logo
شركات

"آبل" تطرد مدير تنفيذي بسبب فيديو على "تيك توك"⁠

"آبل" تطرد مدير تنفيذي بسبب فيديو على "تيك توك"⁠
تاريخ النشر:12 ديسمبر 2022, 12:29 م

استيقظ طوني بليفنز في الساعة 1:30 صباحًا على مكالمة هاتفية من "أبل"، حيث يعمل  منذ 22 عامًا تطلب منه حذف مقطع فيديو على "تيك توك".

يظهر بليفنز في الفيديو المنشور على الإنترنت مطلع سبتمبر يخرج من سيارة "مرسيدس بنز إس إل آر ماكلارين" أثناء زيارة معرض سيارات ويجيب على سؤال حول عمله قائلاً: "أشارك في سباقات السيارات، وألعب الغولف وألاطف النساء، ولا أعمل في نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية".

قال بليفنز إن تعليقه مقتبس من رد دادلي مور المماثل على سؤال حول عمله في الفيلم الكوميدي "آرثر" (1981).

كان بليفنز، الذي ساعدت مهاراته التفاوضية كمدير تنفيذي لعملاق التكنولوجيا في بناء سلسلة توريد هائلة والحفاظ عليها يصطحب زوجته، التي ظهرت تضحك بمقطع الفيديو عندما وصلا معًا إلى معرض السيارات.

أخبر مسؤول تنفيذي في "آبل" بليفنز في المكالمة الهاتفية المبكرة أنه يتعين عليه حذف مقطع الفيديو فوراً.

وأضاف بليفنز أن المسؤول قال له: "إنه أمر سيئ للغاية والبعض اشتكى".

رفض متحدث باسم "آبل" التعليق.

ليلة طويلة

ظل بليفنز (55 عامًا) مستيقظًا طيلة الليل محاولًا التواصل مع أحد صانعي المحتوى يحمل حسابه على "تيك توك" اسم دانيال ماك، وكان يسأل من يقودوا سيارات فاخرة عن عملهم، حيث أكد اتصاله عدة مرات بدانيال ماك دون جدوى.

قال بليفينز أنهم قد طلبوا منه الاستقالة، ولكنه رفض، وبعد أيام من ظهور الفيديو في 5 سبتمبر، طرد من عمله.

أضاف بليفنز: "22 عامًا تبخرت خلال 25 ثانية، الصدمة كبيرة فحياتي تمحورت طيلة تلك السنوات حول (آبل) وحاولت دائمًا أن أكون الشخص الأكثر ولاءً".

ترك رحيل بليفنز دون الكشف عن تفاصيل فراغًا كبيرًا في وقت حرج للغاية بالنسبة للشركة بينما تتعامل "آبل" مع اضطراب سلسلة التوريد، التي تتركز أساسًا في الصين.

شغل بليفنز، الذي كان يُطلقون عليه "بلفيناتور" نظراً لخبرته، منصب نائب رئيس فريق المشتريات، المسؤول عن التفاوض مع شبكة توريد وتجميع المكونات الخاصة بمنتجات "آبل".

ويقول بلفينز أنه لم يتم تعويض منصبه وأعيد توزيع فريق عمله على باقي وحدات عمليات "آبل".

صدمة كبيرة

عبر بليفنز عن صدمته الكبيرة من طرده بسبب مزحة قالها لشخص لا يعمل في "آبل" وخارج أوقات العمل لتمحو تلك المزحة حياة كاملة من التفاني للشركة التي أحبها وآمن بها، كما أعرب بليفنز عن أسفه لمن شعروا بالإهانة بسبب تعليقه لكنه رأى أن طرده كان خطأ من "آبل" واستسلامًا لضغط ثقافي أوسع نطاقًا.

دعم بيلفنز بعض موظفيه السابقين وقالوا إنه قد يستعمل الفكاهة أحيانًا لتهدئة المواقف المتوترة، ولكنهم لم يشهدوا منه أي تعليقات متحيزة أو أي سلوك غير مهني.

يقول آخرون ممن عملوا في "آبل" إنهم يعتقدون أن فصله كان ضروريًا لأن الشركة لا ينبغي أن تتسامح مع التعليقات أو سلوكيات التمييز على أساس الجنس من المديرين.

