جي بي مورغان يستحوذ على خمس أرباح البنوك الأميركية في 2023

استحوذ بنك جيه بيه مورغان تشيس على ما يقارب من خمس إجمالي أرباح البنوك الأميركية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، مستفيداً من عام من الاضطرابات حتى يصبح القطاع المالي في البلاد أكثر هيمنة.

وحققت الشركة المصرفية التابعة للبنك في الولايات المتحدة، أرباحاً بقيمة 38.9 مليار دولار، نحو 18% من إجمالي الصناعة، وفقاً لحسابات فاينانشال تايمز، واستناداً إلى أرقام من بنك ريج داتا الذي يتتبع الصناعة.

وفي حال استمر هذا النمط طوال العام بأكمله، فستكون تلك المرة الأولى التي يحصل فيها البنك على مثل هذه الحصة العالية من أرباح الصناعة منذ عام 2009، عندما كانت العديد من البنوك لا تزال تتعافى من الأزمة المالية، وخلال تلك الفترة تجاوزت أرباح جي بي مورغان أرباح منافسيه الأربعة الكبار مجتمعين بما في ذلك بنك أوف أميركا وسيتي جروب مجتمعين.

وقال المحلل الاقتصادي في ويلز فارجو، مايك مايو: "بنك جي بي مورغان هو عملاق العمالقة".

ولا تزال البيانات ليست شاملة، والبيانات المتاحة تغطي الأرباح من الشركات التابعة التي لديها ودائع مؤمنة من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، إلى جانب أرباح جي بي مورغان من الخدمات المصرفية التجارية والتجزئة، وأجزاء من قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية والتداول.

وتظهر البيانات كيف استفاد الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، جيمي ديمون من فرص الاستحواذ بما في ذلك صفقة إنقاذ بنك فيرست ريبابليك في مايو الماضي، كما استفاد من الأخطاء التي ارتكبها المنافسون للبنك.

أسعار الفائدة

وإلى جانب ذلك، استفادت أغلب البنوك الكبرى من ارتفاع أسعار الفائدة، وهو ما يسمح لها باستغلال هوامش الربح من خلال فرض أسعار فائدة أعلى على المقترضين بسرعة أكبر من نقلها إلى المودعين.

وفي نفس الوقت، خطف بنك جي بي مورغان السبق من المنافسين بشرائه بنك فيرست ريبابليك بعد انهيار البنك الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له، مسترجعا الفترة التي استحوذ فيها البنك على شركات مثل بير شتيرنز وواشنطن ميوتشوال خلال الأزمة المالية عام 2008.

وقال إريك روزنغرين، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن: "كان بنك جي بي مورغان تشيس فعالاً للغاية في تواجده في المكان المناسب في الوقت المناسب عندما كانت المبيعات المتعثرة متاحة".

وظهرت المكاسب من صفقة فيرست ريبابليك بشكل فوري في الربع الثاني من عام 2023، وعندما تم إغلاق الصفقة حصل بنك جي بي مورغان على ما يقارب من 20 سنتاً من كل دولار واحد من الأرباح التي أعلنت عنها البنوك الأميركية، وفقاً لبيانات بنك ريج.

ويتحمل بنك أوف أميركا أكثر من 100 مليار دولار من الخسائر الورقية على السندات المشتراة في الفترة التي سبقت رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

وتم وضع سقف للأصول في ويلز فارغو منذ عام 2018 كعقوبة لفتح ملايين الحسابات الزائفة، مما أدى إلى تقليص الربحية، ويخضع سيتي جروب لعملية إعادة هيكلة بعد سنوات من الأداء المنخفض.

وقال كين أوسدين، رئيس الأبحاث المصرفية في جيفريز: "الجزء الأكثر إثارة للإعجاب في بنك جيه بي مورغان، هو أنه نظراً لحجمه لا يزال قادراً في الوقت نفسه على تحقيق أعلى عائد على الأسهم بين منافسيه".

وعلى مدى العقدين الماضيين، زاد بنك جي بي مورغان الودائع، في حين عانى المنافسون الكبار. وفي الوقت الذي أصبح فيه ديمون رئيساً تنفيذياً، كان بنك جي بي مورغان يحتفظ بنحو 8% من الودائع المصرفية الأميركية، متخلفاً عن بنك أوف أميركا، ومتفوقاً بالكاد على سيتي بنك.

ولدى البنك الآن 2.5 تريليون دولار من الودائع، أي أكثر من 13% من إجمالي الصناعة، ويتفوق على بنك أوف أميركا الذي زادت حصته من الودائع بشكل هامشي فقط ذلك الوقت.

وأنفق بنك جي بي مورغان هذا العام ما يقارب من 16 مليار دولار على المبادرات الجديدة والتكنولوجيا، وعلى عكس المنافسين لم يكن بنك جي بي مورغان يقدم فائدة بنسبة أعلى من الودائع المصرفية.

وقد تمكن بنك جيه بي مورجان من إقراض هذه الودائع أو استثمارها لتحقيق الربح، وجني مكاسب هائلة مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.

الفروع

في الوقت الذي أصبح فيه ديمون الرئيس التنفيذي للبنك في عام 2006، كان لدى الولايات المتحدة 7600 بنك، ولم يتبق منهم سوى 4300، والغالبية العظمة منهم شركات محلية صغيرة تمتلك أصولا تقل عن 10 مليارات دولار.

في عام 2021، تجاوز بنك جي بي مورغان بنك ويلز فارغو باعتباره البنك الذي يمتلك فروعًا أكثر من أي بنك آخر في الولايات المتحدة. وكان ذلك هو العام نفسه الذي حققت فيه هدفها المتمثل في إنشاء فرع تشيس في جميع الولايات الأميركية القارية البالغ عددها 48 ولاية.

وبينما كان العدد الإجمالي لفروع البنوك في الولايات المتحدة في تناقص مستمر، يرى جي بي مورغان أن الفروع البنكية التقليدية لا تزال وسيلة رئيسية لتحقيق النمو.

وقال البنك إن فروع تشيس التي افتتحت منذ عام 2017 ساهمت حتى الآن بنحو 85 مليار دولار من الودائع.

الآفاق المستقبلية

لا يبدو أن ديمون سيغادر البنك، حيث أشار إلى أنه يخطط للبقاء في منصب الرئيس التنفيذي لعدة سنوات أخرى.

يبدو أن ديمون لن يذهب إلى أي مكان. وقد أشار إلى أنه يخطط للبقاء في منصب الرئيس التنفيذي لعدة سنوات أخرى.

ومن المحتمل أن يضطر خليفته في نهاية المطاف إلى مواجهة متطلبات رأس المال الأعلى التي قال ديمون إنها ستقيد الإقراض المصرفي في الاقتصاد.