روسيا تعاني من نقص حاد في العمالة.. وهذا هو السبب

الأزمة الحالية في سوق العمل هي الأسوأ منذ 1993
عامل روسي
عامل روسي shutterstock

يعاني الاقتصاد الروسي منذ إعلان الكرملين عن التعبئة العسكرية في أواخر سبتمبرالماضي، من نقص قياسي للعمال في جميع أنحاء البلاد، في حين تقترب نسبة البطالة من أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وخلصت دراسة أجراها معهد جايدار في موسكو نوفمبر الماضي، أن مايصل إلى ثلث الصناعة الروسية، قد تواجه عجزاً في الموظفين بسبب التجنيد، وصنفت أزمة نقص العمالة الحالية في روسيا، بانها الأسوأ منذ عام 1993.

وقالت إيرينا خميلفسكايا، رئيسة قسم التوظيف في شركة Agrokomplex، المتخصصة بمجال الزراعة والحبوب، أن الشركة تكافح في الوقت الحالي في العثور على سائقي الجرارات والعمال الآخرين، بالإضافة إلى المتخصصين في مجالات الهندسة الزراعية، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي في هذا النقص هو التعبئة.

وسيؤدي حشد حوالي 300 ألف رجل، إلى جانب موجة كبير من الهجرة جاءت في أعقاب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى تقليص العمالة الذكور بنسبة 2%، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأميركية.

انكماش النمو

ولهذا السبب، خفضت بلومبيرغ إيمونوميكس، معدل النمو الاقتصادي المحتمل لروسيا عند 0.5% فقط، حيث من المتوقع أن يؤدي النقص في العمال إلى زيادة الضغوط تضخمية التي دفعت بنك روسيا المركزي بالفعل إلى تعليق تخفيض أسعار الفائدة.

وفي توفوسيبيرسك، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في سيبيريا، يقول المسؤولون أنهم بالكاد يستطيعون تعيين نصف الموظفين الذين يقومون بإزالة الثلوح من الشوارع.

وأظهر استطلاع أجري في نوفمبر الماضي، أن ثلث الشركات فقدت بعد موظفيها الاستدعاء، وأوضح مايقارب من خمس الشركات تقريباً، أنهم لم يتمكنوا من وجود بدائل للموظفين الذين غادروا، وتعد شركات البناء وتطوير البنى التحتية اكثر الشركات المتضررة من النقص، حيث تعاني من نقص متزايد في العمالة المؤهلة، ومن المتوقع أن يزداد النقص سوءاً في الأرباع القادمة وفقاً للتقرير.

وارتفع عدد الوظائف الشاغرى في محال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 15% في أكتوبر عن الشهر السابق وفقاً لشركة التوظيف الروسية عبر الإنترنت Superjob.

هجرة للخارج

وفي أعقاب التعبئة، سارع العديد من المواطنين الروس للبحث عن فرص عمل في البلدان الأخرى، بما في ذلك تركيا، حيث يمثل المتخصصون في مجال تكنولوجيا خمس المجموعة، وفقاً لشركة HeadHunter Group Plc المتخصصة بالوظافئف في روسيا.

 وقالت ناتاليا دانينا، رئيسة قسم التحليل في شركة HeadHunter، أن الطلب على العمال ذي الياقات الزرقاء آخذ في الارتفاع، مشيراً إلى أن الفئة العمرية من 20 إلى 24 لاتضم في الوقت الحالي اكثر من 7 ملايين شخص مقارنة بـ 12 مليون شخص خلال العقد الماضي.

وأضافت دانينا ان هذه الأرقام مرعبة، بالإضافة إلى أن الكثيرون يعاني من مشاكل صحية بسبب الإجهاد.

واوضحت دانينا، ان كبار السن إلى جانب النساء والمراهقين، أصبحوا أيضاً مصدراً مهماً للعمال، في حين يمثل المهاجرون مايصل إلى 10% من سوق العمل المحلي.

وأضحت نصف الشركات التي شملها استطلاع معهد جايدار، أن نقص الموظفين سيجعل مهمة زيادة الإنتاج بالغة الصعوبة.

تضرر القطاعات

وقال الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، أن الخوف وعدم اليقين تسبب في تدفق خطير للغاية للعقول ورأس المال من البلاد، مما أضر بالعديد من القطاعات.

وأشار إلى أنه في حال بقاء هذه الإمكانات الهائلة للتنمية خارج البلاد، فسيؤدي ذلك إلى تراجع في الاقتصاد مستقبلاً.

 وقد يؤدي نقص العمالة في روسيا، إلى نقطة ضعف رئيسية، حيث تتجه روسيا نحو انكماش اقتصادي من المحتمل أن يمتد إلى العام المقبل، خاصة أن الاقتصاد الروسي يتعرض لضعوط العقوبات الأميركية والأوروبية.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com