذين شملهم استطلاع فاكتسيت. ويشير متوسط أسعارها المستهدفة ضمناً إلى ارتفاعات بنسبة 19%، و33%، و24%، و6% على التوالي.

ويفسر المحللون التصنيف المحير بأنه من الأفضل أن تكون مكشوفة على المتسوقين في أكبر اقتصاد في آسيا بدلاً من عدمها، خاصة عندما يتوقع المحللون تراجع الطلب في الولايات المتحدة أيضاً، وبعبارة أخرى، إن خسارة النمو في البلاد تبقى مخاطرة أفضل من ركود الصين.

ووضع فوجيموري من (ستيفل) "عودة تدريجية للعملاء الصينيين المهمين" على رأس قائمة الأسباب التي تجعل "ريتشمونت" مستعدة "للتوجه بشكل أفضل من غيرها خلال فترة تراجع الطلب الأميركي"، ووضع تقييم الأسهم عند "شراء".

وفي إشارة إلى "مكان واضح لتحسين الوضع العام للمجموعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والصين" أشار جان دانغو، المحلل في ODDO BHF، باعتباره اتجاهاً غير مواتٍ لشركة "كيرينغ"، التي يصنفها على وضع "الحياد".

ومن شأن التباطؤ العميق الطويل الأمد والأزمة المالية أن يثقل كاهل أثرياء الصين، ففي الوقت الحالي على الأقل، فإن المخاطر تجعل الأسهم الفاخرة أقل رواجاً، وليست خطأً استثمارياً.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com