تتجه القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت لتجاوز أربعة تريليونات دولار لأول مرة، بعد إعلان الشركة عن نتائج مالية قوية عززت ثقة المستثمرين، خاصة في أعمال الحوسبة السحابية التابعة لها «أزور» التي شهدت نمواً ملحوظاً.
ووفقاً لـ«رويترز»، فقد أعلنت عملاقة التكنولوجيا الأميركية، أمس الأربعاء، عن زيادة كبيرة في مبيعات خدمات «أزور»، وتوقعت إنفاقاً رأسمالياً قياسياً بقيمة 30 مليار دولار خلال الربع الأول من سنتها المالية الحالية، ما يعكس التوسع المتسارع في البنية التحتية السحابية.
وارتفعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 8.6% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق اليوم الخميس، لتصل إلى 557.34 دولار للسهم، ما دفع القيمة السوقية للشركة إلى نحو 4.14 تريليون دولار، لتصبح بذلك ثاني شركة في العالم بعد إنفيديا تبلغ هذا المستوى التاريخي.
وتجاوزت قيمة مايكروسوفت حاجز التريليون دولار لأول مرة في أبريل 2019.
ووصلت إلى ثلاثة تريليونات دولار بعد عملاقي التكنولوجيا الآخرين، إنفيديا وأبل، إذ ضاعفت إنفيديا، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، قيمتها ثلاثة أمثال في غضون عام تقريباً وحققت إنجازاً تاريخياً ببلوغها أربعة تريليونات دولار قبل أي شركة أخرى في التاسع من يوليو تموز، وبلغت قيمة أبل في أحدث التعاملات 3.12 تريليون دولار.
وارتفع سهم مايكروسوفت، ثاني أكبر شركة أميركية، بنسبة 50% تقريباً من أدنى مستوى له في أبريل 2025 عندما اهتزت الأسواق العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية.
وأثبت رهان مايكروسوفت على أوبن إيه.آي بمليارات الدولارات أنه يغير قواعد اللعبة بعدما زودت منصتيها (أوفيس سويت) و(أزور) بتقنيات ذكاء اصطناعي متطورة، ما ساهم في زيادة قيمة السهم بأكثر من مثليه منذ طرح تطبيق تشات جي.بي.تي في أواخر عام 2022.
وبفضل حصولها حصرياً على نماذج أوبن إيه.آي، احتلت مايكروسوفت الصدارة بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي زودت به منصتها أزور، التي أصبحت الآن المحرك الرئيس لإيرادات الشركة، وعززت هيمنتها على المشهد التكنولوجي مقارنة بخدمات الحوسبة من جوجل وخدمات الإنترنت من أمازون.
وتلقى السهم دفعة إضافية أيضاً من تقليص الشركة قوتها العاملة ومضاعفة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بهدف ترسيخ ريادتها في ظل تسابق الشركات على تسخير هذه التكنولوجيا في عملها.
وعلى الرغم من أن المستثمرين يستعدون إلى تقليل الإنفاق التجاري بسبب الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة، فإن أرباح مايكروسوفت القوية أظهرت أن حسابات الشركة لم تتأثر بعد بالرسوم.