تجمع بريكس
تجمع بريكس

"بريكس الموسع" وتعديل النظام العالمي

بريكس الموسع Expanded BRICS أو E-BRICS هو الاسم الجديد لتكتل بريكس، الذي يقترحه كاتب المقال ليحل محل الاسم الحالي لتكتل "بريكس" BRICS، والذي هو في الأصل اختصار صاغه كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان ساكس جيم أونيل، في عام 2001، ليعكس الأحرف الأولى لأسماء دول أسست هذا التكتل، كنادٍ غير رسمي بدأ بأربع دول في عام 2009، وأضيفت جنوب إفريقيا بعد عام في توسعها السابق الوحيد.

فقد وافقت كتلة البريكس على انضمام ست دول إليها، من ثلاث قارات، هي الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وإيران، وإثيوبيا، ومصر، والأرجنتين، لتصبح أعضاء رسميين في التكتل، اعتبارا من الأول من كانون الثاني /يناير 2024، وذلك في الاجتماع الذي عُقد في مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا يوم الخميس الماضي. وتهدف هذه الخطوة إلى تسريع مساعيها لتعديل النظام العالمي الذي تعتبره متناقضاً.

وبقرارهم لصالح التوسع - وهو الأول للكتلة منذ 13 عاما - ترك زعماء البريكس الباب مفتوحا للتوسع المستقبلي، حيث أعربت عشرات الدول الأخرى عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، التي يأملون في تحقيق تكافؤ الفرص العالمية فيها.

ويضيف التوسع ثقلا اقتصادياً إلى مجموعة البريكس، التي تضم في عضويتها الحالية الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا. ويمكنها أيضًا تضخيم طموحها المعلن في أن تصبح بطلاً للجنوب العالمي.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أقوى مؤيدي توسيع الكتلة، إن "توسيع العضوية هذا أمر تاريخي". "إنه يظهر تصميم دول البريكس على الوحدة والتعاون مع الدول النامية الأوسع." أما الرئيس الجنوب إفريقي رامافوسا فقال "لقد شرعت البريكس في فصل جديد في جهودها لبناء عالم عادل، عالم شامل ومزدهر أيضًا". بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحضر القمة عن بعد، أن "بريكس لا تتنافس مع أحد".

وتعكس الدول المدعوة للانضمام رغبات أعضاء مجموعة البريكس الفردية في جلب الحلفاء إلى النادي. وقد مارس الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا ضغوطا علنية من أجل ضم جارتها الأرجنتين بينما تتمتع مصر بعلاقات تجارية وثيقة مع روسيا والهند. ونظراً لقرب بكين من إثيوبيا فإن انضمامها إلى هذا التكتل، يعكس رغبة جنوب إفريقيا في تضخيم صوت إفريقيا في الشؤون العالمية.

وبلا أدنى شك، أن عملية نشوء نظام عالمي جديد لا تزال تواجه معارضين شرسين. وما يلفت الانتباه هو حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إعلان التوسع يوم الخميس الماضي، مما يعكس النفوذ المتزايد للكتلة، وتكراره دعوات مجموعة البريكس الطويلة الأمد لإصلاحات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث قال "إن هياكل الحوكمة العالمية اليوم تعكس عالم الأمس". و"لكي تظل المؤسسات المتعددة الأطراف عالمية حقاً، يجب عليها أن تخضع للإصلاح لتعكس قوة اليوم والحقائق الاقتصادية." وهذه بلا أدنى شك أوضح تصريحات قد تخرج من شخصية عالمية يفترض أن تكون محايدة في هذه الأمور.

تتمتع دول البريكس باقتصادات مختلفة إلى حد كبير من حيث الحجم وحكومات ذات أهداف متباينة في السياسة الخارجية في كثير من الأحيان، وهو عامل تعقيد لنموذج صنع القرار التوافقي للكتلة.

ورغم أنها موطن لنحو 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن الانقسامات الداخلية أعاقت لفترة طويلة طموحات مجموعة البريكس في التحول إلى لاعب رئيسي على المسرح العالمي.

وأحد أبرز الإنجازات لهذا التكتل هو إنشاء بنك التنمية الجديد في شنغهاي عام 2015، والخطوة التالية التي تعمل عليها الدول الأعضاء في "بريكس الموسع" هي دراسة إمكانية إنشاء نظام مدفوعات وتسويات تجارية واقتصادية بعملة جديدة و/أو إصدار عملة مشتركة على الأغلب ستكون عملة رقمية، بهدف تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي تدريجياً، فهل ستنجح في ذلك؟

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com