خاص
خاصالذكاء الاصطناعي- رويترز

25 مليون وظيفة مهددة.. الذكاء الاصطناعي يقلص مهن البشر

تطور مذهل تشهده تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بما لها من فوائد عدة على المجتمعات والاقتصاد والأفراد، لكن في الوقت ذاته قد يكون لها تأثير سيء على الأفراد، خاصة أن الذكاء الاصطناعي بات قادراً أن يحل محل البشر في العديد من الوظائف.

فالمخاوف أصبحت أمراً واقعاً، حيث قامت شركة غوغل بتسريح عدد كبير من موظفيها، معتمدة على الذكاء الاصطناعي بدلا منهم. 

داعم لا منافس

الذكاء الاصطناعي ينبغي أن يكون عاملا مساعدا وداعما للبشر وليس منافسا لهم، هكذا يرى أشرف صلاح، الخبير في مجال أمن المعلومات، موضحا أنه يمكن الاعتماد عليه بصورة كبيرة، ولكن لا يجب أن يكون المصدر الوحيد للوصول إلى المعلومات، لأنه يقدم أحيانا معلومات ليست دقيقة لا يمكن الاعتماد عليها.

واستشهد "صلاح" في حديثه لـ"إرم الاقتصادية" بقضية كان ينظر فيها القضاء الأميركي، حيث اعتمد المحامون على الذكاء الاصطناعي، فقدم لهم معلومات خاطئة حول أحكام سابقة، كادت أن تؤدي إلى كوارث، وتنهي  مستقبلهم المهني تماما، إذ تعرضوا للشطب من نقابة المحامين. 

وظائف جديدة

يشير صلاح إلى أن الذكاء الاصطناعي يساهم في زيادة الإنتاجية مع خفض التكاليف، خاصة فيما يتعلق ببعض الصناعات، ولديه القدرة على توليد فرص عمل جديدة على نحو مهندسي الروبوتات ومحللي البيانات، لكن بعض الوظائف تأثرت سلباً، منها خدمة العملاء في بعض بلدان العالم.

أما كيفية إعادة تأهيل وتدريب الموظفين على المهارات المطلوبة لوظائف المستقبل، فهو التحدي الأكبر بالنسبة لخبير أمن المعلومات أشرف صلاح، إذ يرى أنها تتطلب برامج تعليمية مرنة ومستمرة مدى الحياة، بالإضافة إلى سياسات حكومية داعمة.

الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يكون المصدر الوحيد للوصول إلى المعلومات
أشرف صلاح - خبير في مجال أمن المعلومات
إطار قانوني وأخلاقي

ومع المزايا العديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يواجه تحديات أخلاقية كبيرة، وتحديدا فيما يتعلق بالخصوصية والأمان والتمييز، إذ يؤكد أشرف صلاح لـ"إرم الاقتصادية": أن المؤسسات والحكومات تحتاج إلى وضع إطار أخلاقي وقانوني يحفظ حقوق الأفراد، ويحميهم من التمييز والانحرافات.

ومن جهته، يرى المهندس زياد عبد الرحمن، الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات، "أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لديها المهارة التي تمكنها من إزاحة البشر عن قطاع كبير من الوظائف، لا المتعلقة بالإدارات والأعمال الكتابية فقط، وإنما في تخصصات معقدة كالطب، موضحا أن هناك تطبيقات بات يمكنها تشخيص الأمراض وقراءة التحاليل، وتحديد العلاج لبعض الأمراض".

الخلاصة السلبية لكل ما ذكر أن 25 مليون وظيفة مهددة.

والمشكلة حسب "عبد الرحمن"، أن الأولوية لدى أصحاب العمل هي الكفاءة، والقدرة على تحقيق الهدف في أسرع وقت وبأدق صورة ممكنة، وهو الأمر الذي تحققه أنظمة الذكاء الاصطناعي بسهولة.

لذلك، فإنّ استخدام هذه الأنظمة في تعزيز قدرات البشر وتنمية مهاراتهم أمر ملح وبالغ الأهمية من وجهة نظر  "عبد الرحمن"، الذي أضاف لـ"إرم الاقتصادية": أن أعداد الوظائف المتوقع فقدانها، يتجاوز الـ25 مليون وظيفة، مشيرا إلى أن حجم التأثير في هذا الإطار يختلف من دولة لأخرى.

اقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي أولوية.. جائحة تسريح بشركات التكنولوجيا

المؤسسات والحكومات تحتاج إلى وضع إطار أخلاقي وقانوني يحفظ حقوق الأفراد
أشرف صلاح - خبير في مجال أمن المعلومات
تنمية مهارات البشر

ومن جهتها، ترى الخبيرة الاقتصادية الدكتورة سهام عاشور "أن دور الذكاء الاصطناعي ربما سيكون أكثر اتساعا في مجالات العمل الروتينية، حيث يمكن الاعتماد عليه كبديل للبشر، في مجال خدمة العملاء ومدخلي البيانات، وبعض الوظائف في أقسام المحاسبة". 

ولكن لا بد من الإشارة إلى أن المهارات الإبداعية والمهام التي تتطلب تفكيرا عميقًا، متروكة للبشر ولتميزهم الإبداعي حسب "عاشور"، التي شددت على أهمية تنمية المهارات البشرية في المجالات المختصة.

وأوضحت في هذا الإطار لـ"إرم الاقتصادية": "أن المؤسسات التعليمية ينبغي أن تؤدي دورا رئيسا في توجيه بوصلة الأجيال القادمة نحو المجالات الجديدة، وفقا لاحتياجات سوق العمل، مشيرة إلى أهمية تعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي في المناهج العلمية، والتحول نحو التطبيق العملي".

وكشفت وثيقة داخلية للمدير العام في شركة "جوجل"، سوندار بيتشاي، أن المجموعة ستستغني عن عدد إضافي من موظفيها بعد موجة صرف أولى عام 2023.

وفي بداية عام 2023، كانت شركة جوجل قد أطلقت خطة تنص على الاستغناء أو إلغاء حوالي 12 ألف وظيفة، أي ما يزيد عن 6 بالمئة من إجمالي موظفيها حول العالم.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com