logo
تكنولوجيا

شركات التكنولوجيا تشعل حرب المواهب بمكافآت تصل لـ100 مليون دولار

شركات التكنولوجيا تشعل حرب المواهب بمكافآت تصل لـ100 مليون دولار
صورة تظهر عبارة الذكاء الاصطناعي على شاشة الهاتف الذكي في رينو الأميركية يوم 17 ديسمبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:1 يوليو 2025, 12:56 م

تشهد كبرى شركات التكنولوجيا سباقاً متصاعداً لاستقطاب نخبة الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى ارتفاع حاد في مستويات الأجور، حيث باتت حزم الرواتب لبعض كبار المهندسين تتجاوز عشرات ملايين الدولارات.

وتسعى شركات مثل «ميتا» (Meta) و«أوبن إيه آي» (OpenAI) إلى استقطاب الكفاءات المتمرسة في هذا المجال للحفاظ على تفوقها في قطاع يشهد تطورات متسارعة ومنافسة عالمية محتدمة.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، أبلغت شركة «أوبن إيه آي»، المطوّرة لتطبيق «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، موظفيها مؤخراً أنها تعمل على «ابتكار أساليب جديدة لتقدير ومكافأة المواهب المتميزة»، في ظل مخاوف من فقدان مزيد من الكفاءات لحساب المنافسين، رغم أن الشركة تقدم بالفعل حزماً تعويضية تعد من بين الأعلى في السوق.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن كشف الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن شركة «ميتا» عرضت مكافآت توقيع بقيمة 100 مليون دولار لبعض أبرز مهندسي الذكاء الاصطناعي.

ويؤكد خبراء التوظيف وبيانات الانتقال الوظيفي الأخيرة اتساع الفجوة في الأجور بين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي ومهندسي البرمجيات الذين لا يمتلكون خبرة في هذا المجال، فبينما يحصل بعض كبار المهندسين على أكثر من 10 ملايين دولار سنوياً، تتراوح حزم التعويض المعتادة للمحترفين البارزين في «وادي السيليكون» بين 3 ملايين و7 ملايين دولار، أي بزيادة تقارب 50% مقارنة بعام 2022.

وصرّح كايل لانغوورثي، الشريك في شركة التوظيف المتخصصة «ريفييرا بارتنرز» (Riviera Partners)، أن المنافسة باتت محمومة إلى حدّ أن بعض الشركات تبدو مستعدة لفعل أي شيء لاستقطاب هذه المواهب.

وزاد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، وتيرة التوظيف بعد الانتقادات التي واجهها نموذج اللغة الكبير الجديد للشركة، «لاما 4» (Llama 4)، والذي لم يحقق أداءً جيداً في اختبارات التفكير المستقل والبرمجة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، استثمرت «ميتا» 15 مليار دولار في شركة الناشئة «سكيل إيه آي» (Scale AI) المتخصصة في تصنيف البيانات، وعيّنت مؤسسها المشارك ألكسندر وانغ لقيادة فريق جديد يعمل على ما أُطلق عليه «الذكاء الفائق».

في «أوبن إيه آي»، ازدادت التوترات عقب سلسلة من الاستقالات البارزة، ووفقاً لمذكرة داخلية، شبّه مارك تشين، كبير مسؤولي الأبحاث في الشركة، مغادرة الموظفين بـ«اقتحام منزل وسرقة شيء منه»، مضيفاً أن «ميتا» تحاول استغلال فترة الإجازة التي منحتها «أوبن إيه آي» للموظفين للضغط عليهم لاتخاذ قرارات بشأن عروض العمل.

وأضاف تشين أن كلاً من ألتمان وفريق القيادة يعملون «دون توقف» للاحتفاظ بالموظفين، وقال: «كنا أكثر نشاطاً من أي وقت مضى، ونعيد النظر في حزم الأجور، ونبحث عن أساليب مبتكرة لتكريم المواهب المتميزة»، وقد نُشرت هذه المذكرة لأول مرة عبر مجلة «وايرد» (Wired).

وبحسب شركة التوظيف «هاريسون كلارك» (Harrison Clarke)، فإن رواتب العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي تواصل ارتفاعها، إذ تتراوح الحزم السنوية الإجمالية للباحثين في المستويات المتوسطة إلى العليا بين 500 ألف ومليوني دولار في شركات التكنولوجيا الكبرى، مقارنة بـ400 ألف إلى 900 ألف دولار في عام 2022. وبالمقارنة، فإن مهندسي البرمجيات من غير المتخصصين في الذكاء الاصطناعي يتقاضون رواتب أساسية تتراوح بين 180 ألفاً و220 ألف دولار.

وتُظهر بيانات موقع «ليفيلز» (Levels)، المختص بتتبع التعويضات، أن «ميتا» تمنح مهندسي الذكاء الاصطناعي رواتب تتراوح بين 186 ألفاً و3.2 مليون دولار سنوياً، أما «أوبن إيه آي»، فتتراوح حزمها بين 212 ألفاً و2.5 مليون دولار، لكن الوسيط لديها أعلى، ما يشير إلى أن المهندس العادي في الشركة التي تبلغ قيمتها السوقية 300 مليار دولار يحصل على راتب أعلى من نظيره في «ميتا».

مع ذلك، فإن الراتب ليس العامل الوحيد الذي يأخذه الباحثون في الحسبان، إذ يقول خبراء التوظيف إن العديد من المهندسين يفضلون جودة العمل والقيادة على العوائد المالية، وقال فراس سوزان، الرئيس التنفيذي لشركة «هاريسون كلارك»: «دائماً ما تكون هناك مخاطرة، فإذا انتهى بك الأمر في «ميتا»، قد لا تحصل على مستوى العمل الذي تقوم به في شركات مثل «ديب مايند» (DeepMind) أو «أوبن إيه آي» أو «أنثروبيك» (Anthropic)».

ويزداد الطلب على مواهب الذكاء الاصطناعي في قطاعات أخرى مثل الخدمات المالية والتأمين والترفيه، إلا أن الشركات الأقل شهرة غالباً ما تواجه صعوبة في استقطاب هذه الكفاءات، وأوضح لانغوورثي: «قد يكون من الصعب للغاية بناء فريق الذكاء الاصطناعي والهندسة والمنتجات الخاص بك إذا كنت شركة غير معروفة».

وللتغلب على تكاليف التوظيف المرتفعة، بدأت بعض الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بتوسيع عمليات التوظيف لتشمل أوروبا، وقال توماس وولف، المؤسس المشارك والرئيس العلمي لشركة «هغينغ فيس» (Hugging Face): «إذا وظفت مهندس برمجيات واحد في منطقة خليج سان فرانسيسكو، يمكنك توظيف ثلاثة إلى أربعة من المستوى نفسه في أوروبا».

وفي شركة «ألِف ألفا» (Aleph Alpha) الألمانية الناشئة، التي زادت عدد موظفيها ستة أضعاف خلال عام، قال الرئيس التنفيذي والمؤسس يوناس أندروليس إن المتقدمين للوظائف باتوا يولون أهمية متزايدة لحرية البحث، وإمكانية النشر، وتأثير العمل على المجتمع.

وأضاف: «مواضيع مثل الاستدامة، والمواءمة الأخلاقية، وحل المشكلات الواقعية أصبحت تطرح كثيراً»، مشيراً إلى أن نمو الشركة «دليل على شيء لا يمكن شراؤه بالمال وحده: الإيمان بالرسالة».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC