كيف ستؤثر مخاوف المصارف والركود على الاكتتابات العامة؟

الاكتتابات العامة الأولية
الاكتتابات العامة الأولية

أضعفت الأزمة المصرفية الأخيرة ومخاوف الركود، التوقعات الخاصة بالاكتتابات العامة الأولية في 2023، ما دفع الشركات لإبطاء خططها لطرح أسهمها، ولذلك من المرجح أن يؤدي إلى تراجع الرسوم التي تحصلها البنوك الاستثمارية.

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط والأسواق الخليجية من النقاط المضيئة هذا العام من حيث توقعات الطروحات الأولية، بعد أن قفزت إلى مستوى قياسي في عدد وقيمة الصفقات في عام 2022، بلغت 51 اكتتابًا جمعت 22 مليار دولار.

أحجام الاكتتابات العامة

أوضحت منصة ديلوجيك، أن أحجام الاكتتابات العامة منذ بداية العام جاءت عند أدنى مستوى منذ 2019، وشهدت الطروحات في أسواق الأسهم حول العالم جمع ما يقرب من 26 مليار دولار حتى الآن.

أرجع المحللون ذلك إلى الأداء الضعيف لبعض الاكتتابات الأولية التي تمت بالفعل مثل إيونوس الألمانية المزودة لخدمات استضافة الويب بالإضافة إلى عمليات البيع المكثفة في سوق الأسهم التي أثارها انهيار بنك سيليكون فالي ودفع العديد من الشركات على إرجاء خططها لطرح أسهمها للاكتتاب.

ارتفعت أحجام الاكتتابات العامة الأولية في أميركا بأكثر من 50% عن الربع الأخير من العام الماضي لكنها ظلت 11% دون مستوياتها عن نفس الفترة من العام السابق.

في حين شهدت مبيعات الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي انخفاضا بنسبة 19%  في الأحجام، لا تزال المنطقة تشكل حوالي 50% من نشاط أسواق رأس المال العالمية، بما في ذلك بيع حصة بقيمة 9 مليارات دولار تقريبا في جابان بوست بنك.

توقع خبراء الاستثمار في أوروبا أن تؤثر تقلبات السوق التي حفزتها الأزمة المصرفية على جاذبية برامج الطروحات.

قال رئيس أسواق رأس المال لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بي.إن.بي باريبا، أندرياس بيرنستورف، "ما حدث مع البنوك فاقم التقلبات في أسواق الأسهم. لقد فتر الحماس مرة أخرى، ولكن ستظل هناك اكتتابات قبل الصيف. ويعتمد الأمر كثيرا على الشركات المملوكة لأفراد".

ويرى خبراء أن الشركات المتخصصة في مجال تحول الطاقة تمثل من المتوقع أن تظل قادرة على اجتذاب المستثمرين.

منطقة الشرق الأوسط

مثلت منطقة الشرق الأوسط بارقة أمل لهذا العام بعدما شهدت إدراج العديد من الشركات المعروفة بما في ذلك أبراج لخدمات الطاقة العمانية وأدنوك للغاز الإماراتية.

قال المشرف على أنشطة أسواق رأس المال في وسط أوروبا وشرقها وفي أفريقيا والشرق الأوسط لدى إتش.إس.بي.سي، كريس لاينغ، "لا تزال منطقة الخليج تتمتع حتى الآن بحصانة ضد التوترات التي أصابت الأسواق الأوروبية، ولذلك فإننا نتوقع أن نستمر في رؤية الاكتتابات العامة الأولية من دول مثل السعودية والإمارات".

ارتفعت صفقات الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مستوى قياسي في عدد وقيمة الصفقات في العام الماضي، بلغت 51 اكتتابًا جمعت 22 مليار دولار.

وحافظت الرياض على الصدارة في نشاط عمليات الإدراج في الربع الأخير من عام 2022 مع تسجيل 7 اكتتابات عامة في السوق الرئيسية "تداول"، جمعت عائدات إجمالية بقيمة 4.7 مليار دولار .

كما سجلت المنطقة أول إدراج مزدوج ومتزامن لشركة أميركانا للمطاعم في سوق أبوظبي للأوراق المالية وسوق تداول، وتم الإعلان عن إقامة تعاون مع بورصات إقليمية ودولية، فضلاً عن إطلاق لجنة الأسواق المالية الخليجية معايير موحدة للشركات المُدرجة للإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة.

أما على الصعيد العالمي، فقد تم تسجيل 1333 اكتتابًا في عام 2022، وجمعت عائدات بقيمة 179.5 مليار دولار، بانخفاض كبير نسبته 45% في عدد الاكتتابات و61% في عائداتها، مقارنة بعام 2021.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com