أسعار العملات الرقمية
أسعار العملات الرقمية

سعر العملات المشفرة قد يُصبح صفراً

لن يقدم أي مقرض عاقل قرضًا مقابل أصول دون أي ضمانة أساسية

لا يوجد عمليات استحواذ برافعة مالية على شركات التكنولوجيا ولذلك أسباب منطقية  فالتكنولوجيا والديون، مثل مشروب ريدبول والحليب لا يجتمعان أبداً. لماذا؟ لأن شركات التكنولوجيا عندما يكون أدائها جيداً ترتفع أسعارها فلا يمكنك شراء "غوغل" باستحواذ برافعة مالية. لكن عندما يتراجع الأداء لن تجد الكثير من القيمة المتبقية على شكل أصول وضمانات يمكن اللجوء إليها في حالة التخلف عن سداد الديون. تعلمت "إف تي إكس" وإيلون ماسك و"سوفت بنك" هذا الدرس جيدًا.

لدى "تويتر"، التي حققت آخر ربح في 2019، مليار دولار سنويًا الآن مدفوعات ديون. لا تستطيع وول ستريت التخفيف من ديون الاستحواذ على "تويتر"، التي بلغت نحو 60 سنتًا على الدولار، دون خسارة الكثير من الأموال. حتى أن ماسك قال للموظفين "الإفلاس ليس مستبعداً ". حيث استفاد ماسك من بيع أسهم "تسلا" بأسعار مرتفعة (ولو أنها آخذة في التراجع)، والتي عاد ليبيع منها في الآونة الأخيرة 4 مليارات دولار أخرى من مجموع أسهم بقيمة 19 مليار دولار.

أعلن ماسك، بصفته رئيس "تويتر" أن المنصة ستعمل على أساس من حرية التعبير وبعدها هرب المعلنون وكذلك الموظفين. وإذا تخلّف ماسك عن سداد الديون لن يتبقى سوى بعض والبرمجيات التي عفا عليها الزمن والقليل من الطيور الزرقاء البلاستيكية للبيع في المزاد.

ويُعد سام بانكمان فرايد، طفل مدلل جديد لذلك الكوكتيل السام من التكنولوجيا والديون مع انهيار إمبراطوريته "إف تي إكس" و"ألاميدا"، حيث قالت تلك الشركات أنها أساءت التعامل مع أصول العملاء. نعم، دفعت عمليات السحب الأشبه بعمليات البنوك إلى إشهار إفلاس الشركة. لكن الخطيئة الأصلية للشركة كانت الاقتراض مقابل عملتها المشفرة "إف تي تي"، بدون أي ضمانات سوى الهواء.

الأمر كله كان وهمًا من العملات المشفرة. فالتداول الحر لعملة "إف تي تي" كان ضعيفًا للغاية لدرجة قدرة "إف تي إكس" على تحديد أي سعر تريده. لكن ذلك لن يستمر للأبد حيث اقترضت "إف تي إكس" و"ألاميدا" مقابل العملات المشفرة التي كانوا يتلاعبون بأسعارها، وتشمل "سولانا" أيضاً وغيرها، التي أطلق عليها البعض "سام كوينز"، وأصبحت الآن عملات الاحتيال.

إنه الغرور القاتل إذن، حيث اعتقدوا أن سعر "إف تي تي" سيبقى مرتفعاً للأبد، لذلك استثمروا غالباً في صفقات بدون سيولة. حتى أن "إف تي إكس" كانت تدفع للموظفين والبائعين وأي شخص آخر بعملة "إف تي تي"، التي بلغ إجمالي سقف قيمتها السوقية نحو 10 مليارات دولار ليصبح الآن نحو 400 مليون دولار.

لا يمكنك الاستمرار بالتلاعب للأبد. فالواقع يحل في نهاية المطاف محل الوهم، وكل ما تطلبه الأمر شخص يفقأ الفقاعة بدبوس وهو ما حدث بعد تسريب "كوين ديسك" نسخة من الميزانية العمومية لشركة "ألاميدا"، التي تمتلك الكثير من العملات المشفرة مثل "إف تي تي"، بعدها بدأ الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس"، تشانغ بينغ زاو في البيع.

تراجع سعر "إف تي تي" من 22 دولارًا إلى أقل من 3 دولارات في 48 ساعة، ولم يكن هناك كثير من الضمانات. وعندما تهدأ الأمور، قد يكون لدى "إف تي إكس" و"ألاميدا" من 8 إلى 15 مليار دولار من الديون المستحقة، مع قليل من الأصول يمكن بيعها للسداد. وسوف يستغرق الأمر سنوات لتقسيم الأصول.

في هذه الأثناء، بدأت شركات صغيرة ومتوسطة النمو اعتماداً على الاستدانة بدعم من العملات المشفرة. أصبحت الأمور سامة حقًا، حيث كانت المهمة الأولى جذب العملاء من خلال دفع الفائدة على أصولهم بالعملات المشفرة. كان بروتوكول الإقراض وراء انهيار العملات الخوارزمية، تيرا- لونا، التي دفعت فائدة وصلت إلى 20 %.

تدفع منصات أخرى مثل "بينانس" و"كريبتو دوت كوم"  4% أو 8 % أو أكثر على العملات المشفرة أيضًا، وتجذب عملاء قد يكسبوا 0.01 % فقط من فائدة البنوك الحقيقية، لكن كيف يمكن لأي شخص دفع فائدة على العملات المشفرة؟ من خلال التسلل وإقراضها لصناديق التحوط وغيرها من الذين استخدموا الرافعة المالية. يا للجنون.

أنشأت "غينيسس غلوبال كابيتال" منصة إقراض لتسهيل اقتراض العملات المشفرة. إقراض مقابل ماذا؟ الهواء مجددًا. كانت شركات مثل "جيميني"، التي أنشأها التوأمان وينكلفوس، تدفع فائدة 8 %، حتى يتمكن العملاء من جني العائدات. لماذا كان هناك عائدات على العملات المشفرة؟ السؤال وجيه، حيث نجح الأمر في ظل صعود سعر العملات وليس الآن مع الانخفاض، واستمر إقراض العملات المشفرة بحيل مثيرة حتى علق شخص ما على انخفاض القيمة بنسبة 90 % وترك الجميع يعانون من الديون المتعثرة. وربما كانت تلك الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ينتهي بها الوهم.

جُمّدتْ معظم المنصات الآن وتتجه إلى الاختفاء، مع سحب العملاء المخدوعين بتلك الحيل كل أموالهم عقب انهيار "إف تي إكس". لم يكن على مقرضي العملات المشفرة سوى طرح السؤال التالي: ما هي الضمانات الأساسية؟ أين الأصول؟ وعندما لا يتلقون إجابة مفيدة، لن يكون هناك مُقرض عاقل يُقرض مقابل تلك العملات. ولكن لم يطرح أحد هذا السؤال.

مثال آخر للاستدانة، هل تذكرون في 2020 عندما تم الكشف عن صندوق "سوفت بنك" بوصفه حوت ناسداك، الذي يستخدم المشتقات المالية والرافعة المالية لشراء أسهم التكنولوجيا، الذي تعرض لخسارة كبيرة بنهاية المطاف؟ حسنًا، بالإضافة إلى عائدات "سوفت بنك" التي تصل الصفر على استثمارها البالغ 100 مليون دولار في "إف تي إكس"، إليك أيضًا تطور غريب آخر،  قد يكون رئيسها التنفيذي، ماسايوشي سون، مدينًا لشركته بنحو 5 مليارات دولار.

"تعهد سون بحصته في الأموال وجزء من حصته في (سوفت بنك) ضماناً للمبلغ الذي يدين به للشركة"، وقد انخفضت التمويلات وقيمة أسهم "سوفت بنك" 50% منذ بداية 2021، وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز.

شركات التكنولوجيا، مثل شراب ريد بول تعتبر منشط خارق حتى يزول مفعولها. والديون مثل الحليب قد يقتلك عندما يفسد.

إياك والخلط بينهما.

المصدر: وول ستريت جورنال

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com