وعصفت الدعوى القضائية التي حركتها هيئة البورصات الأميركية، ضد عملة ومنصة بينانس ورئيسها التنفيذي بسوق العملات المشفرة، لتنضم إلى قائمة أزمات سوق التشفير.
وفي غضون ذلك هبطت القيمة السوقية للعملات المشفرة، بأكثر من 75 مليار دولار، بعد الخسائر الضخمة التي سجلتها عقب الإعلان عن الدعوى.
ونزلت رسملة سوق التشفير من مستويات قرب الـ 1.155 تريليون دولار خلال تعاملات يوم 5 يونيو إلى مستويات قرب الـ 1.08 تريليون دولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء.
واستحوذت الخسائر الناجمة عن دعوى هيئة البورصات الأميركية ضد بينانس، على ما يقرب من 40 مليار دولار، والتي فقدتها السوق في ثوانٍ معدودة، وهو ما يعرف بالفلاش كراش أو الهبوط العنيف المفاجئ.
تنخفض بيتكوين الآن بنسبة 3% عند مستويات دون الـ 26 ألف دولار، بينما تتراجع بنسبة 7% خلال أسبوع بقيمة سوقية في حدود 500 مليار دولار.
وتتراجع إيثريوم 2% عند مستويات 1.83 ألف دولار بقيمة سوقية سوقية في حدود 220 مليار دولار، بينما تنخفض بنسبة 4% خلال أسبوع.
وفي غضون ذلك تراجعت بينانس كوين بأكثر من 9% عند مستويات دون الـ 280 دولارا لترتفع خسائرها منذ الأزمة لأكثر من 10%.
لم تسلم عملة بينانس المشفرة أو منصتها، التي تصنف كونها أكبر بورصة للعملات المشفرة من حيث حجم التداول من تصعيد هيئة البورصات الأميركية.
ورفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات SEC، دعوى قضائية ضد بورصة العملات المشفرة العالمية بينانس، ومؤسسها تشانغ بينغ تشاو، وفرعها في الولايات المتحدة الأميركية.
وتزعم الدعوى أن بينانس قامت بتجاهل صارخ لقوانين الأوراق المالية الفيدرالية، جنبًا إلى جنب وخلط أموال العملاء، وتعريض أصول المستخدمين للخطر.
اقرأ أيضًا..
أزمة في أوروبا.. بيانات دون التوقعات تُربك الحسابات
وفي غضون ذلك وفي أحدث قضية ضد بينانس، أضافت هيئة الأوراق المالية والبورصات 61 عملة مشفَّرة إلى فئة تصنيف الأوراق المالية.
ومن بين أبرز العملات التي شملتها القائمة، عملات بينانس وسولانا، وبينانس المستقرة يو إس دي، وبوليجون ماتيك وكاردانو، وساندبوكس وديسترلاند، وكوتي وعملة أكسس إنفينتي وأتوم.
وتنضم هذه القائمة من العملات إلى عملة الريبل، التي تشهد هى الأخرى قضية مريرة مع هيئة البورصات، والتي بدأت في ديسمبر 2020 للسبب ذاته، وهو تصنيفها كونها ورقة مالية وليست عملة.
وفي فبراير 2023، أضافت هيئة البورصات الأميركية 16 عملة مشفرة، بأنها أوراق مالية واتهمت تلك بالاحتيال حينذاك.
وتعني الدعاوى القضائية لهيئة الأوراق المالية والبورصات، أنها قد تعصف بـ 200 مليار دولار من سوق العملات المشفرة.
وفي وقت سابق قال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات غاري غينسلر: "أي عملة أخرى غير بيتكوين نعتبرها من الأوراق المالية".
ردت بينانس وBinance.US بشكل منفصل على الدعوى، حيث كتبت Binance.US في تغريدة: "ادعاءات هيئة الأوراق المالية والبورصات، تمثل أحدث مثال على سوء التنظيم".
وأضافت بينانس : "الدعوى لا أساس لها من الصحة ونعتزم الدفاع عن أنفسنا بقوة".
وفي منشورِ مدوَّنة على Binance.com، كتبت الشركة:
وقالت الشركة تعاونَّا بنشاطٍ منذ البداية مع تحقيقات هيئة الأوراق المالية والبورصات، وعملنا بجد للإجابة عن أسئلتهم ومعالجة مخاوفهم.
اقرأ أيضًا..
الأسواق تهتز.. إصرار المركزي الأوروبي يعصف بالأسهم
وأضافت بينانس: "بينما نأخذ مزاعم هيئة الأوراق المالية والبورصات على محمل الجد، لا ينبغي أن تخضع لإجراءات إنفاذ هيئة الأوراق المالية والبورصات، فضلاً عن اتخاذ إجراءات طارئة".
وتابعت الشركة: "أي ادعاءات بأنَّ أصول المستخدمين على منصة Binance.US كانت في خطر في أيَّ وقت مضى تعدُّ ببساطة خاطئة".
وأضافت بينانس : "إجراءات هيئة الأوراق المالية والبورصات، تبدو أنَّها تخدم محاولة التسرُّع في المطالبة بأرضية قضائية من الجهات التنظيمية الأخرى، ولا يبدو أنَّ المستثمرين يمثِّلون أولويةَ هيئة الأوراق المالية".
ورفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) دعوى قضائية ضد بينانس والرئيس التنفيذي Changpeng Zhao CZ في المحكمة المحلية لمقاطعة كولومبيا في 5 يونيو.
اقرأ أيضًا..
مشهد غير عادي.. الخوف يُجبر الذهب والدولار على الاتفاق
وجهت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية 13 تهمة ضد بينانس، ومن ضمنها العروضُ والمبيعاتُ غير المسجَّلة لعملة بي إن بي.
وكتبت الهيئة في نصُّ الدعوة: "المدَّعى عليهما BAM Trading وBAM Management احتالا على مستثمري الأسهم والتجزئة والمستثمرين المؤسسين حول المراقبة المزعومة والضوابط على التداول المتلاعب على منصة Binance.US، بالرغم من أنَّ هذه المراقبة والضوابط كانت شبه غائبة في الواقع".
من بين الادعاءات وراء التهم أيضا ادعاءات بإخفاق بينانس في تقييد المستثمرين الأمريكيين من استخدام Binance.com ومشاركة Binance.US في "التداول الصوري" (Wash Trading) عبر "شركتها التجارية الأساسية المعنية بصناعة السوق، Sigma China التي لم يُكشَف عنها" ويملكها تشاو.
اقرأ أيضًا..