تغير أساليب عيش حياة السوريين المتوارثة
تغير أساليب عيش حياة السوريين المتوارثة

كيف غيّر الغلاء والحرب حياة السوريين؟

إرم الاقتصادية

غيّرت الحرب وتبعاتها من أساليب عيش حياة السوريين المتوارثة منذ عشرات فيما يتعلق بطرق حفظهم للمواد الغذائية في أشهر موسمها لفصل الشتاء.

كما أدت تبعات الحرب فيما يتعلق بغياب وانقطاع التيار الكهربائي في أغلب المناطق من كمية تخزين المواد الغذائية والتوجه إلى طرق تقليدية كان يعتمد عليها قبل الاستعانة بالكهرباء .

وقالت وصال أحمد وهي معلمة بمدرسة وتقيم في ضواحي العاصمة دمشق إن "السبب الأبرز في تغيير عادة معظم العائلات السورية هو الغلاء وارتفاع الاسعار بشكل لا يتناسب مع الدخل ومن كان يقوم بتخزين حاجته من المواد الغذائية أصبح يعتمد على نصف الكمية التي كانت تخزنها العائلات سابقا".

وأضافت لوكالة الأنباء الألمانية: "غابت أنواع المربى بشكل كامل من قوائم المؤن بالنسبة لعائلتي هذا العام بسبب ارتفاع أسعار فواكه المشمش التين العنب وغيرها، إضافة إلى ارتفاع سعر السكر  أكثر من ثلاثة أضعاف، وعدم التخزين في المجمدات بسبب انقطاع الكهرباء".

بدوره، أضاف عمار حسن من مدينة حلب أن "جميع العائلات السورية تعتمد على تخزين المواد من الفواكه والخضار وقت موسمها إلى أيام أخرى وخاصة فصل الشتاء، أغلب العائلات تعتمد على التخزين بواسطة المجمدات، ولكن انقطاع التيار الكهربائي لساعات أطول خلال اليوم منع العائلات من الاعتماد عليها، لذلك لجأت العائلات إلى طريقة التجفيف التقليدية، غير أن غلاء أسعار الخضار والفواكه حتى في عز موسمها أدى إلى تراجع نسبة التخزين إلى النصف وأقل".

وتشكل الاختلاف في أسعار المواد الغذائية عاملاً هاماً في شراء تلك المواد والإقدام على تخزينها .

وأكد محمد إبراهيم من مديرية حماية المستهلك لـ(د.ب.أ) أن "فروقات الاسعار بالنسبة للمواد الغذائية وخاصة المستوردة يعتمد على أسعار شراء تلك المواد بـ(الدولار) وحسابه على الليرة السورية يؤدي لتغير فارق الأسعار يومياً ".

وأضاف أن "هناك تجارا يستغلون حاجة السوق من المواد الغذائية ويرفعون أسعار المواد دون مبرر قبل أيام وصل سعر كيلو السكر إلى حوالي 4500 ليرة ما يعادل دولار أمريكي وقبل مدة كان سعر السكر حوالي 2500 ليرة وسعر صرف الدولار حوالي 3000 ليرة، إذا فإن هناك حالة احتكار واضحة".

وباتت أسعار المواد الغذائية المستوردة والمنتجة محلياً تحسب على اسعار صرف الدولار الأمريكي .

ويقول صاحب محل لبيع الخضار والفواكه في منطقة جرمانا جنوب دمشق "هناك دولرة واضحة للمواد الغذائية رغم كل التعليمات الحكومية بمنع التعامل بالدولار ،ولكن في الواقع أغلب المواد اصبحت تباع وفقاً لسعر صرف الدولار ".

ويضيف صاحب محل الخضار الذي طلب عدم كشف اسمه" الفارق الشاسع بين أسعار المواد الغذائية وبين دخل المواطن وخاصة الموظف والعامل أصبح واضح للجميع لا نقول انعدمت القوة الشرائية بل وصلت إلى حدودها الدنيا".

وتعاني أسواق معظم المدن السورية من تراجع في كميات الخضار والفواكه المعروضة في الأسواق بسبب ارتفاع تكاليف العمل الزراعي والنقل وخروج مناطق واسعة من الاستثمار بسبب العمليات العسكرية والجبهات إضافة إلى وجود ثلاث مناطق سيطرة في سوريا، ووجود معابر تفرض رسوما على دخول المواد الغذائية أدى إلى عزوف الكثير من المزارعين والمنتجين عن زراعة حقولهم.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com