تسعى الشركات الأمريكية إلى تنفيذ تدابير مضادة بعد دخول الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الواردات الصينية حيز التنفيذ في بداية الأسبوع، في حين تم تعليق بعض الرسوم المفروضة على كندا والمكسيك.
ومن بين التدابير المقررة، توجد احتمالات لزيادة الأسعار، وتغيير أماكن التوريد، وبناء مصانع جديدة في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن كشف ترامب عن الرسوم الجمركية وهدد بفرض رسوم إضافية.
حذرت «بيست باي» من احتمال زيادة الأسعار للمستهلكين الأميركيين. وقال المدير المالي مات بيلوناس خلال مؤتمر هاتفي مع المحللين: «رد فعل المستهلكين على زيادة الأسعار هو العامل الحاسم».
كما حذرت «تارغت» من زيادة الأسعار المحتملة، حيث تعتمد الشركة على العديد من الخضروات والفواكه المستوردة من المكسيك خلال فصل الشتاء، كما ذكر الرئيس التنفيذي براين كورنيل. وأضاف قائلاً: «لكن إذا كانت هناك رسوم جمركية بنسبة 25%، فإن هذه الأسعار سترتفع... بالتأكيد في الأسبوع المقبل».
ستقوم «تارغت» بنقل جزء أكبر من إمداداتها لعلامات متاجرها الخاصة، مثل «أول إن موشن» و«كات آند جاك»، إلى دول في نصف الكرة الغربي مثل غواتيمالا وهندوراس، بعيداً عن الصين، حيث تُصنع 30% من هذه المنتجات. وتخطط الشركة لتقليص هذه الاعتمادية إلى 25% العام المقبل.
تعمل «كروغر» مع فرقها للتسويق والتوريد على تنويع قاعدة الموردين لبعض المنتجات الأساسية في قسم المنتجات الطازجة، وربما التحول إلى مناطق جغرافية ستكون أقل تأثراً بالرسوم الجمركية للحفاظ على الأسعار منخفضة، حسبما صرح المدير المالي تود فولي خلال مؤتمر هاتفي حول نتائج الشركة.
وقال قادة «كوستكو» إن هيكل «صيد الكنز» الذي تتبعه الشركة يتيح لها تعديل تشكيلتها من البضائع بسهولة أكبر من غيرها، والتوريد من دول غير خاضعة للرسوم الجمركية. وقال الرئيس التنفيذي رون فاشريش: «بفضل مرونتنا، ليس هناك الكثير من المنتجات التي لا يمكننا استبدالها أو إدخالها في هذه الفئة».
أعلنت شركة «ألكوا» أنها ستعيد توجيه الألومنيوم المنتج في كندا إلى أوروبا لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية، وأنها سترسل إنتاجها من أستراليا إلى الولايات المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي ويليام أوبلينغر في مقابلة مع «رويترز» في يناير: «سوف نقوم بتحسين نظامنا العالمي وفقاً لأي هيكل جديد للرسوم الجمركية [...] من الممكن أن يغادر المعدن من أستراليا إلى الولايات المتحدة إذا حدث تشويش كبير بسبب الرسوم الجمركية».
أعلنت «هيوليت باكارد إنتربرايز» أن الشركة ستعتمد على سلسلة التوريد العالمية الخاصة بها للتخفيف من بعض جوانب التأثير المتوقع وستعدل أسعارها أيضاً.
قررت «هوندا» إنتاج سيارتها الهجينة «سيفيك» من الجيل الجديد في ولاية إنديانا الأمريكية بدلاً من المكسيك، لتجنب الرسوم الجمركية المحتملة على أحد موديلاتها الأكثر مبيعاً، وفقاً لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لوكالة «رويترز».
وقالت «فايزر» إنها قد تنقل الإنتاج إلى مصانعها القائمة في الولايات المتحدة إذا لزم الأمر. وقال الرئيس التنفيذي ألبرت بورلا خلال مؤتمر «تي دي كاوين» حول الرعاية الصحية: «إذا حدث شيء، سنحاول التخفيف من ذلك عن طريق نقل مواقع الإنتاج إلى الولايات المتحدة».
كشفت «آبل» في نهاية فبراير عن استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك مصنع ضخم في تكساس لخوادم الذكاء الاصطناعي.
بعد يومين، أعلنت شركة الأدوية «إيلي ليلي» أنها تخطط لإنفاق ما لا يقل عن 27 مليار دولار لبناء أربعة مصانع جديدة في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة.