كيف سيؤثر ثريدز على نمو إيرادات ميتا؟

في الوقت الذي حققت فيه شركة ميتا بلاتفورم نجاحاً مبكراً من خلال إطلاقها تطبيق التواصل الاجتماعي ثريد الشبيه بتطبيق تويتر، إلا أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستترجم الشركة الشعبية التي اكتسبها التطبيق خلال فترة زمنية وجيزة إلى أرباح.

وأحد الأمور التي تتم مراقبتها في التطبيق هي تدفق الإعلانات، وكيف ستؤثر في نمو إيرادات ميتا، وفي نفس الوقت كيف سيؤثر ذلك على شعبية تويتر.

وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، الاثنين، في منشور على موقع ثريدز، أن عدد المستخدمين على التطبيق وصل إلى أكثر من 100 مليون اشتراك خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو نمو مذهل خلال فترة قياسية.

وفي الوقت نفسه، قال رئيس منصة إنستغرام آدم موسيري، إن شركة ميتا اعتمدت خططاً فورية لتحقيق الدخل من التطبيق.

وعلى الرغم من أن عدد المستخدمين القياسي يعد أمراً مذهلا في تلك الفترة القصيرة، إلا أنه لن يكون كافياً لجذب أموال المعلنين، حيث يهتم المعلنون بالوقت الذي يمضيه المستخدمون على الموقع، ولا يزال من المبكر جداً معرفة ذلك.

وقال زوكربيرغ إنه يعتقد وصول عدد المستخدمين في النهاية إلى مليار مستخدم، وفي حال اقترب ذلك الرقم فقد يعني ذلك زيادة أرباح إعلانات شركة ميتا وإيراداتها.

وكتب زوكربيرغ خلال عطلة نهاية الأسبوع: "لم يقم أحد بهذا العمل على نطاق كامل إمكاناته من قبل هذا ما أتمنى أن نحققه بشكل صحيح".

وفي حال وصول عدد المستخدمين على ثريد إلى مليار مستخدم، سيكون ذلك حوالي أربعة أضعاف عدد المستخدمين على منصة تويتر الذي أبلغ عنه رئيسها التنفيذي إيلون ماسك قبل فترة وجيزة.

وقال ماسك إن تويتر سيحقق حوالي 3 مليارات دولار من العائدات هذا العام انخفاضاً من 5.1 مليار دولار في عام 2021.

ويتساءل العديد من المحللين والمستثمرين، عن حجم سوق الإعلانات المحتمل لمنصة ثريد، وقدر المحلل في Evercore ISI، مارك ماهاني، في مذكرة بحثية، أن تصل المنصة إلى 200 مليون مستخدم نشط يومياً خلال العامين المقبلين، كما يرى إمكانية تحقيق إيرادات سنوية بقيمة 8 مليارات دولار، مما يعني زيادة بنسبة 5% عن توقعاته الحالية لإيرادات عام 2025، إلى جانب زيادة محتملة بنسبة 6% إلى 7% في أرباح السهم.

ويصف ماهاني تطبيق ثريد بأنه إصدار أبسط وأكثر ودية وأصالة من تويتر، ولكنه يشير إلى عدم وجود العديد من المميزات المفيدة فيه.

وحتى الآن لم يتم إطلاق تطبيق ثريدز في أوروبا، حيث تحتاج شركة ميتا إلى توضيح كيف يمكنها تلبية لوائح الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.

ومن ناحيته، يلاحظ ماهاني أن هناك أمراً واحداً يجب مراقبته، وهو ما إذا ازداد التفاعل على منصة ثريد، دون تراجعها على منصتي فيسبوك وإنستغرام على تطبيقاتها الحالية، على سبيل المثال لم تستثمر الشركة ميزة الفيديو القصير"ريلز"على غرار تيك توك للشركة بشكل فعال مثل أجزاء أخرى من فيسبوك وإنستغرام، وتعمل الشركة على تحسين ذلك.

وتعتبر الإعلانات التي تستحوذ على حصة السوق من تويتر أمراً جيداً، ولكن تحويل المستخدمين لوقتهم إلى سلاسل رسائل خالية من الإعلانات من إنستغرام يعد أقل فائدة لميتا ومساهميها.

وتناول المحلل في RBC Capital براد إريكسون القضية في مذكرة بحثية، يوم الاثنين، وكتب، أن 100 مليون مستخدم لثريدز في أقل من أسبوع لا يعني الاستخدام الكامل، إلا أنه بالتأكيد أمر رائع.

وأوضح أنه سيراقب وجود أي علامات تشير إلى تفكيك عائلة تطبيقات ميتا، نظراً لمدى قوة ظهور إنستغرام الذي لديه قاعدة معلنين قوية.

وقفز سهم ميتا، يوم الاثنين، بنسبة 1.2% إلى 249.10 دولار.