سجل إنتاج النفط في النرويج قفزة تاريخية خلال شهر يوليو الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات، مدفوعاً ببدء تشغيل حقل «يوهان كاستبرغ» الجديد التابع لشركة «إيكوينور ASA» في بحر بارنتس.
وبحسب بيانات صادرة عن المديرية النرويجية للنفط اليوم الأربعاء أوردها موقع بلومبرغ، ارتفع إنتاج البلاد بنسبة 17% مقارنة بشهر يونيو، ليبلغ 1.96 مليون برميل يومياً، وهو المستوى الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات عام 2011.
وأشارت بلومبرغ إلى أن شركات النفط والغاز النرويجية تضخ مليارات الدولارات لزيادة الإنتاج من الجرف القاري النرويجي الذي دخل مرحلة النضج.
ورغم تراجع الصادرات مقارنة بذروة أوائل الألفية، إلا أن شحنات الخام في يوليو كانت مرشحة لتسجيل أعلى مستوياتها منذ عام 2012، بحسب تقديرات شركة الاستشارات FGE NexantECA.
ويُعزى هذا النمو بشكل أساسي إلى حقلي «يوهان سفيردروب» و«يوهان كاستبرغ» العملاقين، اللذين ينتجان مجتمعين نحو مليون برميل يومياً، ما يعزز مكانة النرويج كأحد أبرز موردي الطاقة في أوروبا.
تستعد وزارة الطاقة النرويجية، لإطلاق جولة جديدة من التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في الجرف القاري النرويجي، في أول طرح يشمل مناطق غير مستكشفة منذ عام 2021، وفقاً لما أعلنته في الثامن من أغسطس الجاري.
وفي بيان رسمي أوردته «رويترز»، أكد وزير الطاقة تيرجي آسلاند أن بلاده ستظل مزوّدًا طويل الأمد للنفط والغاز لأوروبا، مشيراً إلى أن الجرف القاري النرويجي سيواصل إحداث قيمة اقتصادية وتوفير فرص عمل للنرويج.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود النرويج لتعزيز أمن الطاقة الأوروبي، خاصة في ظل استمرار الطلب المتزايد على مصادر الطاقة الموثوقة عقب اضطرابات الإمداد المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
تُعد النرويج أكبر منتج للنفط والغاز في أوروبا، بإجمالي إنتاج يتجاوز 4 ملايين برميل من المكافئ النفطي يومياً. وتُقدر الاحتياطيات المؤكدة من النفط بنحو 7 مليارات برميل، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية وبيانات نقلتها وكالة «رويترز».
وبحسب تقرير لمديرية النفط البحري النرويجية، بلغ إنتاج البلاد من النفط في ديسمبر 2024 نحو 1.78 مليون برميل يومياً، إلى جانب إنتاج 217 ألف برميل يومياً من سوائل الغاز الطبيعي في الفترة نفسها.
وتواصل النرويج تكثيف عمليات استكشاف وتطوير الحقول الجديدة، بما في ذلك في منطقة بحر بارنتس بالقطب الشمالي، ما يعزز من موقعها كمصدر أساسي ومستقر للطاقة في القارة الأوروبية.