logo
شركات

«كول أوف ديوتي».. اختبار مثير لرهان «مايكروسوفت» على مستقبل الألعاب

«كول أوف ديوتي».. اختبار مثير لرهان «مايكروسوفت» على مستقبل الألعاب
زوار يستمتعون بتجربة لعبة «كول أوف ديوتي: بلاك أوبس 6» ضمن فعاليات أسبوع باريس للألعاب 2024، باريس، 23 أكتوبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:26 أكتوبر 2024, 05:07 ص

تواجه شركة «مايكروسوفت» اختباراً حاسماً لاستثمارها 75 مليار دولار في ألعاب الفيديو، من خلال إطلاق النسخة السادسة من لعبة «كول أوف ديوتي: بلاك أوبس 6» عبر خدمة الاشتراك «غيم باس»، الذي اتيح للمرة الأولى أمس الجمعة.

واستحوذت «مايكروسوفت» على اللعبة بعد شرائها شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» في صفقة وصلت قيمتها إلى 69 مليار دولار، والتي أبرمتها في أواخر العام الماضي.

وبحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، ستتوفر هذه اللعبة الشهيرة لأول مرة للبث أو التنزيل من خلال خدمة «غيم باس»، في خطوة تهدف إلى تشجيع اللاعبين على الانضمام إلى نموذج الاشتراك الشهري بقيمة 19.99 دولار، مع إمكانية شرائها بشكل منفصل بسعر 69.99 دولار.

ويمثل استثمار «مايكروسوفت» التاريخي في «أكتيفيجن بليزارد» استراتيجية لإعادة تشكيل سوق الألعاب، مع التركيز على نموذج مستقبلي يعتمد على الألعاب السحابية.

أخبار ذات صلة

492 مليون دولار إيرادات سوق الألعاب الإلكترونية في الإمارات بحلول 2027

492 مليون دولار إيرادات سوق الألعاب الإلكترونية في الإمارات بحلول 2027

 

وتوفر ألعاب الفيديو السحابية إمكانية ممارسة لعبة على أي شاشة (كمبيوتر شخصي أو هاتف ذكي أو تلفزيون متصل بالإنترنت)، من خلال اشتراك عبر الإنترنت، من دون الحاجة لامتلاك النسخة المادية من اللعبة.

وتؤمن الشركة بأن ثورة البث التي شهدها قطاعا التلفاز والأفلام يمكن أن تتكرر في عالم الألعاب، الذي ينمو بسرعة ويضم مليارات المستخدمين حول العالم.

«نتفليكس للألعاب»

تُعد لعبة «كول أوف ديوتي» واحدة من أنجح سلاسل الألعاب في التاريخ، وتهدف «مايكروسوفت» من خلال إضافتها إلى «غيم باس» إلى تسريع نمو عدد المشتركين في منصات الألعاب السحابية التي تشبه نموذج «نتفليكس» لكنها تعنى بألعاب الفيديو.

في هذا السياق، أوضح جو تيجاي، مدير المحفظة في شركة «إكويتي آرمور إنفستمنتس»، أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية «مايكروسوفت» لتصبح «نتفليكس للألعاب».

ويسعى المشروع إلى توسيع نطاق الألعاب ليشمل مزيداً من اللاعبين عبر أجهزة ومنصات متعددة. ومع ذلك، تواجه «مايكروسوفت» تحديات كبيرة في تحويل اللاعبين من نماذج التنزيل التقليدية إلى الألعاب السحابية ونماذج الاشتراك، في ظل المنافسة القوية مع شركتي «سوني» و«نينتندو» في سوق ألعاب الفيديو.

تحديات الصناعة

تواجه صناعة الألعاب عقبات مماثلة لتلك التي واجهتها «نتفليكس» في بدايات عصر البث. ويشعر بعض اللاعبين بالقلق من مشاكل التأخير التي قد تؤثر سلباً على أدائهم في الألعاب التنافسية السريعة.

أخبار ذات صلة

ألعاب الهاتف الأكثر تحقيقاً للإيرادات في 2024

ألعاب الهاتف الأكثر تحقيقاً للإيرادات في 2024

 

بالإضافة إلى ذلك، تتوفر العديد من الألعاب الشهيرة، مثل «فورتنايت»، مجاناً، ما يجعل الانتقال إلى نموذج الاشتراك أكثر تحدياً.

فيما يميل اللاعبون المتحمسون إلى الالتزام بعدد محدود من الألعاب التي تُحدَّث بشكل منتظم من قبل المطورين، مما يضيف مزيداً من التعقيد على اعتمادهم لنماذج جديدة.

علاوة على ذلك، يطرح بعض المحللين تساؤلات حول جدوى نموذج «غيم باس». على سبيل المثال، عبّر المحلل دوج كريتز من شركة «تي دي كوين» عن شكوكه في قدرة الخدمة على تحقيق انتشار واسع يبرر تكاليفها، مشيراً إلى أنه «لا يوجد سوق لهذا المنتج».

