شهدت الدول الأوروبية ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة خلال عام 2022، ما تسبّب في عدد من الكوارث الطبيعية، ومع استمرار ارتفاع الحرارة، من المتوقع أن تؤدي لزيادة وتيرة حرائق الغابات والفيضانات وغيرها من الظواهر الجوية القاسية، ومن ثم التأثير على صحة الشعب الأوروبي واقتصاده.
وقد تسببت ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة في مقتل المئات، وأثرت بشكل مباشر في أكثر من نصف مليون شخص، وأحدثت أضرار اقتصادية تجاوزت 50 مليار دولار في 2021، بحسب تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
تأثر البلدان الأوروبية
سجلت المدن في البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا درجات حراراة أعلى بنحو 1.4 درجة مئوية من متوسط درجات الحرارة الصيفية خلال الفترة من 1990 إلى 2020، وفقًا لشركة الاستشارات Callendar المعنية بتطور المناخ ومقرها باريس.
بلغت درجات الحرارة في مدريد مثيلتها في إحدى ولايات الجزائر، التي تقع على بعد أكثر من 500 كيلومتر جنوبًا، بحسب فرانس برس.
شهدت إيطاليا، وبخاصة المدن القريبة من جبال الألب مثل ميلانو وتورينو، درجات حرارة أكثر شيوعًا في اليونان.
مناشدة عالمية
أظهر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وحدوث ما يقرب من نصف هذا الارتفاع في الثلاثين عامًا الماضية.
وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، بيتيري تالاس، في وقت سابقة بقمة المناخ COP27: "كلما زاد الاحترار، كانت التأثيرات أسوأ".
وأشار التقرير إلى أن 55% من سطح المحيط شهد بشكل عام موجة حر بحرية واحدة على الأقل في عام 2022، مدفوعة بذوبان الصفائح والأنهار الجليدية، وتزايدت وتيرة ارتفاع مستوى سطح البحر في الثلاثين عامًا الماضية، ما يهدد عشرات الملايين في المناطق الساحلية المنخفضة.
حذّرت هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة، في أكتوبر من أن الالتزامات الدولية الأخيرة بشأن المناخ ما زالت "بعيدة جدًا" عن تلبية هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
وقد أكدت الفيضانات الكارثية وحالات الجفاف التي أضرت بالمحاصيل وموجات الحر القياسية في 2022 أن التحذيرات من تغير المناخ أصبحت حقيقة على نحو متزايد، وأن هذه مجرد بداية، مع تعثر الجهود الدولية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض وخفض الانبعاثات.