وول ستريت
وول ستريتغالاكسي ليدر، رويترز

أسهم الشحن البحري.. هدوء مرتقب بعد عاصفة البحر الأحمر

عاصفة جديدة تهز سلاسل توريد السلع العالمية، ومن المرجح أن يكون التأثير قصير الأجل، لكن شركات الشحن لا تزال تقطف الأرباح.

في عام 2023، بدا أن الاضطرابات التجارية الناجمة عن وباء كورونا والحرب في أوكرانيا على وشك الهدوء أخيراً، لكن جاءت حرب غزة، وتلاها سلسلة من الهجمات التي شنها المسلحون الحوثيون على السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى عرقلة حركة المرور حول قناة السويس.

وبالنسبة لأسعار الشحن – وأسهم شركات الشحن – كان التأثير كبيراً، حيث ارتفعت أسهم شركة "ايه بي مولر ميرسك" (A.P. Moller-Maersk)، إحدى أكبر شركات شحن الحاويات العالمية، وكذلك أسهم شركة الشحن الألمانية "هاباج لويد" (Hapag-Lloyd)، بنسبة 19% و34% على التوالي في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وليس خفياً على أحد أن السبب وراء هذا الارتفاع هو أن الأسعار الفورية للشحن ارتفعت بشكل كبير، حيث ارتفع مؤشر "ديروري" العالمي لأسعار نقل الحاويات الذي أعدته شركة Drewry Shipping Consultants ومقرها لندن بنسبة تزيد عن 60% في الأسبوعين الماضيين.

ويعد هذا تحولاً كبيراً في صناعة كانت تستعد لتراجع في التجارة العالمية وانخفاض في أسعار الفائدة هذا العام، حيث خسر مؤشر "ديروري" 22% منذ بداية عام 2023، وحتى قبل أسبوعين.

لكن ردود الفعل على أسعار الأسهم ربما تكون مبالغ فيها - ويرجع ذلك أساساً إلى قدرة الشحن الجديدة الكبيرة التي على وشك أن تكون قد وصلت إلى ذروتها. وهذا يعني أن أزمة الممر، رغم كونها حقيقية، من المرجح أن تهدأ.

ومن المقرر أن تدخل شحنات حاويات جديدة على الخط تعادل نحو 11% من الأسطول الحالي هذا العام، بحسب تقديرات DNB Markets، التي ترى أن شركات الشحن ستضيف سعة إضافية تعادل 7% من الأسطول الحالي في عام 2025. وتشكل شركات الوساطة البحرية حوالي 70% فقط في عام 2023 قبل الاضطرابات - وهو أقل بكثير من المستويات في السنوات الأخيرة التي كانت باستمرار أكثر من 80%.

ويتوقع كريستيان رويلوفس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة تأجير الحاوياتContainer xChange، أن تؤدي إعادة توجيه سفن الحاويات حول إفريقيا إلى ربط حوالي 5% إلى 20% من السعة العالمية، مما يبقي أسعار الشحن مرتفعة في هذا الربع، ومع ذلك، فهو يرى أن الوضع "خطير ولكنه ليس مزمن".

ومن الممكن أن تستمر الأسعار في الارتفاع في الأسابيع المقبلة، خاصة إذا استمرت العوائق وتدهور الوضع الأمني بشكل أكبر.

وتعتبر قناة السويس شرياناً حيوياً في التجارة العالمية ويمر عبرها نحو ربع تجارة الحاويات سنوياً، وهذا من شأنه أن يمنح شركات الشحن زيادة حقيقية في الأرباح، على الأقل لفترة من الوقت.

لكن من المرجح أن تكون هذه الطفرة عابرة ما لم تتسع الاضطرابات الحالية إلى شيء أسوأ بكثير - أو تتحسن التجارة العالمية بشكل غير متوقع في منتصف عام 2024.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com