الذكاء الاصطناعي ينقذ شركات السلع الفاخرة من نقص العمالة

الذكاء الاصطناعي ينقذ شركات السلع الفاخرة من نقص العمالة

وجدت الشركات الفاخرة ضالتها بالتقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي للتغلب على مشكلة نقص اليد العاملة الناجمة عن قلة الخبرة والمهارة في سوق العمل؛ حيث لا تزال 8000 وظيفة شاغرة في هذا القطاع بفرنسا وحدها.

وقال بنجامين فاسينوت، المؤلف المشارك لتقرير عن أسواق الرفاهية: "لا يوجد قطاع يتعلق بالسلع الفاخرة إلا وهو بحاجة  لليد العاملة؛ فالسلع الجلدية والمنسوجات وصناعة الساعات والمطاعم والفنادق تشكو من نقص موظفين مهرة، كون هذه الوظائف تدخل في مجال الفن".

وللتغلب على هذا النقص، لا يتم استبعاد أي طريقة، ولتحقيق أهدافها تنشئ شركات الرفاهية أولاً مجموعة من المتخصصين.

وأنشأت مجموعة "شانيل" 19 داراً تجمع 11 بيتاً فنياً و600 حرفي وموظف لضمان استدامة الدور الصغيرة المختلفة التي تؤمن استمرار الحرف الفنية، وتفادياً لنقص التوظيف، ومن أجل استمرار خبرتها ومهارتها، قررت منازل كبيرة أخرى فتح مدارسها الخاصة.

وأصبح استخدام برامج التدريب أو الدروس الخصوصية أمراً شائعاً بالنسبة لهؤلاء المسؤولين بدلاً من إنشاء مؤسسة متخصصة، لكن إيجاد مبتدئين، خاصة الشباب، يظلّ تحدياً كبيراً.

الحرف اليدوية

وقال أنطوان أرنو، المدير العام لشركة لبرلوتي: "لا يزال التوظيف صعباً لأن الكثيرين من الأشخاص يعتبرون ألا أهمية للحرف اليدوية".

وتستغل الشركات الفرنسية الفاخرة وسواها في الدول المتقدمة الذكاء الاصطناعي، وأجهزة المسح الضوئي والطابعة ثلاثية الأبعاد، وبرامج إدارة الطلبات ووسائل تقنية في مواجهة نقص العمالة.

وبلغ معدل اعتماد الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتصوير ثلاثي الأبعاد، 35% و45% على التوالي، وفقًا لدراسة حديثة بعنوان "السلع الفاخرة والتكنولوجيا" أجرتها شركة فرنسية.

 وبدأ صغار المبدعين يستغلون أجهزة تكنولوجية حديثة، وقال أحدهم: "أستخدم برنامج النمذجة ثلاثية الأبعاد والمحسوبية ثلاثية الأبعاد، وهذا ما يسمح لي بتخطي 90% من مرحلة النموذج الأولي للورق القماش، وبعد مرحلة التصميم تدخل الطابعة ثلاثية الأبعاد ورش العمل".

وفي عالم المجوهرات، يتم دمج الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، في النماذج الأولية والقولبة وحتى في عمليات التلميع.

وقال مدير الاستوديو لتصميم المجوهرات ستيفن باسيرو: "أستخدم جهاز البرمجة، وهي تقنية تستخدمها شركتا كارتيه وشانيل وغيرهما، هذا ما يفرض علينا أن نكون دقيقين للغاية".

تقنيات بالمطابخ

أما الأكثر إثارةً للدهشة هو بلا شك وصول هذه التقنية إلى مطابخ طهاة المعجنات، من أجل إنشاء قوالب لبعض الفطائر.

وخلال عرض كوبرني الأخير للأزياء، تم رسم فستان مباشرة على جسم العارضة بيلا حديد باستخدام سائل يتحول إلى نسيج عند ملامسته للجلد.. الحل المستخدم؟ رذاذ على القماش، ابتكار لشركة فابريكان الكتالونية المحدودة.. صممه الدكتور مانيل توريس منذ حوالي عشر سنوات.

والمنتج يعيد النظر في عمليات الإنشاء والتصنيع.. هل سيؤدي ذلك إلى الاستغناء عن الحرف التقليدية؟

لا شك في أن التقنيات الجديدة تعيد اختراع المعرفة في القطاع الفني وغيره، ولكنها تبقى وليدة الفكر البشري وتحتاج ليد الإنسان.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com