«غيم باس»

أُطلقت خدمة «غيم باس» المدفوعة من «مايكروسوفت» في عام 2017 كجزء من استراتيجيتها لتعزيز تجربة الألعاب، حيث تتيح وصولاً غير محدود إلى مكتبة واسعة من ألعاب الفيديو، للعب عبر أجهزة متعددة دون الحاجة لشراء كل لعبة بشكل منفصل.

ومع إضافة خيار البث المباشر لألعاب الفيديو في عام 2020، أصبحت الخدمة أكثر شمولاً؛ ما يعزز تجربة اللاعبين عبر مختلف الأجهزة والمنصات، وفقاً لشركة «ألدورا إنتليجنس» للتحليلات الرقمية.

الألعاب السحابية

توقع مايكل باكتر، المحلل في شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» أن تجذب لعبة «كول أوف ديوتي» ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين مشترك جديد، على الرغم من تحذيره من أن الزيادة الأخيرة في الأسعار قد تؤدي إلى تباطؤ في النمو.

وتسعى «مايكروسوفت» لاستهداف المستخدمين الذين يبحثون عن تجربة ألعاب بجودة عالية دون الحاجة إلى شراء أجهزة باهظة الثمن.

كما تركز على تلبية احتياجات اللاعبين الذين يفضلون التنقل بين الأجهزة، مثل اللعب على تلفاز ذكي في المنزل ثم الانتقال إلى اللعب على هاتف ذكي أثناء التنقل. ورغم هذه الطموحات، فإن هناك تحفظات حول فعالية الألعاب السحابية.

في هذا السياق، عبّر إريك ويبستر، مستشار تقني من ولاية ماساتشوستس الأميركية، عن شكوكه في جاهزية التكنولوجيا الحالية لخوض غمار الألعاب السحابية.

وأضاف أنه استثمر آلاف الدولارات في جهاز الكمبيوتر الخاص به للحصول على أفضل تجربة ألعاب ممكنة، لكن عندما ينظر إلى لعبة تُبث، يرى كيف تبدو الصور مضغوطة بشكل مفرط.

ويفضل ويبستر امتلاك الألعاب بشكل كامل بدلاً من الاشتراك في خدمة البث، مشيراً إلى أنه يمتلك بالفعل العديد من الاشتراكات في الموسيقى والأفلام والتلفزيو لكنه متردد في الاعتماد كلياً على خدمات البث.

قفزة نوعية

حقق استحواذ «مايكروسوفت» على شركة «أكتيفيجن بليزارد» قفزة نوعية في قطاع الألعاب، ليصبح رابع أكبر أعمال الشركة، ليعادل تقريباً حجم قطاع «ويندوز»، ويتفوق على وحدتي «لينكدإن» و«الإعلانات».

وتضم محفظة الشركة الآن أكثر من 30 استوديو ألعاب، تنتج سلاسل ناجحة مثل «ماينكرافت».

وتغيرت استراتيجية «مايكروسوفت» في تعاملها مع «كول أوف ديوتي» بعيداً عن النهج التقليدي الذي اتبعته «أكتيفيجن بليزارد» في بيع الألعاب بشكل منفرد. تاريخياً، كانت الإصدارات الجديدة من السلسلة تبيع حوالي 25 مليون نسخة سنوياً بسعر 70 دولاراً، وفقاً للمحللين.

وأكدت إيمي هود، المدير المالي لـ«مايكروسوفت»، أن رؤية الشركة تركز على بناء «أعمال تعتمد على الاشتراكات والإيرادات المتكررة»، بدلاً من الاعتماد على المبيعات الفردية للألعاب.

آفاق المستقبل

واجهت «مايكروسوفت» عقبات تنظيمية كبيرة في صفقة استحواذها على شركة «أكتيفيجن بليزارد». وكان أحد المخاوف الرئيسة، إمكانية أن تقيد «مايكروسوفت» وصول المنافسين إلى لعبة «كول أوف ديوتي»، وهو ما تعهدت بعدم حدوثه.

ورغم المخاطر المرتبطة بالتحول إلى نموذج الاشتراك، يرى بعض المستثمرين، مثل مايك ساندر من «ساندر كابيتال أدفايزورز»، أن المخاطرة تستحق العناء، مضيفاً: «عليك أن تخاطر، وهذا رهان محسوب جيداً».

فيما يتعلق بآفاق المستقبل، تسعى «مايكروسوفت» الآن إلى استغلال محفظتها الواسعة للاستحواذ على حصة أكبر في مستقبل صناعة الألعاب، رغم التحديات المترتبة على تغيير سلوك المستهلكين.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC