تقارير
تقاريرGetty

مستقبل الحروب.. الذكاء الاصطناعي يغير قواعد الاشتباك

أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمتلك قدرة كبيرة على التأثير في مجموعة واسعة من القطاعات، وأحدثها القطاع العسكري والمناورات الحربية والتكتيك.

ويرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، سيعيد تشكيل ما يسمى بـ"ألعاب الحرب" بشكل أساسي - عبر ألعاب تحليلية تحاكي جوانب الحرب، على المستويات التكتيكية أو التشغيلية أو الاستراتيجية - من خلال السماح لكبار القادة العسكريين والسياسيين، بمتابعة حلول أفضل للأزمات غير المتوقعة، وللتحديات اللوجستية والتشغيلية الأكثر تعقيداً، وتعميق قدراتهم الاستراتيجية على التفكير.

منذ بدايتها، كان الهدف من "ألعاب الحرب" تقديم تدريب واقعي للقادة، والذي لا يمكن اكتسابه إلا من خلال تجربة العالم الحقيقي.

يرجع انطلاق المناورات الحربية في البداية، إلى ضباط الأركان البروسيين في أوائل القرن التاسع عشر، وتتضمن نماذج مصغرة مفصلة للغاية ورسوماً بيانية معقدة، وغالباً ما تكون بمثابة تمارين تعليمية، تهدف إلى السماح للقادة باكتساب الخبرة ضد خصم حي.

ومن خلال إجبار القادة على التكيف مع تكتيكات الخصم، والاعتماد على حدسهم لمواجهة المواقف غير المتوقعة، فإن هذه المحاكاة هي محاولة لعكس التجربة الإنسانية للقتال وفق Theconversation.

توفر هذه التقنية أيضاً طريقة لاختبار الخطط، ما يسمح للقادة باكتساب الخبرة عند التخطيط لعمليات واسعة النطاق، والعمل من خلال التحديات اللوجستية المعقدة، وبالتالي تعتبر اختباراً احترافياً.

وكما توفر المناورات الحربية الأساس لثقافة استراتيجية مشتركة، داخل المؤسسات العسكرية والأمنية. ونظراً لأن هذه التدريبات غالباً ما تكون محاكاة للأزمات، التي قد يواجهها كبار القادة العسكريين والسياسيين، فإن الألعاب الحربية توفر الفرصة للضباط لمشاركة وجهات نظرهم.

ومن المتوقع أيضاً أن يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى إحداث تحول عميق في ممارسة ألعاب الحرب، كتمرين لتدريب القادة البشريين، وتحسين الخطط، وتطوير استراتيجية أقوى.

وكما هو الحال مع الألعاب الإستراتيجية الأخرى مثل الشطرنج، سيكون الذكاء الاصطناعي التوليدي، قادراً على تحدي طريقة تعامل القادة مع تكتيكات ساحة المعركة.

وبدلاً من الاعتماد على الحدس البشري، سيكون قادة الذكاء الاصطناعي قادرين على تصميم تكتيكات بشكل لا تشوبه شائبة، ودون أي تكلفة.

ونظراً لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي، أصبحت قابلة للتخصيص بشكل متزايد، فسوف يتمكن القادة أيضاً من التدريب ضد الصور طبق الأصل عن أنفسهم، ما يساعدهم في التغلب على نقاط الضعف لديهم.

وقد تمتد هذه العملية في النهاية إلى التفاعل بين الإنسان والآلة، حيث يمكن أن يسمح التقدم في الذكاء الاصطناعي للقادة العسكريين، باكتساب كفاءات إضافية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي العسكري المتطور، وتلقي المشورة التكتيكية من نطاق أوسع من وجهات النظر.

وإلى جانب تدريب القادة على مواجهة ساحات القتال في المستقبل، قد تؤدي الألعاب الحربية المعززة بالذكاء الاصطناعي أيضاً، إلى تحفيز التخطيط العملياتي. وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على توجيه المعدات والأفراد، لدعم أهداف حملة محددة مع تحسين المرونة للاستجابة للتهديدات غير المتوقعة.

ونظراً لقوتها الحاسوبية الهائلة، فإن ألعاب الذكاء الاصطناعي الحربية، ستسمح أيضاً للمخططين العسكريين المحترفين، باختبار افتراضاتهم في مواجهة مجموعة لا نهاية لها تقريباً، من الحالات الطارئة المحتملة، وتعزيز عمليات صنع القرار الداخلي.

إن قدرة الذكاء الاصطناعي على إدخال تطورات جديدة في أسلوب اللعب، بما في ذلك من خلال افتراضاته الخاطئة، ستجبر القادة على الاستعداد لعدم اليقين و"ضباب الحرب"، وهي مهارة ضرورية بشكل متزايد في البيئة المعقدة للقتال المعاصر.

لطالما كان استخدام المناورات الحربية كتمرين تكتيكي وتشغيلي وإستراتيجي، سمة مميزة للجيوش المتقدمة منذ الحرب العالمية الأولى، وسمح للقادة السياسيين والعسكريين بشن حروب تتسم بتعقيدات، لم يكن من الممكن تصورها قبل جيل واحد فقط.

ومن المرجح أن يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومساهمته في الألعاب الحربية، إلى ثورة أخرى في مجال العلوم العسكرية، حيث ستعمل هذه الألعاب على تحسين واقعية التدريبات وإعداد القادة لمستقبل الصراع، وحل التحديات اللوجستية المعقدة، وإثارة ابتكارات جديدة في الاستراتيجية العسكرية الشاملة.

ومع تزايد الفوضى والتعقيد في القتال المعاصر، أصبح تدريس فن الحرب بشكل صحيح أكثر أهمية.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com