خسرت صناعة التكنولوجيا في أوروبا أكثر من 400 مليار دولار من حيث القيمة هذا العام، وفقا لشركة رأس المال الاستثماري أتوميكو.
وذكرت أتوميكو ، في تقريرها السنوي عن "حالة التكنولوجيا الأوروبية" ، اليوم الأربعاء ، أن القيمة الإجمالية لجميع شركات التكنولوجيا الأوروبية العامة والخاصة تراجعت إلى 2.7 تريليون دولار من ذروة بلغت 3.1 تريليون دولار في أواخر عام 2021، وفقا لما نقلته cnbc (النسخة الإنجليزية).
ويقوم الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى برفع أسعار الفائدة، وعكس مسار التحفيز في عصر الوباء لدرء التضخم المرتفع، وقد دفع ذلك المستثمرين إلى إعادة تقييم مواقفهم في شركات التكنولوجيا الخاسرة، والتي تعتمد قيمها عادة على توقع التدفقات النقدية المستقبلية.
من جانبه قال الشريك في أتوميكو، توم ويهمير،، لشبكة سي إن بي سي: "لقد كانت سنة صعبة ، إذ واجهنا خلالها تداعيات حرب في أوكرانيا، وتضخّم، وارتفاع أسعار الفائدة، إلى جانب توترات جيوسياسية في جميع أنحاء القارة"، موضحا أن كل هذه العوامل خلقت بيئة الاقتصاد الكلي الأكثر تحدياً منذ الأزمة المالية العالمية.
وفي أوروبا، شهدت بعض الشركات انخفاضاً حاداً في قيمها السوقية، إذ خفضت Klarna، وهي مجموعة تعتمد على الشراء الفوري السويدية مع الدفع في وقت لاحق، تقييمها بنسبة 85% من 45.6 مليار دولار إلى 6.7 مليار دولار فيما يسمى بـ "جولة الهبوط"، كذلك انخفضت حصص خدمة بث الموسيقى Spotify بأكثر من 60% في العام الماضي.
ومن المتوقع أن ينخفض إجمالي تمويل رأس المال الاستثماري للشركات الناشئة الأوروبية إلى 85 مليار دولار هذا العام، وفقا لتقرير أتوميكو، الذي يستند إلى بيانات واستطلاعات كمية في 41 دولة، وهذا يمثل انخفاضا بنسبة 18% عن استثمارات الشركات الناشئة الأوروبية، التي تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار في عام 2021.
وشهد هذا العام، تراجع المستثمرين الأجانب إلى حد كبير، حيث انخفض عدد المستثمرين الأميركيين النشطين في "العمليات الضخمة" البالغ قيمتها 100 مليون دولار أو أكثر، بنسبة 22% عن العام الماضي.
وقال ويمير: "إنها بيئة التمويل أقل سيولة الآن"، مضيفا "لقد انتقلنا من فترة في عام 2021 كان فيها رأس المال وفيراً، إلى فترة يكون فيها من الصعب زيادة رأس المال، وأخرى زادت فيها تكلفة رأس المال".
وأوضحت أتوميكو، إنه في النصف الأول من عام 2022، كان قطاع التكنولوجيا في أوروبا مزدهراً، حيث لا تزال مستويات الاستثمار أعلى بنسبة 4% مما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2021.
ومع ذلك، بدأ الاستثمار في التباطؤ من يوليو، وتباطأ أكثر خلال أغسطس وسبتمبر، و منذ ذلك الحين ، تراوح متوسط مستويات الاستثمار الشهرية بين 3 مليارات دولار، و 5 مليارات دولار، بما يتماشى مع مستويات 2018، وأيضا تبخرت قوائم السوق العامة فعلياً.
ووفقا لأتوميكو فإن ثلاثة اكتتابات عامة تكنولوجية فقط بقيمة سوقية تبلغ مليار دولار أو أكثر، تمت على مستوى العالم في عام 2022، مع حدوث عمليتين في أوروبا، بينما في عام 2021، كان هناك 86 اكتتاباً أوليّاً.
ولم تكن المنطقة محصنة ضد موجة تسريح العمالة التقنية، ووفقاً للتقرير، قامت الشركات التي تتخذ من أوروبا مقراً لها بتسريح أكثر من 14000 موظف هذا العام، وهو ما يمثل 7% من إجمالي عمليات التسريح على مستوى العالم.
ومع ذلك ، بالنسبة لبعض المستثمرين، ليست الصورة قاتمة كلياً، إذ يرى الشريك في شركة GP Bullhound، بير رومان، إنه متفائل بشأن صعود بعض التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا البيئية.
وقال رومان لشبكة CNBC: "هناك الكثير من الاتجاه الصعودي ، وفي الوقت الحالي، حيث رأينا خلال العام الجاري، إعادة تقييم أسواق البرمجيات والإنترنت، وأعتقد أن هذا أمر إيجابي وصحي تماما.
وتقول مديرة أتوميكو،سارة القيموري، إن هناك أسبابا تدعو للتفاؤل. الأول هو النمو في صناعة التكنولوجيا في أوكرانيا، فعلى الرغم من الهجوم الروسي الوحشي، عاد النشاط التجاري إلى مستويات ما قبل الحرب بالنسبة لـ 85% من شركات تكنولوجيا المعلومات الأوكرانية، وفقا للأرقام الصادرة عن مجموعة لفيف لتكنولوجيا المعلومات، فإنه منذ اندلاع الحرب، اجتذبت 77% من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أوكرانيا عملاء جدد.
وأوضحت أنه بينما كانت صورة السوق قاتمة هذا العام ، لا يزال الاستثمار ثمانية أضعاف ما كان عليه في عام 2015.