وعزز الدولار من مكاسبه في الجلسات الماضية، مع تحول شهية المخاطر صوب الملاذات الآمنة وعلى رأسها العملة الأميركية، في ظل توقعات الأسواق باستمرار وتيرة التشديد تزامنًا وبيانات الصين السلبية.
وفي غضون ذلك يتراجع الدولار هامشيًا هلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء ولكنه لا يزال أعلى مستويات 103 نقطة.
وانخفض الدولار الان بحوالي 0.05% عند مستويات 103.15 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسة.
وفي غضون ذلك اتسعت مكاسب السندات الأميركية ليرتفع العائد على سندات 10 سنوات بحوالي 0.0089 نقطة إلى مستويات 4.2%.
وتحوم السندات الاميركية خلال تعاملات اليوم قرب أعلى مستوياتها في أكثر من 10 أشهر بالقرب من مستويات أكتوبر 2022.
وعزز من الطلب على الدولار تجدد المخاوف حيال أزمة عقارية جديدة في الصين، حيث تعاني شركة Country Garden أحد أكبر شركات التطوير العقاري في الصين.
وبات أمام العملاق الصيني أقل من 30 يوما لكي تتجنب التخلف عن سداد ديونها، وعززت تلك المخاوف حيال العقارات الصينية الطلب على الدولار باعتباره من الملاذات الاَمنة.
وفي غضون ذلك تترقب الأسواق صدور نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي والتي سيكون لها بالغ التأثير على الدولار الأميركي.
حيث يسعى المتداولين إلى الاستدلال على تلميحات حول قرار الفائدة المرتقب في سبتمبر المقبل في ظل التوقعات بأن يرفع الفيدرالي الفائدة مجددا.
ورجح كبير الاقتصاديين في إيه سي واي سيكورتيز، كليفورد بينيت أن يأتي محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ليواصل التأكيد على استكمال السياسة المتشددة.
ويرى كبير الاقتصاديين في إيه سي واي سيكورتيز أن الدولار الأميركي يتجه نحو الأعلى وسط توقعات الأسواق باستمرار حملة الفيدرالي المتشددة لما بعد 2023.
وفي غضون ذلك عززت البيانات الأميركية الخيرة من قوة الدولار حيث صدرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأميركية وجاءت إيجابية.
وعزز ذلك من توقعات الأسواق بأن يواصل الفيدرالي رفع الفائدة، حيث جاءت بيانات مؤشر أسعار المنتجين إيجابية بنهاية يوليو الماضي ولأول مرة منذ 5 أشهر.
وسجل المؤشر نموا بما يعادل 0.3% على أساس شهري، وهو أعلى من توقعات الأسواق والتي أشارت لنمو أسعار المنتجين بحوالي 0.2%، بينما سجلت القراءة السابقة للمؤشر ارتفاعا بواقع 0.1% خلال يونيو الماضي.
وفي غضون ذلك توقع خبراء HSBC أن البيانات الأخيرة ترجح احتمالية حدوث سيناريو ركود اقتصادي أمريكي وعالمي طفيف.
ولفت خبراء البنك إلى هذا السيناريو، قد يضعف الدولار الأميركي بنهاية العام الجاري، وأوائل العام المقبل.
وفي الوقت ذاته توقع خبراء HSBC بأنه في حال اتجهت الولايات المتحدة إلى ركود قوي، ولكن مع حفاظها على تفوقها على الاقتصادات الكبرى، فإن هذا السيناريو قد يدعم الدولار .
ويرى خبراء اتش اس بي سي أنه من المتوقع أن يرتد الدولار إلى الهبوط في الفترة المقبلة ولكن العامل الأساسي سيكون هو التضخم .
وأشار خبراء البنك إلى أنه من المحتمل أن يؤدي التضخم الراسخ أو التباطؤ الملحوظ في النمو العالمي إلى ارتفاع الدولار الأميركي من خلال تلاشي الرغبة في المخاطرة.