هل حان وقت شراء العقارات في بريطانيا؟

واجهت سوق العقارات في بريطانيا، على مدار أكثر من عام، ضغوط عديدة، خاصة في ظل أسعار الفائدة المرتفعة، ما أسهم في إرباك واسع بالقطاع.

وطيلة عامي 2022 و2023 ارتفعت الإيجارات في وقت أدت فيه اختلالات العرض والطلب إلى منافسة شرسة على العقارات المستأجرة، بحسب شبكة سي إن بي سي.

وفي الوقت ذاته، بلغت معدلات الرهن العقاري أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا في بريطانيا في وقت سابق من هذا العام، مدفوعة بارتفاع أسعار الفائدة وسياسات الحكومة البريطانية في هذا الصدد.

وفي يوليو، ارتفع متوسط سعر الرهن العقاري الثابت لمدة عامين إلى 6.86%، حتى وصلت إلى 6%، وفقًا للأرقام الصادرة عن مزود البيانات  Moneyfacts.

هل حان الوقت للشراء؟

وفي ظل تلك البيانات الحالية، لا يبدو شراء أو استئجار عقار في بريطانيا جذابًا بشكل خاص في الوقت الحالي. إلا أنه وفقاً لرئيس قسم الأبحاث السكنية في المملكة المتحدة في شركة Knight Frank العقارية، توم بيل، فإن الأشهر المقبلة قد تكون الوقت المناسب لدخول السوق.

وأضاف بيل: "إذا نظرت إلى ما يفعله بنك إنجلترا، فيمكن القول إن أفضل وقت هو الآن". وعلى الرغم من أن التكهنات تحولت الآن إلى متى سيتم خفض أسعار الفائدة، يقول بيل إنه من غير المرجح أن تنخفض أسعار الرهن العقاري بشكل حاد، مردفاً: "نحن نتحدث عن حركات صغيرة للأسفل".

ورفع بنك إنجلترا، مثل عديد من البنوك المركزية حول العالم، أسعار الفائدة في محاولة لتهدئة الاقتصاد. وتشير البيانات الأخيرة، بما في ذلك أرقام التضخم، إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة لها التأثير المطلوب في خفض الأسعار، وبما يزيد التوقعات بأن البنك المركزي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة الأسعار في العام 2024.

تراجع الأسعار

وتتسبب معدلات الرهن العقاري المرتفعة إلى تراجع أسعار المنازل، وهو اتجاه انعكس في بريطانيا، على الرغم من أن الأسعار لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الوباء، وفقًا لريتشارد دونيل، المدير التنفيذي للأبحاث في شركة البيانات العقارية Zoopla.

وتابع: "لقد انخفضت الأسعار بشكل متواضع بأقل من 5% مع بقاء أسعار المنازل أعلى بمقدار 40 ألف جنيه إسترليني عما كانت عليه قبل بدء الوباء في أوائل عام 2020".

ومع ذلك، أشار دونيل إلى أن المعاملات انخفضت بنسبة 23% هذا العام، وعلى الرغم من أن هذه ليست أخبارًا جيدة لسوق العقارات، إلا أنها قد تكون جيدة لبعض المشترين.

وأوضح أن متوسط البيع المتفق عليه هو أقل بـ 18 ألف جنيه إسترليني من السعر المطلوب، وهو أعلى خصم منذ أكثر من 5 سنوات. وهذا يعني أن الوقت مناسب لدخول السوق للتفاوض بشكل أكثر جدية بشأن الأسعار مع زيادة عدد المنازل المعروضة للبيع بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي.

وبحسب Knight Frank، فإن الأشهر الستة المقبلة قد تكون الوقت المناسب للصعود في سلم العقارات، ذلك لأن المعنويات تحسنت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية.

رياح معاكسة

وقد تستمر الأسعار أيضًا في الانخفاض، كما يشير دونيل. والذي قال: "من المقرر أن تنخفض أسعار المنازل بنسبة 2٪ أخرى خلال العام 2024 حيث تتكيف الأسعار مع القوة الشرائية الأضعف حتى لو انخفضت أسعار الرهن العقاري بشكل أكبر".

ومع ذلك، هناك رياح معاكسة محتملة لسوق المبيعات؛ تتمثل في الانتخابات العامة المتوقع إجراؤها في الخريف المقبل في المملكة المتحدة. وفي هذا السياق نوه بيل بأن أسواق العقارات غالبًا ما تتباطأ في الفترة التي تسبق الانتخابات، خاصة عندما يكون من المتوقع حدوث تغيير في القيادة - كما هو الحال الحال حاليا في بريطانيا.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تظل سوق الإيجارات ضيقة، مع استمرار ارتفاع الإيجارات، ومع مؤشرات القوة في سوق العمل، وارتفاع مستويات الهجرة وارتفاع معدلات الرهن العقاري، وجميعها عوامل تلعب دوراً، وفقا لدونيل.

وتابع: "سيظل اختلال التوازن بين العرض والطلب حتى العام 2024، لكن الطلب سيضعف مع تزايد ضغوط القدرة على تحمل التكاليف.. ومع ذلك لا يزال من المتوقع أن ترتفع الإيجارات بنسبة 4-5% العام المقبل".

قد يعجبك ايضا

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com