وقالت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، إن الطلب المرتفع على الذكاء الاصطناعي، ومكانتها كعملاقة الرقائق، لم تعوض ضعف السوق النهائي الأوسع، حيث يتعافى الاقتصاد العالمي بشكل أبطأ مما كان متوقعاً، وفق وكالة رويترز.
وقال مارك ليو، رئيس الشركة: "إن التهافت قصير المدى بشأن الطلب على الذكاء الاصطناعي، لا يمكن بالتأكيد استقراؤه على المدى الطويل، ولا يمكننا التنبؤ بالمستقبل القريب، بمعنى العام المقبل، كيف سيستمر الطلب المفاجئ أو قد يتلاشى، مع انخفاض أرباح الربع الثاني 23%".
ونظراً لارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي، قالت "تي إس إم سي"، إنه كان من الصعب تلبية احتياجات العملاء، وخطط لتعزيز سعة التغليف المتقدمة في أسرع وقت ممكن.
وقدرت الشركة الإنفاق الاستثماري لهذا العام عند الحد الأدنى من التوقعات السابقة، بما يتراوح بين 32 و36 مليار دولار، وتتوقع زيادة أبطأ في السنوات القليلة المقبلة، بعد الزيادات الكبيرة في السنوات الأخيرة.
وفي إشارة إلى تحسن طفيف الأشهر القليلة المقبلة، تتوقع شركة الرقائق ارتفاع عائدات الربع الثالث، حوالي 16.7 مليار دولار - 17.5 مليار دولار، من 15.68 مليار دولار في الربع السابق.
ومع ذلك، حذرت الشركة التايوانية من أن النصف الثاني من العام، عندما تطلق آبل أجهزة آيفون الجديدة قبل موسم الأعياد، ستشهد موسمية أكثر اعتدالًا مما كانت عليه في السنوات السابقة، فضلاً عن تحديات التكلفة من ارتفاع تكاليف الكهرباء، وزيادة إنتاج معظمها من تقنية المعالجة "3 نانومتر" (N3) المتقدمة.
وبينما تكثف TSMC توسعها العالمي، قال ليو في تقرير للأرباح: "بينما نعمل على تحسين الوضع، بما في ذلك إرسال فنيين ذوي خبرة من تايوان، لتدريب العمال المهرة المحليين لفترة من الوقت، نتوقع دفع جدول إنتاج تقنية معالجة "4 نانومتر" (N4) إلى عام 2025".
ويبلغ إجمالي استثمارات الشركة في المشروع الأميركي 40 مليار دولار.
وبالنسبة للربع الثاني المنتهي في يونيو، أعلنت شركة "تي إس إم سي"، وهي مورد رئيسي لشركة آبل، عن انخفاض 23.3% في صافي الأرباح، متجاوزاً التوقعات، رغم أنه كان أول انخفاض سنوي لها في الأرباح الفصلية منذ الربع الثاني من عام 2019، حين تراجعت 7.6%.
وعدلت الشركة توقعات إيراداتها لعام 2023، إلى انخفاض بنحو 10%، من التوجيه السابق بتراجع من رقم واحد منخفض إلى متوسط.
وشهدت "تي إس إم سي" هبوط صافي أرباح أبريل إلى يونيو 181.8 مليار دولار تايواني (5.85 مليار دولار)، من 237.0 مليار دولار تايواني في العام السابق، وذلك بالمقارنة مع 172.55 مليار دولار تايواني من تقديرات المحللين التي جمعتها ريفينيتيف.
وقال المدير المالي ويندل هوانغ للشركة: "تأثرت أعمالنا في الربع الثاني بالظروف الاقتصادية العالمية الشاملة، ما قلل من الطلب النهائي في السوق، وأدى إلى تعديل مخزون العملاء المستمر".
وقالت شركة الرقائق المدرجة الأكثر قيمة في آسيا: "إن إيرادات الربع الثاني انخفضت 13.7% على أساس سنوي إلى 15.68 مليار دولار، بما يتماشى مع توقعاتنا السابقة".
وبصفتها أكبر صانع للرقائق المتقدمة، يجب على "تي إس إم سي" أن تتعامل مع توقعات صناعية غير مؤكدة وصراع على الرقائق بين الولايات المتحدة والصين، يمكن أن يجعلها عرضة للخطر، وفق محللين في الصناعة.
وتراجعت أسهم الشركة المدرجة في بورصة تايبيه 27.1% في عام 2022، لكنها ارتفعت بنحو 30% حتى الآن هذا العام، ما يمنحها القيمة السوقية البالغة 486.5 مليار دولار.