اﻷحد 11 مايو 2025 م
وأكد خبراء ومحللون في أسواق المال لـ"إرم" أن هذه الآلية تعزز جاذبية السوق السعودي للاستثمار الأجنبي، كما أنها تعد آليه جيدة للتحوط من المخاطر وتمنح السوق فرصة لزخم السيولة وتعميق وتنوع السوق، وتعزز من مكانته بين أسواق المال العربية والعالمية.
أطلقت "تداول" السعودية اليوم عمليات التداول عقود خيارات الأسهم المفردة، والتي تتيح للمستثمرين تداول عقود الخيارات على 4 شركات مدرجة كأصول أساسية لها.
وتتمثل الـ 4 شركات في كل من أرامكو السعودية، مصرف الراجحي، شركة الاتصالات السعودية، وسابك.
ويمكـن تـداول العقـود المسـتقبلية للأسـهم المفـردة فـي تـداول السـعودية عن طريق فتح حسـاب لدى وسـيط مسـجل لتداول المشـتقات (إيـداع الضمانـات المطلوبـة)، ويتم اشتقاق قيمة العقود المستقبلية للأسهم المفردة من قيمة الأسهم الأساسية، بحسب بيانات السوق السعودي.
كما تسـمح العقـود المسـتقبلية للأسـهم المفـردة للمسـتثمرين بتحـوط محافـظ الأسـهم الخاصـة بهـم، كمـا تمكـن المتداوليـن مـن استكشـاف الحركة السـعرية للأسـهم الأساسـية.
وحول الفرق بين تداول الأسهم والعقود المستقبلية للأسهم المنفردة، يوضح السوق السعودي، أنه يتم تداول كل مـن الأسهم والعقود المستقبلية للأسهم المفردة في السوق المالية السعودية، وكلاهما يتيح التعرض لحركة أسعار الأسهم الأساسية بينما تتيح العقود المستقبلية للأسهم المفردة فرصاً استثمارية مختلفـة للمشـتركين في السوق.
وقال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب لـ"إرم" إن هذا الطرح يؤكد جدية الهيئات التنظيمية بجعل السوق السعودي على خارطة الأسواق المالية، الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية وزيادة السيولة إلى السوق لما توفره من خيارات أمام المستثمرين من مشتقات مالية، تمكنها من إدارة محافظها بشكل أفضل.
وذكر أن هذا يأتي في ظل الاهتمام العالمي بالسوق والاقتصاد السعودي وسوق المشاريع القوي والأكبر في المنطقة، والخطوات الطموحة المتخذة لتحقيق رؤية 2030.
من ناحيته قال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد" تشارترد للأوراق المالية والإستثمار" وضاح الطه لـ"إرم" إن "عقود خيارات الأسهم هي عقود تمنح الحق وليس الالتزام بشراء أو بيع أسهم محددة في فترة معينة بأسعار مستهدفة " تتيح إمكانيةالبيع على المكشوف للسهم دون امتلاكه" وبالتالي يقلل من المخاطرة ويزيد من فرص العوائد والأرباح.
ولفت إلى أن هذه العقود تعتبر أداة جاذبة للاستثمار الأجنبي ، مؤكداً أن الأسهم التي اختارها السوق السعودي للبدء بها يعتبر اختيارا ذكيا، حيث بدأ بالإسهم التي تتركز بها السيولة العالية وبالتالي ينعكس ذلك على حجم السيولة المتوقعة زيادتها مع هذا الإجراء حيث تساعد على نشاط السوق وزخم سيولة السوق السعودي.
وذكر" السوق يرسم ملامح دولية ويمنح أدوات جاذبة للاستثمارات الأجنبية تعطي فرصة كبيرة لتقدم السوق السعودية وتعزيز مكانته".
قال طارق قاقيش المدير التنفيذي لشركة سولت للاستشارات المالية لـ"إرم"، إن هذه المبادرات تعتبر من القرارات الإيجابية للسوق السعودية حيث تضيف المزيد من السياسات النقديه الهامة للسوق واستراتيجيات التحوط.
وأشار قاقيش إلى أن إدراج تداول العقود الآجلة للأسهم الفردية يعزز السيولة بشكل كبير ويجذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكن للمستثمرين الآن التحوط بكفاءة وإدارة مخاطر محافظهم الاستثمارية.
وأكد محلل أسواق المال أن هذه الخطوة توفر تنويعا للمنتجات المتاحة للتداول والتحوط في السوق، وتساهم في تعميق السوق وزيادة مرونتها.
وتابع: كما توفر هذه الآلية فرصًا للتحوط ضد التقلبات السعرية، وتحسين توقيت السوق، وتسهيل إدارة المخاطر، كما تعكس هذه الخطوة التقدم الهام في تنويع أدوات التداول المالية بالسوق السعودي، مما يعزز من مكانته كمركز مالي رائد في المنطقة ويسهم في نمو الاقتصاد المحلي.
يذكر أن تداول السعودية أطلقت سوق المشتقات المالية في عام 2020، وطرحت حتى الآن ثلاث منتجات فيها، بما في ذلك العقود المستقبلية لمؤشر (إم تي 30)، والعقود المستقبلية للأسهم المفردة، وحالياً عقود الخيارات للأسهم المفردة.
تجدر الإشارة إلى أنّ عقود الخيارات للأسهم المفردة هي من المنتجات الاستثمارية الأسرع نمواً في العالم، فقد تجاوزت قيمة التداول اليومي لعقود الخيارات للأسهم المفردة، قيمة تداول الأسهم اليومية في عام 2021، حيث تمّ بحلول نهاية عام 2022 تداول 6.9 تريليون دولار أميركي، على شكل خيارات للأسهم المفردة أو عقود لخيارات قصيرة الأجل.
