وسيتم الحكم على المجموعة الألمانية، بشأن ما إذا بإمكانها جعل الأعمال لخطوط "إيتا" مربحة في السنوات المقبلة، ما يمهد الطريق لانقضاض شركات الطيران الكبرى على المزيد من شركات الطيران الوطنية التي وقعت فريسة للمنافسة، وفق وكالة رويترز.
اقرأ أيضاً: لوفتهانزا تعتزم الاستحواذ الكامل على إيتا الإيطالية
وقال الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا كارستن سبور عن الصفقة الأسبوع الماضي: "هذا دليل آخر على أن الاندماج في صناعة الطيران الأوروبية مستمر، ومن وجهة نظري ذلك أمر ضروري".
وتسعى كل من شركة الطيران "تي أيه بي إير" (TAP Air) البرتغالية، التي أنقذتها الحكومة خلال فترة الجائحة، وشركة "اسكندنافيان إيرلاينز (Scandinavian Airlines)، في محاولة للخروج من إجراءات الإفلاس، عبر خطط للتنافس مع الطيران منخفض التكلفة أمثال، "ريان إير (Ryanair)، و"ويرز إير" (Wizz Air).
ووضعت كل من لوفتهانزا و"إير فرانس" (Air France)، و"إنترناشيونال إيرلاينز غروب" (International Airlines Group) مالكة الخطوط الجوية البريطانية، الأساس لعطاءات محتملة لشركة "تي أيه بي إير" (TAP Air) حيث تتطلع الحكومة البرتغالية إلى بيعها.
ويجادل المحللون أنه في السنوات القادمة، سيستمر السوق في الانقسام إلى قسمين، مجموعات شركات الطيران الكبرى الثلاث المكونة من لوفتهانزا، و"إير فرانس"، و"إنترناشيونال إيرلاينز غروب"، والتي تشتري شركات طيران وطنية أصغر، وقسم عمالقة الطيران منخفض التكلفة مثل "ريان إير".
وقالت أندريا جيوريسين محلل شؤون النقل في جامعة بيكوتشا في ميلانو: "إن صفقة لوفتهانزا-إيتا، هي لزيادة تكامل هذه الناقلات الإقليمية والوطنية، في عالم الطيران الأوروبي".
وتظهر بيانات هيئة تنظيم الاتصالات للاستشارات أنه في عام 2018، سيطرت أكبر 5 شركات طيران أوروبية، بما في ذلك لوفتهانزا، و"ريان إير"، على حوالي 50% من السوق، بينما في الولايات المتحدة، حصلت شركات الطيران الرئيسية على 86% من إجمالي السوق هناك.
ويحذر المحللون من أن شركات الطيران الذين لم تستوعبهم مجموعات الطيران الثلاث الأكبر، معرضون أكثر من أي وقت مضى لخطر التلاشي ببساطة.
ومن المقرر أن تكون صفقة لوفتهانزا مع "إيتا" الإيطالية، وغيرها مثل استحواذ الخطوط الجوية الكورية التابعة للدولة على خطوط "آسيانا إيرلاينز" الجوية الكورية، موضوعات ساخنة في الاجتماع السنوي لاتحاد النقل الجوي الدولي "آياتا" (IATA)، في اسطنبول الأسبوع المقبل.
ويعد تغيير نشاط شركة طيران متعثرة من متوسطة إلى منخفضة التكلفة ليس بالأمر السهل، خاصة وأن شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة، تواصل توسعها السريع في أسواق مثل إيطاليا وأوروبا الشرقية.
ومع ارتفاع تكلفة الكربون وزيادة تكلفة الطيران، يقول المحللون إن شركات الطيران منخفضة التكلفة ستصبح أكثر جاذبية للمستهلكين، ما يجعل من الصعب على المجموعات الكبيرة، إنقاذ شركات الطيران متوسطة المستوى المتعثرة.
وقال المحللون إن الضغط على شركات الطيران الأوروبية على وجه الخصوص لاستخدام وقود الطيران المستدام، والذي يصل سعره إلى 5 أضعاف الوقود العادي، من المرجح أن يدفع المستهلكين المهتمين بالتكلفة إلى اللجوء إلى شركات النقل المنخفضة في كثير من الأحيان.
وفي حالة "إيتا"، سيكون التحدي الأكبر لشركة لوفتهانزا هو التنافس مع "ريان إير"، على نسبة 40% تقريباً من حصة السوق الإيطالية، ثالث أكبر سوق في أوروبا، وتقديم ميزة تنافسية كافية على خيارات الرحلات المتوسطة والطويلة.
وتتزايد المنافسة في أوروبا الشرقية أيضاً، حيث تتطلع "ريان إير"، إلى الاقتصادات النامية وحصة السوق في المنطقة مع شركة "ويز إير" المجرية.
وترى الحكومة الإيطالية أن الصفقة مع شركة لوفتهانزا هي السبيل الوحيد للمضي قدماً في إحياء شركة "إيتا"، بعد سنوات من الخسائر والجهود الفاشلة لإصلاحها.
وفي مايو 2023، قالت مجموعة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا، إنها ستستحوذ على حصة 41% في شركة "إيتا" عن طريق زيادة رأس المال إلى 325 مليون يورو (358 مليون دولار)، والتي ستتدفق مباشرة إلى شركة الطيران الإيطالية.
وقال كارستن سبور الرئيس التنفيذي للوفتهانزا: "إن حصة الملكية يمكن أن تتوسع بناءً على مدى جودة أداء شركة الطيران في العام المقبل".
وكانت "إيتا" تبحث عن شريك، بعدما خسرت الخطوط الجوية الإيطالية "أليطاليا"، مسارات رحلاتها الداخلية والأوروبية أمام المنافسين منخفضي التكلفة، وفشلت سلسلة من الصفقات مع شركاء محتملين وحقيقيين على مدار 15 عاماً الماضية.