logo
تكنولوجيا

حرب واشنطن على الذكاء الاصطناعي نذير شؤم على إنفيديا والصين

حرب واشنطن على الذكاء الاصطناعي نذير شؤم على إنفيديا والصين
تاريخ النشر:29 يونيو 2023, 05:02 ص
تستعد الولايات المتحدة لتشديد القيود مرة أخرى على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، وحذّر الرئيس التنفيذي لشركة انفيديا من مخاطر تصاعد حرب الرقائق مع الصين، لكن يبدو أن الشركة ستواجه تلك الحرب على أي حال. 

ربما يشكل ذلك عائقاً هيكلياً لشركة إنفيديا التي أصبحت مؤخراً عضواً في نادي ال "تريليون دولار" بفضل الحماسة المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وستتأثر أيضاً طموحات الصين في قطاع الرقائق وطموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتدرس إدارة بايدن اتخاذ خطوات لمنع تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي تنتجها إنفيديا، إلى الصين بشكل أكبر. وتشترط الولايات المتحدة أساساً ترخيصاً لبيع رقائق الذكاء الاصطناعي عالية الجودة، مثل A100 من إنفيديا، إلى العملاء في الصين. لكن القيود الجديدة ستشمل رقائق A800 من إنفيديا، والتي صممت للتخفيف من تأثير جولة سابقة من ضوابط التصدير التي فرضت في أغسطس الماضي.

ويُعتقد أن هذه القيود الأخيرة قد تكون مقصودة جزئياً لإرسال إشارة إلى الشركات الأميركية لوقف لعبة القط والفأر التي يحاولون من خلالها تفادي قيود التصدير التي تفرضها واشنطن.

وتمتلك رقائق A800 قوة الحوسبة نفسها التي تمتلكها رقائق A100، وتستخدم على نطاق واسع لحسابات الذكاء الاصطناعي، ولكن لديها عرض نطاق ترددي أقل للتواصل مع رقائق أخرى. وربما تقيد القواعد الجديدة أيضاً في توفير خدمات الحوسبة السحابية. وربما أيضاً استأجرت بعض شركات الذكاء الاصطناعي الصينية رقائق ذات مستوى عالٍ من خلال هذه الخدمات للتحايل على ضوابط التصدير.



وشعرت شركات البرمجيات الصينية بالفعل بالضغط، فعلى سبيل المثال، شهدت شركتا علي بابا وتينسنت تراجعاً بنسبة تزيد عن 1% يوم الأربعاء في هونغ كونغ.

لكن إدارة بايدن بحاجة أيضاً إلى تحقيق توازن دقيق، لأن مثل هذه القيود ستبطئ جهود الذكاء الاصطناعي في الصين، وستؤثر أيضاً على إيرادات شركات الرقائق الأميركية.

وسجلت أسهم إنفيديا انخفاضاً بنسبة 4.3% في تداول ما بعد ساعات التداول يوم الثلاثاء، مع مخاوف من أن الإجراءات الجديدة قد تؤثر سلباً على الأرباح. لكن السهم استعاد بعض تلك الخسائر يوم الأربعاء، بعد أن قالت المديرة المالية كوليت كريس في مؤتمر استثماري إن الشركة لا تتوقع أي "تأثير مادي فوري" من القيود الجديدة، بسبب ازدهار الطلب العالمي على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تنتجها.

ومع ذلك، حذرت كريس من أن حرب الرقائق المتصاعدة بين البلدين يمكن أن تؤدي إلى "خسارة دائمة للفرص أمام الصناعة الأمريكية للتنافس والريادة في واحدة من أكبر الأسواق في العالم". وهذا، يمكن أن يؤثر سلباً على أعمال إنفيديا المستقبلية. وكانت رقائق A800 التي تنتجها الشركة تحظى بشعبية كبيرة لدى الشركات الصينية، وفقًا لجيفريز.

وتقوم الشركات الصينية، مثل الشركات الأميركية، بتكثيف عروضها من الذكاء الاصطناعي التوليدي. لا يضر عرض النطاق الترددي المنخفض لـ A800 بتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي القائمة على النصوص بنفس القدر، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في الصور.

وربما كانت الشركات الصينية تخزن الرقائق أيضا تحسباً لتشديد القيود. ويقدر سيتي بنك أن الصين قد تمثل حوالي 5% إلى 10% من مبيعات مراكز بيانات إنفيديا، وسيعتمد تأثير القرارات على إنفيديا على ما إذا كانت الشركات الصينية ستشتري رقائق جديدة ذات أداء أبطأ طورتها الشركة كبديل، أم إذا كان التنازل عن الأداء سيشكل عائقاً.

من ناحية أخرى، ارتفعت أسهم الرقائق الصينية يوم الأربعاء، وارتفعت أسهم شركة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي "كامبريكون تكنولوجيز Cambricon Technologies" بنسبة 3.2%، في حين ارتفعت أسهم شركة صناعة رقائق الرسومات " Changsha Jingjia Microelectronics" بنسبة 4.8%. وينبغي لها أن تستفيد من حملة الصين لصنع الرقائق محليًا.

وسيكون من الصعب اللحاق بالركب بسبب تعقيد قيود الرقائق الأميركية التي تشمل كل شيء بدءًا من المعدات حتى المواهب. لكن بكين ستواصل المحاولة لأنها تنظر الآن بوضوح إلى "سيادة الرقائق" كمسألة بقاء اقتصادي وطني.

ربما لن تكون هذه المرة الأخيرة التي يستيقظ فيها المستثمرون في إنفيديا وإي إم دي AMD وغيرهم من شركات الرقائق الأميركية على الأخبار غير السارة المتعلقة بالصين.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC