اكتسبت شخصيات الذكاء الاصطناعي الافتراضية المعروفة بـ(VTuber) زخماً لأول مرة في اليابان في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. والآن، تُسهّل التطورات في الذكاء الاصطناعي إنشاء VTuber أكثر من أي وقت مضى، مما سيجعل موجة جديدة من منشئي المحتوى الافتراضيين تجتاح منصة يوتيوب في الفترة القادمة.
بلو Bloo هو مُنشئ محتوى افتراضي على يوتيوب، أو ما يعرف بـ(VTuber)، وقد بنى قاعدة جماهيرية ضخمة تضم 2.5 مليون مشترك وأكثر من 700 مليون مشاهدة من خلال مقاطع فيديو له وهو يلعب ألعاباً شهيرة مثل (Grand Theft Auto) و(Roblox) و(Minecraft).
وهذه الشخصية الافتراضية، بألوانها الزاهية وبنيتها ثلاثية الأبعاد، ابتكرها جوردي فان دن بوش، وهو منشئ محتوى يوتيوب مخضرم. واعترف فان دن بوش أنه ابتكر شخصية بلو بعدما وجد نفسه غير قادر على مواكبة متطلبات إنشاء المحتوى، مؤكداً أن العمل لم يعد يقتصر على الإنتاج وأن الخلل في هذه المعادلة أصبح الإنسان، لذلك نحتاج إلى إزالته واستبداله إما بشخص واقعي أو برسوم متحركة، وكان (VTuber) هو الخيار الوحيد.
وبالفعل، حقق بلو إيرادات تتجاوز عشرات ملايين الدولارات، علماً أن العديد من مستخدمي VTuber مثل بلو يتحكم بهم الإنسان سواء من خلال صوت الشخصية وحركاتها في الوقت الفعلي باستخدام تقنية التقاط الحركة أو تتبع الوجه.
مع العلم أن كل شيء آخر، من الصور المصغرة للفيديوهات إلى الدبلجة الصوتية بلغات أخرى، يتم التعامل معه بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي من (ElevenLabs)، و(ChatGPT) من (OpenAI)، و(Gemini) من (Google)، و(Claude) من (Anthropic).
وفي هذا الإطار، تقدم شركة Hedra الناشئة أداة تحمل اسم Character-3 تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو تصل مدتها إلى خمس دقائق، وجمعت الشركة 32 مليون دولار أميركي في جولة تمويلية في أيار الماضي.
وتتيح أداة (Character-3) للمستخدمين إنشاء شخصيات مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لمقاطع الفيديو، مع إمكانية إضافة حوارات وخصائص أخرى. كما تتيح للمستخدمين إنشاء شخصيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، قابلة للتحريك في الوقت الفعلي. وبالفعل، يستخدم عدد متزايد من المبدعين تقنية Character-3 لإنتاج محتوى مميز على منصات التواصل الاجتماعي، مما يساعدهم على الوصول إلى جمهور واسع من دون تكلفة وتعقيد الإنتاج التقليدي. ويعد الفيديو المولّد بالذكاء الاصطناعي تقنية سريعة التطور تعيد صياغة كيفية إنتاج المحتوى ومشاركته عبر الإنترنت، مما يجعل إنتاج فيديو عالي الجودة بدون كاميرات أو ممثلين أو برامج تحرير أسهل وأرخص من أي وقت مضى.
يجد منشئو المحتوى بشكل متزايد طرقاً مربحة للاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية التي أتاحها إطلاق (ChatGPT) من (OpenAI). وأحد الاتجاهات المتنامية هو ظهور قنوات الذكاء الاصطناعي بلا وجوه.
ويدير هذه القنوات منشئو محتوى يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقاطع فيديو اصطناعية تبدو وكأنها حقيقية، وصور عالية الدقة وتعليق صوتي عالي الجودة. وكل ذلك يمكن أن يدرّ آلاف الدولارات شهرياً من دون ظهور شخص حقيقي على الكاميرا.
مع تزايد شيوع المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي على الإنترنت، تتزايد المخاوف بشأن تأثيره. يخشى بعض المستخدمين من انتشار المعلومات المضللة، خاصةً مع سهولة إنتاج مقاطع فيديو مقنعة، وإن كانت مُصنّعة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من أنه ليس جديداً، إلا أن انتشار هذا النوع من المحتوى أدى إلى انتقادات متزايدة من المستخدمين الذين يقولون إنه من الصعب العثور على مواد ذات معنى، لا سيما على تطبيقات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام.