تقارير
تقارير

طفرة الذكاء الاصطناعي.. كيف أثرت على سوق الرقائق؟

على الرغم من ارتفاع أسهم شركات الرقائق الأميركية، والتي شهدت زيادة قيمة شركتي Nvidia وAMD بأكثر من الضعف، خلال العام الماضي، إلا أنها تتعرض لضغوط بعد تحذيرات من أن طفرة الذكاء الاصطناعي، تخفي تراجعًا أوسع في الطلب على أشباه الموصلات.

وكان مؤشر بورصة فيلادلفيا لأشباه الموصلات، الذي يتتبع أكبر 30 شركة أميركية للرقائق، ارتفع بأكثر من 50% خلال 12 شهرا، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

إذ يراهن المستثمرون على استمرار الطلب المتزايد على معالجات الذكاء الاصطناعي، التي تشغل ChatGPT من شركة OpenAI والتطبيقات المماثلة.

لكن استفادت حفنة قليلة فقط من الشركات بشكل كبير، من الطلب النهم على رقائق الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة، في حين أن معظم صانعي الرقائق الآخرين يتصارعون مع المخزونات المخزنة وطلب العملاء المنخفض عبر مجموعة من الصناعات.

طلب ضعيف

وعلى الرغم من أن عددا قليلا من عمالقة التكنولوجيا يستثمرون مبالغ ضخمة في رقائق الذكاء الاصطناعي، إلا أن شركات أشباه الموصلات، التي تصنع مكونات لمجموعة واسعة من العملاء في الصناعات الأكثر تقليدية، بما في ذلك تكساس إنسترومنتس وST Micro، أبلغت عن طلب ضعيف لم يرق إلى مستوى توقعات المستثمرين.

على سبيل المثال، أعلنت شركة تكساس إنسترومنتس، هذا الأسبوع، أن إيرادات الربع الأول ستكون أقل بنحو 10% من توقعات وول ستريت.

وقال ديف بال، رئيس علاقات المستثمرين في الشركة، في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين: "نعتقد أننا سنواصل العمل في بيئة ضعيفة حيث يواصل العملاء إعادة توازن مخزوناتهم بشكل عام".

وأشار المحللون إلى أن شركة صناعة الرقائق، التي تبلغ قيمتها 150 مليار دولار، أبلغت عن مستويات مرتفعة من إلغاء الطلبات خلال الأرباع القليلة الماضية.

وفي السياق ذاته، أدت التوقعات المخيبة للآمال، للربع الأول من عام 2024، من شركتي إنتل وتكساس إنسترومنتس، هذا الأسبوع، إلى إضعاف ثقة وول ستريت في انتعاش أوسع نطاقًا، كما واجهت أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية عاما كئيبا في 2023، وأثيرت مخاوف جديدة بشأن الطلب من شركات صناعة السيارات والتطبيقات الصناعية.

وسيتم اختبار متانة ارتفاع سوق الرقائق، الذي تسارع في الأشهر الأخيرة من عام 2023، الأسبوع المقبل من خلال تقارير الأرباح من AMD وشركة كوالكوم.

إذ يُنظر إلي AMD على أنها أكبر منافس لهيمنة إنفيديا، في توفير وحدات معالجة الرسومات اللازمة لتدريب أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي، وكوالكوم التي تراهن على أن الهواتف الذكية الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ستعمل على إحياء سوق الهاتف المحمول.

ومن جهة أخرى، انخفضت أسهم شركة إنتل بنحو 12% يوم الجمعة، لتفقد نحو 25 مليار دولار من القيمة السوقية، بعد أن جاءت توقعات وادي السيليكون لإيراداتها، في الربع الأول من العام، أقل من تقديرات وول ستريت بما يصل إلى ملياري دولار.

وقال المحللون إن الأرقام الأضعف تشير إلى أن إنتل تخسر أمام إنفيديا، التي أصبحت رقائقها المتطورة لا غنى عنها لشركات مثل مايكروسوفت، وOpenAI، وMeta، التي تستثمر بكثافة في مراكز البيانات الجديدة التي تركز على الذكاء الاصطناعي.

انتعاش وشيك

ورأى جوناثان جولدبيرج، من شركة D2D الاستشارية، وهي شركة استشارية تقنية، أنه "من مستوى التفاصيل الدقيقة، الذكاء الاصطناعي هو مجرد انتقال من كون إنتل ملك مركز البيانات إلى كونفيديا ملك مركز البيانات. لقد فقدت إنتل هذا التاج وما زلنا نكتشف مدى سوء الأمر".

وبدوره، حاول بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، طمأنة المستثمرين بأن تحديات الربع الأول التي واجهتها كانت "مؤقتة" وأن زخم الأعمال "سينمو بشكل أقوى مع تقدم العام".

وقال بن باجارين، المحلل في شركة كرييتف ستراتيجيز: "هذه ليست مشكلة نظامية في الصناعة، لكنها تضر بثقة الكثير من الناس"، مضيفا: "يبدو أن هناك انتعاشًا جيدًا [لسوق أشباه الموصلات] قادمًا هذا العام".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com