الاقتصاد الصيني
الاقتصاد الصينيشترستوك

الاقتصاد الصيني.. ماذا يتوقع الخبراء للعام المقبل؟

يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يؤدي رفع قيود الوباء في الصين إلى مزيد من الاضطراب خلال الربع الأول مع زيادة عدد الإصابات وسط توقعات باحتمال حدوث انتعاش أسرع وأقوى في النمو العام المقبل.

وأدى تخفيف الحكومة للقيود، والتي كان آخرها إلغاء متطلبات الحجر الصحي للمسافرين الوافدين اعتباراً من 8 يناير مفاجئاً بالنسبة للشركات والمحللين.

ونتج عن ذلك المزيد من عدم اليقين في توقعات النمو الهشة بالفعل في الأشهر المقبلة، حيث يرى الاقتصاديون أن إعادة الفتح السريعة تقصر مدة الصدمات الاقتصادية، ومن المرجح أيضاً أن تتركز الخسائر في فترة عطلة رأس السنة الجديدة وهي الفترة التي يتباطأ فيها الإنتاج عادةً.

وكتب كبير الاقتصاديين الصينيين في سيتي جروب في مذكرة يوم الثلاثاء، أن نهج الحكومة والتحول السريع في السياسة يبدو أنه تمهيد الطريق لتحقيق انتعاش اقتصادي.

وأشار إلى أن تأثير اضطرابات كوفيد على النمو السنوي العام المقبل قد يكون أقل مما كان متوقعاً في السابق.

وخفض المحللون بالفعل توقعاتهم لنمو الصين هذا العام، ورفعوا التوقعات لنمو عام 2023 منذ أن رفعت الحكومة الصينية قيود سياسة صفر كوفيد قبل بضعة أسابيع.

وفي استطلاع أجرته بلومبرغ للخبراء الاقتصاديين، بلغ متوسط التقديرات ضعف النمو إلى 3% في عام 2022، والارتداد إلى 4.9% العام المقبل.

ويرى الخبراء في بلومبرغ أن رفع القيود السريع قد يدفع النمو للعام بأكمله إلى 6.3%، وهو أعلى بكثير من التوقعات الأساسية البالغة 5.1%.

التأثير على الاقتصاد العالمي

وأشار الخبراء في بلومبرغ إلى أن رفع القيود في الصين سيكون نعمة ونقمة بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث إن انتعاش السياحة الصينية يمكن أن يعزز الأعمال في قطاعات الخدمات حول العالم، وقد يساعد السفر التجاري الأكثر سلاسة داخل وخارج الصين في تخفيف ضغوط سلاسل التوريد.

وفي نفس الوقت يخشى الخبراء من أن تسارع نمو الاقتصاد الصيني سيؤدي إلى زيادة الطلب على السلع، مما يؤدي إلى تراجع التباطؤ المتوقع في التضخم العالمي.

الشركات الأجنبية

وتتقدم الشركات الأجنبية بحذر في أي خطط للاستثمار والتوظيف في الوقت الحالي، نظراً لأن متسويات الثقة لاتزال ضعيفة للغاية.

وقال العضو المنتدب لمجلس الأعمال الكندي الصيني، نوح فريزر، إن العديد من الشركات تعرض موظفيها لإكراه شديد طوال حقبة صفر كوفيد، مما سيؤدي إلى الانتظار والترقب بالنسبة للكثيرين.

وأشار إلى أن شغف الانتقال للصين والضرر الذي لحق بالثقة والسمعة على مدى السنوات الثلاث الماضية سيستغرق وقتاً لإعادة البناء.

وقال رئيس غرفة تجارة الاتحاد الاوروبي في الصين، يوروج ووتكي، إن الشركات ليست في عجلة من أمرها لزيادة حصتها في الصين، على الرغم من أن خطوة الحكومة من المحتمل أن تعزز الثقة في الأعمال التجارية.

وأضاف، أنه مع دخول الصين حالياً في تحول نموذجي في نهجها تجاه جائحة كوفيد، من المرجح أن تستمر الشركات في الانتظار لترى كيف سيتطور الوضع خلال الأسابيع المقبلة قبل اتخاذ أي قرارات طويلة الأجل بشان استثماراتها في الصين.

نمو الاقتصاد الصيني

وقد يؤدي إلغاء قيود الوباء إلى مراجعة المحللين لتوقعاتهم لنمو الاقتصاد الصيني مرة أخرى، وقال كبير الاقتصاديين في بنك Natixis الفرنسي، غراي نغ، إنه خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني في الربعين حتى نهاية مارس إلى 3% من 3.5%، إلا أنه يتوقع حدوث انتعاش دوري قوي من أبريل فصاعداً.

وأشار إلى أن التحول في السياسة بمثابة مكسب طويل الأجل للاقتصاد الصيني، موضحاً إمكانية حدوث اضطراب في الفترة الأولى بسبب الإنتاج وتلاشي الاستهلاك.

ويتوقع الخبراء الاقتصاديون، أن يتعافى تنقل الأشخاص، وخدمات المستهلك في وقت أقرب وأسرع من المتوقع مع بداية العام الجديد، حيث تجاوزت الحركة المرورية في المدن صدمات كوفيد الآولية وتستمر في الازدياد، كما من المتوقع أن تقفز مبيعات التجزئة بنحو 11% العام المقبل إلى حوالي 50 تريليون يوان (7.2 تريليون دولار).

ويتوقع الخبير الاقتصادي بمركز معلومات الدولة وهو مركز أبحاث تابع لوكالة التخطيط الاقتصادي الحكومية، نيو لي، حدوث تباطؤ في نمو قيمة الصادرات إلى 3% العام المقبل، من أصل 9.1% في مدة 11 شهر خلال العام الحالي.

وتوقع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2% العام المقبل، بينما سيبقى التضخم يحوم حول نفس مستويات العام الحالي.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com