وقال كريس ديفر، كبير مسؤولي الموارد البشرية السابق الذي ترك الشركة في 2019 إن "أبل" تأخذ قيم الشركة التي تخص الإدماج على محمل الجد وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقادة والمديرين التنفيذيين وإن طرد بليفنز كان القرار الصحيح.

علّق ديفر في مقابلة: "يحتاج القادة إلى تجسيد مبادئ (آبل)".

تكتيكات جريئة

لم يتكيف بليفنز، الذي نشأ في الريف الجنوبي في كوبرتينو بكاليفورنيا على أجواء العمل بالشركة الأميركية الأكثر قيمة، لكن قيادة "آبل" احتضنته وحافظت عليه بسبب مهاراته الاستثنائية في التفاوض وسمحت له بالعمل من المنزل بدايةً من 2014، حسبما ذكر بليفنز وموظفين سابقين في "آبل".

على مدى عقدين في الشركة، سطع نجم بليفنز  كأحد الكوادر والمديرين التنفيذيين الذين ساعدوا في بناء "آبل" لتصبح شركة عملاقة بفضل الصفقات مع موردي الرقائق والشاشات والمكونات الأخرى التي يتم تجميعها غالبًا في آسيا، كما ساعد بليفنز في خفض التكاليف وتأمين إمدادات أجهزة "آيفون" وباقي الأجهزة باستعمال تكتيكات جريئة مثل وضع شركتين تتنافسان على الصفقة نفسها في غرف متجاورة في فندق، وإجراء المفاوضات المكوكية فيما بينهما.

خطط المسؤولون التنفيذيون بعد طرده لإقامة حفل وداع لبليفنز ووجهوا دعوات لأكثر من 100 شخص لكنه رفض وتوقفت الاتصالات حيث يرى إنه لا يفضل فكرة إقامة حفلة بعد طرده ووصف التصرف "بالمنافق" وإنه لم يستلم مذكرة إنهاء الخدمة عند مغادرته.

قرود الفوضى

عُرف عن "آبل" بقيادة الرئيس التنفيذي، تيم كوك فعالية جهودها بشأن خلق بيئة عمل شاملة يسودها احترام الموظفين وإنها لا تتسامح مع السلوك التمييزي أو المهين.

شكك موظفين يطلقون على أنفسهم اسم "آبل معاً" AppleTogether في حرص الإدارة العليا على مجموعة قضايا، وقدموا طلبات لإيجاد بيئة عمل أكثر مرونة، كما احتجوا على توظيف الشركة أنطونيو غارسيا مارتينيز، المدير التنفيذي السابق في "فيسبوك" في 2021 حيث نشروا صفحات من كتابه الصادر في 2016 "قرود الفوضى" تظهر تحيزه جنسياً، ما تسبب في طرد مارتينيز بعد أسبوع، وعلقت "آبل" وقتها إنها تسعى لخلق بيئة عمل شاملة ولن تتسامح مع "السلوك الذي يحط من قدر الناس أو يمارس التمييز ضدهم بسبب نوعهم".

وقال غارسيا مارتينيز لصحيفة وول ستريت جورنال إن "آبل" كانت على علم بكتابه قبل تعيينه وسألوا المراجع الخاصة عن الكتاب، بينما قال مارتينيز إن الكتاب لا يمثله، بل يتضمن شخصية أدبية حاول نسجها من الخيال.

فرصة للتراجع

قالت دافيا تيمين، الرئيسة التنفيذية لـشركة إدارة الأزمات والتسويق "تيمين آند كومباني"، إن هناك سلسلة واسعة من السلوكيات تتضمن مُزح غير لائقة قد تعتبر إساءات تؤدي إلى الطرد بالنسبة للمديرين التنفيذيين والشخصيات العامة وإن الشركات في بعض الحالات تجد فرصًا للموظفين مثل بليفنز أو غيره لتجنب الطرد من خلال تقديم اعتذار سريع وجاد.

أضافت تيمين: "كان من الممكن أن تكون هناك فرصة للشركة وطوني للتراجع".

شعر بيلفنز بالغضب الشديد من طرده المفاجئ وقال: "لقد أهانوني وأضروا بسمعتي".

وول ستريت جورنال

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC