واتخذت شركة أبل خطوات الأسبوع الماضي، لمنع تحديث تطبيق البريد الإلكتروني BlueMail، بسبب مخاوف من أن تقنية الذكاء الاصطناعي في التطبيق، قد تظهر محتوى "غير لائق"، بحسب المستندات التي اطلعت عليها وول ستريت جورنال.
وتستخدم ميزة الذكاء الاصطناعي الجديدة في BlueMail، أحدث روبوت دردشة "شات جي بي تي" (ChatGPT) من شركة "أوبن ايه آي" (OpenAI)، للمساعدة في أتمتة عملية كتابة رسائل البريد الإلكتروني، وأحداث التقويم السابقة.
وقال فريق مراجعة واعتماد التطبيقات في أبل، الأسبوع الماضي، في رسالة إلى المطور: "يتضمن تطبيقك محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن لا يبدو أنه يتضمن تصفية للمحتوى".
وقال الفريق أيضاً إنه نظراً لأن التطبيق، يمكن أن ينتج محتوى غير مناسب لجميع المستخدمين، يجب على BlueMail رفع القيود العمرية إلى 17 عامًا أو أكبر، أو تصفية المحتوى.
وبرز ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي، كواحد من أكثر التقنيات المطورة، التي تمت مراقبتها عن كثب منذ عقود، والتي بدأها أساسًا "شات جي بي تي" (ChatGPT).
وأثارت التكنولوجيا جدلًا متسارعاً، وبعد إصدار محرك بحث "بينغ" التابع لشركة "مايكروسوفت"، والمدعوم من "شات جي بي تي" (ChatGPT)، أصبح أوائل من اختبروه قلقين، بشأن الاستجابات الناتجة عن روبوت المحادثة، بما في ذلك المعلومات غير الصحيحة التي أوردها.
وتعد محاولة أبل وضع قيود عمرية، إشارة إلى أنها تراقب عن كثب التكنولوجيا الجديدة والمخاطر التي تشكلها. ولطالما قالت الشركة إنها يجب أن تراجع بعناية البرامج، التي يمكن الوصول إليها على أجهزة آيفون وآيباد، من خلال متجر التطبيقات الخاص بها، للحفاظ على خصوصية منتجاتها وأمانها.
وتم إدراج "بينغ" في متجر تطبيقات آيفون، مع قيود عمرية تبلغ 17 عامًا أو أكثر، والتي تطلبها أبل من BlueMail، بينما لا توجد قيود عمرية على "بينغ" في متجر غوغل بلاي.
ويقول التطبيق إن شركة أبل تستهدفه بشكل غير عادل، لأنه يقوم بتصفية للمحتوى، كما أن العديد من التطبيقات الأخرى التي تعلن عن ميزة شبيهة بـ (ChatGPT)، مدرجة في متجر تطبيقات أبل ولا تخضع لقيود عمرية.
وأوضح فيليب شوميكر، المدير السابق لفريق مراجعة التطبيقات في شرة أبل، الذي غادر في عام 2016، أن التناقض في تطبيق سياسات أبل ستور - وخاصة السياسات الجديدة - ليس نادرًا.
وأضاف شوميكر أن هناك المئات من الأفراد يراجعون كل تطبيق، و"لا يرى الجميع الشيء نفسه، يشاهد البعض التطبيقات بشكل أسرع من الآخرين".
وكانت شركة أبل من أوائل المشاركين في إدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم المساعد الصوتي Siri في عام 2011.
ولكن حتى الآن، يبدو أن أبل ظلت بعيدة عن صراع الذكاء الاصطناعي التوليدي، ففي مؤتمر داخلي للذكاء الاصطناعي، لموظفي الشركة الشهر الماضي، ركزت الجلسات على مجالات مثل مستقبل الكمبيوتر، والرعاية الصحية والخصوصية، وفقًا للوثائق الداخلية، التي اطلعت عليها وول ستريت جورنال.