ووفقا لوسائل إعلام أميركية ,ومنها موقع "ديكريبت"، فقد أثارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مخاوف بعد عملية تفتيش كشفت عن سلسلة من المشكلات المتعلقة بممارسات مختبرات الحيوانات في شركة نيورالينك.
ويأتي هذا الكشف في منعطف حرج بالنسبة للشركة، التي هي على أعتاب إحداث ثورة في كيفية تفاعل البشر مع الآلات، بهدف إصلاح الاضطرابات العصبية،والوصول وفي نهاية المطاف، إلى توسيع قدرات الدماغ البشري.
ووفقًا للتفاصيل المستمدة من التفتيش ، الذي تم في الفترة ما بين 12 و22 يونيو 2023، فقد أبلغت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن مشكلات تتعلق بمراقبة الجودة في مختبر الحيوانات التابع للشركة في كاليفورنيا.
وشملت المخاوف التي تم تسليط الضوء عليها هفوات كبيرة في حفظ السجلات والحفاظ على ضوابط الجودة للتجارب على الحيوانات. بينما لاحظت هيئة الغذاء والدواء الأميركية غيابا لسجلات معايرة الأدوات المستخدمة في التجارب ونقص الوثائق من الأفراد المسؤولين عن مراقبة الجودة.
على الرغم من هذه النتائج، لم تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن المشكلات مهمة بما يكفي لوقف تقدم شركة "Neuralink"، مما يسمح للشركة بالمضي قدمًا في تجاربها البشرية الرائدة.
وفي وقت سابق من العام الماضي 2023 تصدرت شركة " Neuralink" عناوين الأخبار بإعلانها عن أول عملية زرع ناجحة لرقائق الدماغ على البشر، مما يمثل علامة فارقة مهمة في رحلة الشركة.
وتطمح الشركة ومؤسسها إيلون ماسك من هذا الإنجاز إلى تمكين البشر من التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر من خلال التفكير وحده وتقديم أمل جديد لأولئك الذين يعانون من الشلل. ومع ذلك، فإن النتائج الأخيرة التي توصلت إليها إدارة الغذاء والدواء تؤكد أهمية الرقابة الصارمة لضمان سلامة البيانات وسلامة المشاركين في مثل هذه الأبحاث الطبية الرائدة.
وقال موقع ( Merdiva) لأخبار الطب إن تسليط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء على اختبارات " Neuralink" يعد تذكيرا حاسما بالتحديات التي تنتظر الشركات التي تغامر بالدخول إلى مناطق مجهولة من الابتكار الطبي.
وبحسب خبراء تحدث إليهم الموقع فإن المشكلات التي تم تحديدها في مختبر الحيوانات التابع لشركة " Neuralink" لا تعيق حاليًا مساعي الشركة للتجارب البشرية، إلا أنها تثير تساؤلات حول الآثار الأوسع نطاقًا لتطوير واعتماد تقنيات الربط بين الدماغ والحاسوب.
ويقول هؤلاء الخبراء إنه مع تقدم الشركة للأمام، من المرجح أن الدروس المستفادة من تجاربها لن تقتصر على توجيه مسارها فحسب، بل أيضًا على المجال الأوسع لأبحاث تطوير تقنيات ربط الدماغ بالحاسوب.