رقائق الذكاء الاصطناعي.. بين فورة الطلب وغموض الاستدامة

 ربما يكون المسؤولون التنفيذيون في شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية قد وجهوا صدمة لـ وول ستريت المنتشية بمكاسب الذكاء الاصطناعي، والتي انعكست في الارتفاع الأخير في أسعار أسهم العديد من صانعي الرقائق، بعد تعليقات حذرة حول استدامة الطلب الحالي على رقائق الذكاء الاصطناعي. 

وأقرت TSMC العملاقة التايوانية، وهي حالياً أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات في العالم، في مكالمة أرباحها مع المحللين أن هناك طلباً قوياً على المعالجات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، خاصة في مركز البيانات، لكنهم أضافوا أنه ليس من الواضح مدى استدامة هذا الطلب. وقالت أيضاً إن الذكاء الاصطناعي لن يعوض الطلب العالمي المتباطئ حالياً على أشباه الموصلات.

وقال مارك ليو رئيس TSMC للمحللين في مؤتمر عبر الهاتف: "الفورة قصيرة المدى بشأن الطلب على الذكاء الاصطناعي لا يمكن تأكيدها على المدى الطويل". "ولا يمكننا توقع المستقبل القريب، أي العام المقبل، كيف سيستمر الطلب أو إن كان سيتلاشى."

وقالت TSMC إن المعالجات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي تمثل حالياً 6% من إيراداتها، لكن ذلك لم يكن كافياً لتعويض الأثر الاقتصادي الكلي للانكماش الحالي في الطلب على أشباه الموصلات، وتتوقع أن تنخفض إيراداتها للعام بأكمله بنسبة 10%. وقالت إن الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينمو بنحو 50% بمعدل نمو سنوي مركب للسنوات الخمس المقبلة.

كما دفعت الشركة موعد بدء الإنتاج لمصنعها الصناعي الجديد في ولاية أريزونا حتى عام 2025، قائلة إنها كانت تواجه صعوبة في الحصول على عمال مهرة لتركيب معدات أشباه الموصلات، إذ كانت ترسل فنيين ذوي خبرة من تايوان لتدريب العمال المحليين لفترة قصيرة من الزمن.

وقال تشارلز شي، محلل نيدهام وشركاه، في مذكرة للعملاء: "قامت الإدارة بتشغيل نماذجها الخاصة وتوقعت معدل نمو سنوي مركب بنسبة 50% لإيرادات الذكاء الاصطناعي وتتوقع أن تصل إلى نسبة منخفضة من إجمالي [الإيرادات] بحلول عام 2028". "دون مزيد من التفاصيل على الافتراضات الكامنة وراء توقعات معدل النمو السنوي المركب بنسبة 50% ".

وتراجعت ردود فعل العديد من أسهم أشباه الموصلات، بما في ذلك أسهم شركة إنفيديا، والتي تعد حالياً واحدة من أكبر الفائزين الأوائل في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي. وتصنع الشركة معالجات رسومات (GPU) المصممة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي كثيفة الحوسبة، وقد ازداد الطلب عليها في الأشهر الأخيرة منذ إطلاق "شات جي بي تي" ChatGPT في أواخر العام الماضي.

وتوقعت إنفيديا أن يشهد الربع الثاني من السنة المالية زيادة كبيرة من الطلب على الذكاء الاصطناعي، حيث توقعت إيرادات بنحو 11 مليار دولار، وهو رقم قياسي لمصمم الرقائق، وانخفضت أسهمها بنسبة 2.42% الخميس.

كما انخفضت أسهم شركة إنتل وإيه إم دي و برودكوم، حيث توقعت جميع الشركات أن ترى بعض الفوائد من مبيعات الرقائق لمراكز البيانات، وانخفض مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات SOX بنسبة 2.61%.

وبينما قال المسؤولون التنفيذيون في TSMC أيضاً إن الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل ChatGPT، سيزيد أيضاً من الإنفاق الرأسمالي، كان المستثمرون يركزون على الأرجح على المخاوف بشأن الاستدامة الحالية، ووجهة نظر الشركة حول الطلب العالمي الإجمالي على أشباه الموصلات.

وفي هذا الصدد، قال سي جيه ميوز المحلل لدى إيفركور في مذكرة للعملاء: "لقد تدهورت توقعات الشركة مقابل ثلاثة أشهر، مدفوعة إلى حد كبير بانخفاض التفاؤل حول الاتجاهات الكلية، وتعافي الصين الأضعف من المتوقع، واستهلاك العملاء". 

وأشارت الأخبار من أكبر صانع لأشباه الموصلات في العالم إلى أن انكماش الطلب على الشرائح قد لا ينتهي، وأن الذكاء الاصطناعي ليس المنقذ النهائي الذي قد يعتقده البعض.