logo
تكنولوجيا

عدد الروبوتات سيفوق البشر قريباً في «أمازون».. ما القصة؟

تجاوز عدد الروبوتات في منشآت «أمازون» حول العالم مليون روبوت

عدد الروبوتات سيفوق البشر قريباً في «أمازون».. ما القصة؟
الروبوت «بروتيوس» ينقل الطرود داخل مستودع أمازون في تينيسي، 9 أكتوبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:1 يوليو 2025, 01:46 م

توشك شركة «أمازون» (Amazon) على بلوغ محطة فارقة في مسيرتها نحو الأتمتة، إذ اقترب عدد الروبوتات العاملة في مستودعاتها من عدد الموظفين البشر، ووفقاً لبيانات الشركة، تجاوز عدد الروبوتات المنتشرة في منشآتها حول العالم حاجز المليون، مسجلاً أعلى مستوى على الإطلاق، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».

أخبار ذات صلة

لماذا اختفت أجهزة «نينتندو» من متاجر «أمازون» الأميركية؟

لماذا اختفت أجهزة «نينتندو» من متاجر «أمازون» الأميركية؟

على مدار العقد الماضي، عززت عملاقة التجارة الإلكترونية اعتمادها المتزايد على الأنظمة الروبوتية، ما أدى إلى إعادة تشكيل بنيتها التحتية اللوجستية، وتشير «أمازون» إلى أن نحو 75% من عمليات التوصيل العالمية تتم بمساعدة أنظمة آلية متنوعة، تشمل وحدات متنقلة وأذرع روبوتية وأدوات تغليف متقدمة، باتت متكاملة بشكل متزايد ضمن منظومة تنفيذ الطلبات، حسبما ذكرت الصحيفة.

تعكس هذه الخطوة تطوراً مستمراً في قدرات «أمازون» على دمج التكنولوجيا المتقدمة في عملياتها اللوجستية، ومن بين الروبوتات الجديدة التي طورتها الشركة «فولكان» (Vulcan)، المزود بحساسات لمسية تتيح له التقاط العناصر من الرفوف بدقة أكبر، وتسعى «أمازون» حالياً إلى تحسين التنسيق بين الروبوتات والموظفين لتعزيز كفاءة العمليات.

وأوضح روبن سكرِفِن، مدير الأبحاث في شركة «إنتراكت أناليسيس» (Interact Analysis) الاستشارية في مجال الروبوتات أن الشركة تقترب من مرحلة الدمج الشامل لأنظمتها الروبوتية.

وقد ساعدت الأتمتة «أمازون» في مواجهة تحديات تشغيلية بارزة، مثل معدلات استبدال العمالة المرتفعة في مراكز التوزيع، كما أدت إلى مكاسب إنتاجية كبيرة؛ إذ أظهر تحليل للصحيفة نفسها أن متوسط عدد الموظفين في منشآت «أمازون» انخفض إلى نحو 670 موظفاً في عام 2023، وهو أدنى مستوى خلال 16 عاماً، بينما ارتفع عدد الطرود التي تُشحن لكل موظف سنوياً من نحو 175 طرداً في 2015 إلى قرابة 3870 طرداً حالياً.

كما غيرت التكنولوجيا طبيعة بعض الوظائف؛ إذ جرى استبدال المهام الروتينية مثل الرفع والفرز والسحب بوظائف أكثر مهارة، تركز على تشغيل وصيانة الآلات، على سبيل المثال، تحول عدد من العاملين في المستودعات من أداء المهام اليدوية إلى مراقبة أنظمة الروبوتات من مراكز تشغيل متخصصة، مع حصولهم على رواتب تفوق ما كانوا يتقاضونه في بدايات عملهم بأكثر من مرتين.

ومع ذلك، فإن الروبوتات تقلل الحاجة إلى بعض الوظائف، فبينما تبقى «أمازون» ثاني أكبر جهة توظيف خاصة في الولايات المتحدة، حيث يعمل لديها نحو 1.56 مليون شخص، فإن الشركة تسجل تباطؤاً في نمو عدد الموظفين، مع خطط مستقبلية لخفض حجم القوى العاملة.

وصرّح الرئيس التنفيذي، آندي جاسي، بأن الذكاء الاصطناعي يُستخدم حالياً لتحسين توزيع المخزون وتوقعات الطلب وكفاءة الروبوتات.

أخبار ذات صلة

أمازون تلحق بمايكروسوفت وتسرّح الآلاف وسط طفرة في الذكاء الاصطناعي

أمازون تلحق بمايكروسوفت وتسرّح الآلاف وسط طفرة في الذكاء الاصطناعي

ويعود اعتماد «أمازون» على الروبوتات إلى عام 2012، عندما استحوذت على شركة «كيفا سيستمز» (Kiva Systems) مقابل 775 مليون دولار، وكانت الروبوتات تُستخدم في البداية لنقل البضائع غير المعبأة، ثم تطورت مهامها لتشمل التغليف والفرز ونقل العناصر الثقيلة.

وفي مركز التوزيع الجديد الذي أنشأته «أمازون» في مدينة شريفبورت بولاية لويزيانا، والبالغة مساحته ثلاثة ملايين قدم مربعة، يظهر مدى التوسع في الأتمتة، فهناك أكثر من 70 ذراعاً روبوتية تتولى مهام الفرز والتكديس وتجميع الطرود، كما تتحرك روبوتات أخرى بسرعة لنقل المنتجات داخل المركز، ما أدى إلى تسريع حركة المنتجات بنسبة 25% مقارنة بالمراكز التقليدية.

وتعتمد بعض الأنظمة الروبوتية على تقنيات الرؤية الحاسوبية وأذرع صغيرة لالتقاط العناصر الصعبة تحت إشراف العاملين، أما أنظمة أخرى، فتتولى نقل الطرود إلى الموظفين أو تحميلها على الشاحنات.

وأفادت «أمازون» بأنها درّبت أكثر من 700 ألف موظف حول العالم لشغل وظائف ذات أجر أعلى تشمل العمل مع الروبوتات، كما برزت وظائف جديدة مثل «فني روبوتات»، إلى جانب إطلاق برامج تدريب مهني في مجالات الميكاترونكس والأنظمة المتقدمة للتشغيل الآلي.

ويقود يش دتاتريا، كبير العلماء في «أمازون روبوتيكس» (Amazon Robotics)، فريقاً جديداً في مختبر الابتكار التابع للشركة في منطقة خليج سان فرانسيسكو، بهدف دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في الروبوتات، ويهدف الفريق إلى تطوير روبوتات يمكنها الاستجابة للأوامر الصوتية، مثل تفريغ الشاحنات.

كما تختبر الشركة روبوتات شبيهة بالبشر بالتعاون مع شركة «أجيليتي روبوتيكس» (Agility Robotics)، وتضم هذه الآلات أطرافاً ورؤوساً وتُستخدم حالياً في تجارب مثل نقل حاويات النفايات، لكنها لا تزال في مرحلة البحث والتطوير.

ورغم التوسع السريع في الأتمتة، أكد تاي برادي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في قسم الروبوتات بـ«أمازون»، أن الشركة لا تزال بحاجة إلى العنصر البشري، وقال: «الروبوتات الجديدة مصممة لتسهيل العمل، وليس لاستبدال البشر».

وبينما يبدي بعض المدافعين عن حقوق العمال مخاوفهم، أشار شهريار كاوسجي، المدير التنفيذي لـ«مركز موارد عمال المستودعات» في الولايات المتحدة، إلى أن التغيرات لم تطرأ بعد بشكل ملحوظ في منشآت «أمازون» الصغيرة، لكن هدف الشركة على المدى الطويل يبدو تقليص أعداد الموظفين في مراكز التوزيع الكبيرة عالية الكثافة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC