تخطط شركة الشاحنات ذاتية القيادة "توسيمبل هولدينغز"، لإنهاء خدمات ما لا يقل عن نصف موظفيها، بشكل مبدئي الأسبوع المقبل، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، ضمن توجه الشركة، إلى تقليص جهود بناء واختبار أنظمة القيادة الذاتية للشاحنات.
يُرجح تأثر ما لا يقل عن 700 موظف بالقرار، وقال أشخاص مطلعون إن التخفيضات قد تزيد. حيث بلغ عدد موظفي "توسيمبل" في يونيو الماضي 1430 موظفًا، بدوام كامل على مستوى العالم، حيث تنتشر عملياتها في سان دييغو، وأريزونا، وتكساس، والصين.
يأتي توجه الشركة لخفض النفقات عقب سلسلة من الأحداث المثيرة، شملت عزل الرئيس التنفيذي في أكتوبر الماضي، عقب توصل تحقيق أجراه مجلس الإدارة، إلى مشاركة معلومات سرية مع شركة صينية ناشئة، بينما تواجه "توسيمبل" العديد من التحقيقات الفيدرالية، بشأن علاقتها مع شركة "هايدرون" الصينية الناشئة.
ورداً على طلب التعليق على عمليات التسريح المخطط لها، قال رئيس "توسيمبل" والرئيس التنفيذي "تشنغ لو"، الذي شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي، وعاد إلى منصبه في نوفمبر الماضي، "الجمعة"، إنه يعتزم "تصحيح المسار من خلال ضمان الكفاءة الرأسمالية للشركة".
وقال الأشخاص المطلعون، إن الشركة تخطط لتقليص كبير بعمليات بناء أنظمة القيادة الذاتية، واختبارات الشاحنات ذاتية القيادة على الطرق العامة، في أريزونا وتكساس، ما ينتج عنه تصفية الشركة عددا كبيرا من عملياتها في توكسون بأريزونا، حيث إجراء العديد من اختبارات القيادة، هذا بالإضافة إلى تقليص فريق عمل خوارزميات برامج القيادة الذاتية بشكل كبير.
أشار المطلعون إلى تركيز "توسيمبل" على تطوير برنامج لربط الشاحنات ذاتية القيادة، بالموردين أصحاب الشحنات، بهدف خفض تكلفة نقل البضائع مقارنةً بالشاحنات العادية.
وأعلنت شركتا "توسيمبل" و"نافيستار إنترناشونال" هذا الشهر، عن الاتفاق على عقد شراكة لمدة عامين، حيث تخطط "توسيمبل" لدمج أنظمتها للقيادة الذاتية، مع شاحنات "نافيستار"، التي سيبدأ بيعها بحلول 2025، حيث لا تصنّع "توسيمبل" الشاحنات بنفسها.
استعد الموظفون للتسريح، بعدما أرسل "تشنغ لو" مطلع الشهر الجاري، بريدا إلكترونيا للموظفين أخبرهم فيه، بأن الإدارة راجعت "نفقات الموظفين، التي تمثل الجزء الأكبر من المصاريف النقدية للشركة"، وفقًا لنسخة اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال". كما نصح "تشنغ لو" الموظفين "بالتركيز على العمل الذي في متناول أيديهم".
قال المطلعون إن "توسيمبل"، ومقرها في سان دييغو، قد أبلغت الموظفين هذا الأسبوع بإغلاق مكاتبها، الثلاثاء والأربعاء، مع توقع إعلان تخفيضات الوظائف "الثلاثاء".
يأتي خفض "توسيمبل" للتكاليف والطموحات، مع ترنحها تحت وطأة سلسلة أزمات هذا العام، من تحطّم إحدى شاحناتها ذاتية القيادة في أبريل، وخسارة شراكات أعمال رئيسية، وتغيير الرئيس التنفيذي مرتين، وهبوط سعر السهم بالتزامن مع التحقيقات الحكومية، حيث أفادت "وول ستريت جورنال" في أكتوبر الماضي، أن السلطات الفيدرالية تحقق بشأن تمويل "توسيمبل" التكنولوجيا ونقلها بطريقة غير صحيحة إلى "هايدرون".
تسعى "تو سيمبل" لتوليد إيرادات أكبر، خاصةً وأن تقنيتها بمرحلة الاختبار، حيث أعلنت بالنصف الأول من العام عن تكبد خسائر قدرها 220.5 مليون دولار، وإيرادات بلغت 4.9 مليون دولار، أغلبها مقابل شحن البضائع في شاحنات يجلس فيها سائق خلف عجلة القيادة، لصالح شركاء تراجعوا عن التعاون مع الشركة في الأسابيع الأخيرة، ومن بينهم "ماكلين"، وفقًا لأشخاص على دراية بالأمر.
تتواصل "ماكلين" مع الشركة وتعلم جيداً كافة التغييرات، التي طرأت على الإدارة والتشغيل والتوجه في "توسيمبل" مؤخراً، حيث قال "لاري بارسونز" كبير المسؤولين الإداريين في "ماكلين": "إننا بصدد تقييم علاقة العمل مع "توسيمبل"، وسوف نحدد مسار العمل التالي في الوقت المناسب".
صراع داخلي
في أكتوبر، وبعد تحقيق أجراه مجلس الإدارة في اليوم التالي لتقرير "وول ستريت جورنال" بشأن تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة الاستثمار الأجنبي مع "توسيمبل"، تخلى مجلس إدارة الشركة عن الرئيس التنفيذي السابق "شياودي هو".
بعد فصله، انضم "شياودي" إلى زميله الشريك المؤسس "مو تشين"، قائد شركة "هايدرون"، وأقالا مجلس الإدارة وأعادا "تشنغ لو" مجددًا لإدارة الشركة. يسيطر "مو تشين" الآن على 59% من التصويت، بينما يمتلك "شياودي" 30% من التصويت فقط، وفقًا لإفصاح الشركة للجنة الأوراق المالية والبورصات.
أعربت "توسمبل" من قبل عن عدم معرفتها بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو لجنة الأوراق المالية والبورصات، وأنها تتواصل بانتظام مع لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وأن الشركة عملت بجد لضمان امتثالها لمتطلبات الأمن القومي، وراجعت اتفاقية شراء شاحنات من "هايدرون"، دون أن تكون هناك علاقة مالية أو أية علاقة عمل أخرى بين الشركتين. كما نفى "شياودي" أيضاً الادعاءات المتعلقة بمخالفات "هايدرون".
تغييرات للامتثال
قالت شركة المحاسبة "كيه بي إم جي" الشهر الماضي، في رسالة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، إنها قد تخلت عن مهامها بتدقيق حسابات "توسيمبل"، نتيجة إقالة مجلس الإدارة ولجنة التدقيق أيضاً.
أعلنت "توسيمبل" عن تغييرات إدارية، للعودة إلى الامتثال للجهات التنظيمية وقواعد سوق الأسهم، حيث أضافت عضوين مستقلين وعضوا للأمن القومي لمجلس الإدارة، حيث طلبت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة من الشركة، إضافة عضو مجلس إدارة للأمن القومي، ضمن اتفاقية الأمن القومي مع الشركة، فيما كانت "توسيمبل" قد أقالت عضو الأمن القومي السابق.
قال "لو"، الجمعة، إن العضوين المستقلين الجديدين حسّنا من ممارسات الحوكمة في "توسيمبل"، كما أن تعيين مدير مالي بساعات عمل كاملة أدى إلى استقرار فريق إدارة الشركة.
أغلق سهم "توسيمبل" ،الجمعة، عند 1.54 دولار، بانخفاض 75% على مدى الشهرين الماضيين، وتراجع بنسبة 96% عن سعر الطرح العام الأولي في 2021.
المصدر: وول ستريت جورنال