إيلون ماسك باع أسهم تسلا قبل اعتراف الشركة بالضعف

تراجعت قيمة سهم تسلا بعد بيع الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لأسهم الشركة وتراجعت أكثر إبان نشر تقرير التسليم لشركة صناعة السيارات الكهربائية. وفي أواخر العام الماضي، وبعد موجة من التقارير الإخبارية التي أشارت إلى تراجع الطلب على سيارات تسلا، باع إيلون ماسك ما يقرب من 3.6 مليار دولار من أسهم في شركة صناعة السيارات الكهربائية.

وفي 2 يناير، أعلنت تسلا عن تسليمات سيارات الربع الرابع التي كانت أقل بكثير من أحدث توقعات الشركة للمستثمرين.

ذكر جيمس كوكس، أستاذ قانون الأوراق المالية في جامعة ديوك الذي أدلى بشهادته أمام الكونغرس حول التداول من الداخل: "يجب أن يحظى هذا باهتمام كبير من هيئة الأوراق المالية والبورصات". "والسؤال هنا، ما الذي عرفه ماسك وما الذي توقعه السوق عندما باع أسهمه؟".

لم يستجب ماسك وتسلا لطلبات التعليق. وامتنعت لجنة الأوراق المالية والبورصات عن التعليق.

باع ماسك ما يقرب من 22 مليون سهم في الفترة من 12 إلى 14 ديسمبر بمتوسط سعر يبلغ حوالي 163 دولاراً للسهم، وعندما أغلق السهم في 3 يناير عند ما يزيد قليلاً على 108 دولارات، انخفضت قيمة الأسهم التي باعها ماسك في الشهر السابق بمقدار 1.2 مليار دولار، وارتفعت قيمة السهم منذ ذلك الحين إلى حوالي 127 دولاراً.

بشكل عام، تحظر قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على المطلعين من داخل الشركات تداول الأوراق المالية لشركاتهم وهم على دراية بالمعلومات المادية غير العامة، لكن الاستثناءات كثيرة.

على سبيل المثال، يمكن للموظفين والمديرين تجنب انتهاك القواعد عند الشراء أو البيع بموجب جدول تداول محدد مسبقاً، يُعرف باسم خطة مبيعات 10b5 -1، ما يعني أن المبيعات غير مجدولة، لقد تداول ماسك بموجب مثل هذه الخطة من قبل، وإحداها انتهت في ديسمبر 2021. ولكن نموذج الإفصاح الذي قدمه إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات لأحدث مبيعات الأسهم لم يذكر أنه استخدم خطة 10b5 -1 في تلك الصفقات. بموجب قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات في ذلك الوقت، لم يكن مضطراً إلى الكشف في النموذج عما إذا كان يستخدم هذه الخطة.

باع ماسك أكثر من 39 مليار دولار من أسهم تسلا منذ ذروة الأسهم في نوفمبر 2021، من بينها ما يقرب من 23 مليار دولار العام الماضي، جزئياً لتمويل شرائه لشركة تويتر بقيمة 44 مليار دولار.

بلغت مبيعات ديسمبر 37 % من الأسهم المباعة في عام 2022، وفقاً للبيانات التي جمعتها مؤسسة Refinitiv.

في 24 أكتوبر، ذكرت تقارير إخبارية أن تسلا خفضت الأسعار في الصين، في الأول من ديسمبر، ذكرت تقارير إخبارية أن تسلا خفضت الأسعار في الولايات المتحدة.

في 5 ديسمبر، ذكرت بلومبرغ نيوز أن تسلا تخطط لخفض الإنتاج في الصين، بعد ثلاثة أيام، ذكرت بلومبرغ أن تسلا تخطط لتقصير نوبات العمل في مصنعها في شنغهاي، وبحلول 22 ديسمبر، بعد 8 أيام من انتهاء مبيعات ماسك، ذكرت تقارير إخبارية أن تسلا خفضت الأسعار مرة أخرى في الولايات المتحدة وبدأت في تقديم 10000 ميل من الشحن الفائق المجاني للسيارات التي تم تسليمها في ديسمبر.

أصدرت تسلا توجيهات لتسليم الربع الرابع في 19 أكتوبر خلال مؤتمر عبر الهاتف لمناقشة نتائج الربع الثالث. وقال المدير المالي لشركة تسلا، زاك كيركورن، للمستثمرين خلال المكالمة إن تسلا تتوقع أن يكون النمو السنوي في تسليمات 2022 "أقل بقليل من 50%".

لكن في حين أن تسلا لم تقدم رقما أكثر دقة، فإن زيادة بنسبة 45 % في عمليات التسليم السنوية كانت ستصل إلى ما يقرب من 449,000 عملية تسليم خلال الربع الرابع. وبحلول الوقت الذي أعلنت فيه تسلا عن عمليات التسليم في 2 يناير، انخفض متوسط تقدير المحللين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ إلى 420760 سيارة.

ولم تنتبه تسلا إلى التقدير المخفض، حيث أبلغت عن تسليم 405278 سيارة فقط.

وإن كان انخفاض نمو المبيعات قد ظهر في الأرقام الداخلية بحلول منتصف ديسمبر وما إذا كان ماسك قد رأى هذه الأرقام، ذلك يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان قد انتهك قواعد التداول من الداخل.

قال دونالد لانجيفورت، أستاذ قانون الأوراق المالية في جامعة جورج تاون ومؤلف أطروحة حول التداول من الداخل: "أليس هذا مثيراً للشبهات؟ أجل. هل من الممكن أن تكون هناك تفسيرات أخرى؟ بالطبع. ولكن هذا ما تدور حوله عملية إنفاذ القانون".

تميل تسليمات تسلا مؤخراً إلى التحميل بشكل كبير في نهاية الربع، مما قد يعقد التوقعات. قال كيركورن إن نحو ثلثي تسليمات الربع الثالث حدثت في سبتمبر والثلث في الأسبوعين الأخيرين من الربع.

إن نزاع ماسك ولجنة الأوراق المالية والبورصات مستمر منذ سنوات، في عام 2018، وافق كل من ماسك وتسلا على دفع 20 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية من هيئة الأوراق المالية والبورصات بسبب تغريدة كتب فيها أنه "حصل على تمويل" لجعل تسلا خاصة بسعر أعلى. وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات إن ماسك لم يناقش مثل هذه الصفقة مع أي ممولين محتملين وأن بيانه الذي دفع أسهم تسلا إلى الارتفاع، يعدّ احتيالاً.

بدأت محاكمة بالواقعة نفسها هذا الأسبوع في دعوى جماعية رفعها مستثمرون ضد تسلا وماسك. منذ تسويتها مع هيئة الأوراق المالية والبورصات، اتهمت تسلا الهيئة التنظيمية بمضايقة الشركة وماسك على حد سواء من خلال إطلاق تحقيقات جديدة مراراً، ورفضت متحدثة باسم الهيئة التعليق.