«ميتا».. تحالف جديد لتطوير تقنيات الواقع المعزز لصالح الجيش الأميركي

دخلت شركة «ميتا» في شراكة استراتيجية مع شركة «أندوريل»، المتخصصة في تقنيات الدفاع، بهدف تطوير معدات قائمة على تقنيات الواقع المعزز لاستخدامات عسكرية، وذلك في خطوة تعكس طموح الشركة الأم لـ«فيسبوك» في تنويع استثماراتها التكنولوجية والدخول بقوة إلى قطاع الصناعات الدفاعية.

وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الشراكة الجديدة بين الرئيس التنفيذي لـ«ميتا» مارك زوكربيرغ، ومؤسس «أندوريل» بالمر لاكي، تعيد جمع الرجلين بعد سنوات من القطيعة منذ مغادرة لاكي لـ«فيسبوك» عام 2017 في ظل جدل سياسي واسع داخل الشركة، حيث كان يُعرف بمواقفه المؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تأتي هذه الخطوة بعدما تمكنت «أندوريل» من ترسيخ حضورها في السوق الدفاعية الأميركية من خلال تطوير أنظمة مراقبة وطائرات مسيّرة قتالية تُستخدم بالفعل من قبل الجيش الأميركي.

وفي فبراير الماضي، استحوذت الشركة على إدارة مشروع (IVAS) (نظام الزيادة البصرية المتكاملة)، الذي كان في الأصل من تطوير شركة «مايكروسوفت»، ويُقدّر بقيمة 22 مليار دولار، ويهدف إلى تزويد الجنود الأميركيين بخوذ ذكية تقدم معلومات فورية حول ساحات القتال.

وكانت «مايكروسوفت» قد واجهت انتقادات حادة من جنود أميركيين بسبب عيوب تقنية في خوذ الواقع المعزز المعتمدة على تكنولوجيا (HoloLens) ، ما تسبب بشعور المستخدمين بالغثيان، وفقاً لموقع «بريكينغ ديفينس» المتخصص، الأمر الذي دفع «أندوريل» للتدخل في 2024 لاستكمال المشروع، قبل أن تتسلم الإشراف الكامل على تطويره.

بموجب الاتفاق الجديد، ستعمل «ميتا» و«أندوريل» على تطوير منظومة تحت اسم (EagleEye) (عين النسر)، تستهدف تعزيز قدرات اتخاذ القرار في ميدان القتال عبر تقنيات الواقع المعزز.

ويأمل الطرفان في الفوز بعقد قيمته 100 مليون دولار ضمن برنامج (Soldier Borne Mission Command)، وهو الاسم الجديد لمشروع (IVAS)، مع إمكانية توسيع نطاق استخدام النظام ليشمل قوات أمنية أو جيوشاً تابعة لدول حليفة.

وتسعى «ميتا» من خلال هذا التعاون إلى إيجاد منفذ تجاري فعّال لتقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي التي تطورها ضمن وحدة «رياليتي لابز»، والتي لم تحقق حتى الآن نجاحاً جماهيرياً يذكر رغم استثمارات ضخمة في خوذ (Oculus) ونظارات (Ray-Ban) ومنصة (Horizon).

وقال مارك زوكربيرغ في بيان رسمي: «تعمل ميتا منذ أكثر من عقد لبناء منصة تكنولوجية للمستقبل تقوم على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، ونحن فخورون بالشراكة مع أندوريل لتسخير هذه التكنولوجيا في خدمة الجنود الأميركيين الذين يدافعون عن مصالحنا داخل البلاد وخارجها».

من جانبها، تؤكد «أندوريل» طموحاتها التوسعية في قطاع الدفاع، حيث تسعى أيضاً للفوز بجزء من عقود تطوير نظام الدفاع الصاروخي (Golden Dome) الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع العام الجاري.