تقارير
تقاريرروبوت الذكاء الاصطناعي

هل تتجه الشركات للطاقة النووية دعماً للذكاء الاصطناعي؟

يتطلب إنشاء الذكاء الاصطناعي الفائق، بعض المكونات الرئيسية، كنزا لا حصر له من البيانات، وجيشا من خبراء التكنولوجيا، ورقائق دقيقة متقدمة، تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وأخيرا كمية هائلة من الكهرباء.

وبينما يُنفق وادي السيليكون مبالغ هائلة في السباق لبناء الذكاء الاصطناعي، فإن عمالقة التكنولوجيا يواجهون عنق الزجاجة. فبدون إمدادات وفيرة من الطاقة، لن يتمكنوا من بناء مراكز الحوسبة الفائقة الضخمة، التي يعتقدون أنها ستستضيف الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية.

على سبيل المثال، قام مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بتجميع ما يُعتقد أنه أكبر ترسانة في العالم، من أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي من شركة "إنفيديا".

وقال في بث، الشهر الماضي، إن استخدامها جميعًا في مكان واحد في نهاية المطاف، قد يتطلب جيجاوات من الطاقة، وربما يتطلب إمدادات نووية مخصصة.

وتظهر المقارنة التي أجراها زوكربيرغ، أن "السباق اليائس على الطاقة" يثير موجة من الاهتمام بالطاقة النووية، بين أباطرة التكنولوجيا في العالم، ويتحول أصحاب رأس المال المغامر إلى معززين للطاقة النووية، ويراهنون على أنها ستكون مصدر الطاقة، للحفاظ على استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي.

* بين العمالقة

وفي وادي السليكون، أصبح مارك أندريسن، المستثمر التكنولوجي الشهير، شخصية بارزة فيما أُطلق عليه اسم حركة "التسارع الفعال".

وتدعو هذه الحركة إلى التقدم السريع، في مجالات مثل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي، مع وعد بأنها ستؤدي إلى حالة من الوفرة، وفي "بيان متفائل تكنولوجي"، تم نشره العام الماضي، وصف أندرسن الطاقة النووية بأنها "الرصاصة الفضية". 

ليس ذلك فحسب، بل قال إيلون ماسك، الملياردير الأميركي الشهير، إن إغلاق المحطات النووية أمر "مناهض للإنسانية".

فيما استثمر بيل غيتس وجيف بيزوس، وهما من أغنى الرجال في العالم، في مشاريع نووية ناشئة تتراوح بين المفاعلات المعيارية الصغيرة، ومشاريع الاندماج النووي.

وكان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، التي طورت "شات جي بي تي"، مؤيدًا للطاقة النووية لسنوات، وفي عام 2015، استثمر ألتمان ووافق على رئاسة شركة أوكلو، وهي شركة تقوم ببناء مفاعلات دقيقة مستقبلية، وهو أيضًا أكبر مستثمر خارجي في شركة هيليون، وهي شركة متخصصة في الاندماج النووي.

وفي غضون ذلك، قالت شركة لاست إنيرجي، وهي شركة مقرها العاصمة الأميركية واشنطن، وتعمل على تطوير مفاعلات معيارية صغيرة، إن نصف طلباتها تأتي الآن من شركات تقوم بإنشاء مراكز بيانات، مقارنة بالربع قبل عامين.

كما وقعت الشركة عدة صفقات لتوفير مراكز بيانات جديدة في المملكة المتحدة، على الرغم من أنها لا تزال تنتظر الموافقة التنظيمية.

* طاقة هائلة

ووفقا لتليغراف، يتطلب الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن كمية الكهرباء التي تستخدمها مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن أن تتضاعف بحلول عام 2026.

وبحلول هذا التغير، يمكن أن تستخدم هذه التقنيات نفس القدر من الطاقة، الذي تستخدمه اليابان. وتم تقدير أن عملية استعلام واحدة في "شات جي بي تي"، تتطلب قدرًا كبيرًا من الكهرباء، يعادل 15 عملية بحث على محرك البحث العملاق "غوغل".

وفي حين قامت شركات التكنولوجيا باستثمارات كبيرة، في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن "تقطعها" قد لا يكون مناسبا تماما لمراكز البيانات، التي تعمل على مدار 24 ساعة يوميا، لكن الطاقة النووية ليس لديها مثل هذه المشكلة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com