logo
اقتصاد

شبح الإضراب يهدد موانئ الولايات المتحدة

شبح الإضراب يهدد موانئ الولايات المتحدة
سفينة حاويات راسية في ميناء أوكلاند، كاليفورنيا في 24 يونيو 2024.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:31 أغسطس 2024, 04:48 م

يتصاعد التهديد بإضراب محتمل من قبل عمال الموانئ الرئيسة بالولايات المتحدة، حيث تدخل الجهود المبذولة لتفادي هذا الإضراب مرحلة حرجة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو النقابات، التي تمثل 45,000 عامل في الموانئ الممتدة من ولاية ماين إلى تكساس، في نيوجيرسي لمدة يومين بدءاً من يوم الأربعاء، لمناقشة المطالب المتعلقة بالأجور والاستعداد للإضراب في الأول من أكتوبر.

حذر هارولد داجيت، رئيس نقابة عمال الشحن والتفريغ (ILA) التي تمثل عمال الأرصفة في موانئ الساحل الشرقي والخليج الأميركي، من أن المفاوضات حول الأجور مع أصحاب العمل قد وصلت إلى طريق مسدود. وأكد داجيت أن أعضاء النقابة سيضطرون إلى الإضراب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد قبل انتهاء العقد الحالي في 30 سبتمبر.

ووفقاً للتقرير، فإن المناقشات غير الرسمية بين نقابة عمال الموانئ الدولية وتحالف الشحن البحري الأميركي، الذي يمثل شركات الشحن وأصحاب الموانئ، قد استمرت لعدة أشهر. ومع ذلك، لم تبدأ بعد المحادثات الرسمية التي من المتوقع أن تتناول قضايا معقدة مثل استخدام الآلات المؤتمتة في الأرصفة.

تسعى النقابة للحصول على زيادة قدرها 77% في الأجور على مدى ست سنوات، وهو مطلب يتجاوز بكثير الزيادة البالغة 32% التي حصلت عليها نقابة عمال الأرصفة الدولية والمستودعات في موانئ الساحل الغربي العام الماضي. في المقابل، قدم أصحاب العمل عرضاً بزيادة تقدر بنصف ما تطالب به النقابة، التي تصر على زيادة أعلى.

وفي هذا السياق، أشار فينسنت كليرك، رئيس شركة الشحن الدنماركية "إيه بي مولر-ميرسك"، إلى أن إضراباً على الساحل الشرقي سيؤدي إلى اختناق واكتظاظ كبير في مسار الإمدادات، كما ذكر في مؤتمر النتائج المالية الشهر الماضي. ومع ذلك، لا يعتقد كليرك أن الإضراب هو أمر محتمل في الوقت الراهن.

في سياق متصل، أبدى المسؤولون في صناعة الشحن ومجموعات الأعمال التي تمثل كبار المستوردين قلقهم من تفاقم الوضع. فقد صرح رالف هابن يانسن، الرئيس التنفيذي لشركة الشحن الألمانية "هاباج-لويد"، في مؤتمر نتائج مالية حديث، أن "خطر الإضراب ازداد بالفعل".

وأشار التقرير إلى أن إضراب عمال النقابة قد يؤثر بشكل كبير على الموانئ الرئيسة في الولايات المتحدة مثل نيوجيرسي، وفيرجينيا، وسافانا في جورجيا، وهيوستن، وذلك في وقت ذروة الموسم التجاري، حيث يستعد تجار التجزئة لاستيراد بضائع موسم الأعياد.

يمكن أن يشكل الإضراب المحتمل تحدياً كبيراً لإدارة بايدن، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية بعد أسابيع قليلة. فقد طالبت مجموعات مثل جمعية قادة صناعة التجزئة، التي تمثل مستوردين كبار مثل "تارغت"، و"هوم ديبوت"، و"بيست باي"، إدارة بايدن بالتدخل للتوسط في التوصل إلى اتفاق.

وأشار التقرير إلى أن وزيرة العمل الأميركية بالإنابة، جولي سو، قد تدخلت العام الماضي، وساعدت على إبرام اتفاق بين عمال أرصفة الساحل الغربي وأصحاب العمل. ومع ذلك، أعرب هارولد داجيت، رئيس نقابة عمال الشحن والتفريغ (ILA)، عن رغبته في أن تمتنع الإدارة عن التدخل في مفاوضات النقابة.

دفعت مخاوف الإضراب المستوردين هذا العام إلى تسريع طلبات البضائع قبل موسم التسوق في الخريف، مما أدى إلى زيادة تدفق البضائع مبكراً عن المعتاد ورفع أسعار الشحن. ووفقاً للتقرير، نقل عن ناثان سترانغ، مدير الشحن البحري في شركة "فليكسبورت"، قوله: "التهديد بإغلاق الساحل الشرقي يظهر في كل اجتماع مع العملاء".

كما أضاف التقرير أن شبكات الشحن البحري تواجه ضغطاً إضافياً بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر. فقد تسببت تحويلات سفن الحاويات بعيداً عن قناة السويس، والتي تفتح على البحر الأحمر، في زيادة مدة الإبحار من آسيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا بما يصل إلى 10 أيام أو أكثر، مما يضيف ضغطاً إضافياً على قدرة الشحن، ويجبر السفن على اتباع طرق أطول حول القرن الإفريقي.

أفاد تقرير من منصة "زينيتا" المتخصصة في بيانات النقل بأن نحو 1.4 مليون حاوية، بقياس عشرين قدماً، تم شحنها من آسيا إلى أميركا الشمالية في يونيو، وهو رقم قياسي لهذا الشهر. كما أشار التقرير إلى أن متوسط سعر شحن حاوية بطول 40 قدماً من آسيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بلغ 9,518 دولارًا في نهاية أغسطس، وهو أكثر من ضعف التكلفة مقارنةً بأبريل.

تأتي هذه التوترات في الموانئ في وقت تشهد فيه الموانئ من ألمانيا إلى أستراليا تباطؤاً وتوقفاً في العمليات؛ بسبب نزاعات حول الأجور وظروف العمل. واستعرض التقرير كيف عطّل عمال أرصفة الساحل الغربي الأميركي العام الماضي تدفق البضائع بشكل متقطع من ولاية واشنطن إلى كاليفورنيا خلال مفاوضات شاقة.

يتمتع عمال الموانئ النقابيون في الولايات المتحدة ببعض من أفضل الوظائف ذات الأجور العالية في البلاد، حيث يتراوح الأجر الأساسي بالساعة في بداية عام 2022 بين 38 دولاراً و46 دولاراً. وبفضل قواعد العمل وفرص العمل الإضافي، يمكن لمشغلي الرافعات على الساحلين تحقيق رواتب سنوية تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.

وفي السياق ذاته، حذرت شركة الاستشارات البحرية "سي إنتليجنس" التي تتخذ من الدنمارك مقراً لها، من أن الموانئ ستحتاج وقتاً طويلاً لتخفيف تكدس البضائع حتى بعد إضراب قصير. ووفقاً للتقرير، فإن إضراباً لمدة يوم واحد سيستغرق حوالي خمسة أيام لتفريغ البضائع، بينما قد يحتاج تفريغ تكدس البضائع الناتج عن إضراب لمدة أسبوع حتى منتصف نوفمبر تقريباً.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC