logo
عملات رقمية

«بيتكوين» تعمّق الفجوة مع «إيثريوم» رغم التقدّم التقني للأخير

«بيتكوين» تعمّق الفجوة مع «إيثريوم» رغم التقدّم التقني للأخير
تمثيلات للعملة الرقمية «بيتكوين» موضوعة على أوراق نقدية من الدولار الأميركي في هذا الرسم التوضيحي الذي تم التقاطه في 26 مايو 2020.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:14 مايو 2025, 12:54 م

شهد عام 2024 تتويج «بيتكوين» كأصل مهيمن على سوق العملات المشفّرة، إذ تضاعفت قيمته خلال 12 شهراً، بينما حقق «إيثريوم» مكاسب أكثر تواضعاً رغم تطوراته التقنية الكبيرة. ومع بداية 2025، وفي ظلّ أوضاع اقتصادية عالمية غير مستقرة، ازدادت الفجوة بين الأصلين، ما أثار تساؤلات حول استخدام كل منهما ومكانتهما في نظر المستثمرين.

أداء متباين: «بيتكوين» يتفوّق على «إيثريوم»

خلال 2024، ارتفع سعر «بيتكوين» من 44 ألف دولار إلى نحو 95 ألف دولار (+120%)، بينما ارتفع «إيثريوم» من 2,350 إلى 3,350 دولاراً فقط (+55%). وقد انعكس هذا التفاوت على نسبة ETH/BTC التي تراجعت من 0.05 إلى 0.035، ما يعني أن أداء ETH كان ضعيفاً مقارنة باندفاعة «بيتكوين».

ومع بداية 2025، وتحديداً إثر إعلان دونالد ترامب عن إعادة فرض رسوم جمركية ضخمة، تراجعت الأسواق المالية، ما أثّر بشدّة على الأصول عالية المخاطر، من ضمنها العملات المشفّرة. إلا أن «بيتكوين» برز كملاذ آمن داخل هذا السوق، حيث تراجع بنسبة -11.8% في الربع الأول من 2025، مقابل هبوط حاد بـ -45% لـ«إيثريوم»، ليمحو بذلك مكاسب عام 2024.

ورغم تعافٍ جزئي لـ«إيثريوم» مؤخراً من 1,800 إلى 2,500 دولار، إلا أنه لا يزال دون قمته التاريخية لعام 2021 بنسبة 47%.

دور حاسم لصناديق المؤشرات 

في يناير 2024، حصلت صناديق ETF الفورية لعملة «بيتكوين» على موافقة هيئة الأوراق المالية الأميركية (SEC)، ما أتاح للمؤسسات الاستثمارية الكبرى مثل «بلاك روك» و«فيديليتي» ضخ مليارات الدولارات في السوق، وأدى إلى طفرة في أسعار «بيتكوين».

في المقابل، تأخر إطلاق صناديق ETF الخاصة بـ«إيثريوم» حتى صيف 2024، وجاءت بقيود عديدة أبرزها منع عمليات «الستايكينغ» أي التخزين مقابل فوائد، ما قلل من جاذبيتها. وبلغ إجمالي الأصول المدارة من قبل هذه الصناديق نحو 6 مليارات دولار فقط، مقارنة بعشرات المليارات التي تدفقت إلى صناديق «بيتكوين».

كما أن الوضع القانوني الغامض لـ«إيثريوم» في الولايات المتحدة – بين اعتباره سلعة أو ورقة مالية – يزيد من حذر المستثمرين.

إشارات سلبية من السوق

تشير البيانات إلى سحب أكثر من 400 ألف ETH من المحافظ المؤسسية بين فبراير ومايو 2025. كما تراجع عدد العملات المجمّدة في شبكات «الستايكينغ» من 35 إلى 34.4 مليون، ما يعكس توجهاً لدى بعض المستثمرين لتقليص انكشافهم على «إيثريوم».

أما على مستوى الاستخدامات الفعلية، فقد تراجعت القيمة الإجمالية المغلقة (TVL) في شبكة «إيثريوم» بنسبة 35% في الربع الأول من 2025، وانخفضت حصتها في سوق التمويل اللامركزي من 63% إلى 53%، لصالح شبكات منافسة مثل «سولانا» و«أربتروم». أما قطاع الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، فلا يزال راكداً منذ 2022.

«بيتكوين»... الثبات هو السلاح

في حين يتطوّر «إيثريوم» تقنياً بوتيرة متسارعة، يراهن «بيتكوين» على الاستقرار. فمنذ تحديث Taproot في 2021، لم يشهد تغييرات كبرى، ما يجعله أكثر جذباً للمستثمرين الباحثين عن أصل موثوق، بسيط، ومفهوم.

ورغم تعقيد وضع «إيثريوم»، فإن خارطة طريقه ما زالت تحمل وعوداً طويلة الأجل. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل ستنجح الشبكة في ترجمة هذا التقدّم التقني إلى زخم استثماري حقيقي؟ هذا ما سنكتشفه في التحديثات القادمة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC