ووفقا لـ"سي إن إن"، فإن الشركة الدنماركية أعلنت، الخميس، عن ارتفاع أرباحها بنسبة 29% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، لتصل إلى 8.4 مليار دولار.
وجاءت هذه الأرباح القياسية في ظل تزايد الطلب على عقار سيماجلوتيد لإنقاص الوزن الذي تصنعه الشركة، ويُباع أيضًا تحت أسماء أوزيمبك، ويجوفي، وريبيلسوس.
كما أعلنت شركة "إيلي ليلي" الأميركية، التي تصنع عقار مونجارو لمرض السكري، عن زيادة في إيراداتها بنسبة 37% لتصل إلى 9.5 مليار دولار في الربع الثالث، وفقا لـ "سي إن إن".
وقال أكاش باتيل، محلل الأدوية في شركة "جلوبال داتا" البريطانية في تصريحات صحفية: "من المرجح أن يكون العلاج بديلاً شائعًا لجراحات السمنة، حيث ثبت أن مونجارو يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل جيد".
وعلى الرغم من أن كلا من أوزيمبك ومونجارو أدوية تؤخذ عن طريق الحقن ومخصصة للبالغين المصابين بداء السكري، إلا أنه في كثير من الأحيان يتم وصفهما لفقدان الوزن.
وذكرت وكالة رويترز، أن عقار "مونجارو" تجاوزت مبيعاته المليار دولار لأول مرة، معظمها من أمريكا. شركة نوفو نورديسك أوضحت أن مبيعاتها لأدوية السمنة نمت بنسبة 174% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، مدفوعة بشكل أساسي بالطلب الأميركي.
وتحظى أدوية إنقاص الوزن (مكافحة السمنة)، التي تعمل على تقليل شهية المرضى، بشعبية خاصة في الولايات المتحدة، إذ تم وصف عقار سيماجلوتيد لحوالي 1.7% من سكان أميركا في عام 2023، بزيادة 40 ضعفًا في السنوات الخمس الماضية.
ووفقا لموقع مركز بيترسون للرعاية الصحية ومراقبة مدى جودة أداء نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، يبلغ سعر عقار سيماجلوتيد لمدة شهر واحد 936 دولارا.
وإثر هذا الطلب المتزايد على أدوية إنقاص الوزن، بات جليا أن الشركات المصنعة لهذه الأدوية، تعيش عصر الازدهار، إذ ارتفعت أسهم نوفو بنسبة 47% منذ بداية العام، في حين شهدت أسهم "ليلي" زيادة بنسبة 59%. كما أصبح الطلب على أدويتهما التي تساعد على إنقاص الوزن يفوق العرض.
وحول حجم السوق الذي تستهدفه تلك الأدوية، قدر الاتحاد العالمي للسمنة أن عدد سكان العالم الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن سوف يرتفع من 2.6 مليار شخص في عام 2020 إلى أكثر من 4 مليارات بحلول عام 2035، وفقا لموقع "ستاتيستا" الإحصائي.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 36% من الأميركيين البالغين يعانون من السمنة المفرطة.
ووفقا لموقع شركة "جلوب نيوز واير"، بلغت قيمة سوق أدوية فقدان الوزن وأنظمة إدارة الوزن عالميا نحو 224.27 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ نحو 405.4 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب تبلغ 6.84%.
في المقابل، يراقب كبار صناعة الأغذية والمشروبات انتشار أدوية إنقاص الوزن عن كثب، إذ يخشى البعض من أنها قد تقلل من إنفاق المستهلكين على الوجبات الخفيفة والمشروبات، وفقا لموقع "يورونيوز".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نستله"، مارك شنايدر، إن أدوية إنقاص الوزن لم تؤثر بعد على المبيعات، لكنه أعلن أن العلامة التجارية تعمل على "منتجات ملائمة" لأدوية إنقاص الوزن، لمواجهة أي تضرر مستقبلي.
وبلغ حجم سوق الخدمات الغذائية العالمية نحو 2.52 تريليون دولار، في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم إلى 4.43 تريليون دولار في عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.9%، وفقا لموقع "ستاتيستا".
واعتبرت سارة سيناتوري، المحللة الاقتصادية في "بنك أوف أمريكا"، أن المطاعم أيضًا من المرجح أن تتأثر بشكل طفيف بنمو الطلب على سوق أدوية إنقاص الوزن، وفقا لمجلة "بارونز" الأمريكية.
وأضافت سيناتوري: "عادة ما يكون الناس أقل اهتمامًا بالمحتوى الغذائي لطعامهم عند الذهاب إلى المطاعم، والراحة والذوق والعلاقات الاجتماعية كلها أسباب تجعل الناس يختارون تناول الطعام بالخارج، ولا نتوقع أن تتغير هذه الأسباب".
وفي حديث لـ"إرم الاقتصادية"، قالت حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية المصرية، إن "شركات الأدوية في الشرق الأوسط اكتسبت وجودا وأرباحا كبيرة عقب جائحة كوفيد 19، وتلى ذلك، اهتمام متزايد من الناس بالصحة العامة والوزن".
وأضافت: "بعد انخفاض الطلب على أدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا والأمصال، بدأت الشركات التي تبحث عن الأرباح الكبيرة تتجه إلى إنتاج عقاقير إنقاذ الوزن".
وحول تأثير ذلك على سوق صناعة الأغذية، قالت رمسيس: "لا أعتقد أن يكون لذلك تأثير قوي على هذه الشركات، لكن ربما تقل أرباحها نظرا للاتجاه العام بتخفيض نسب السمنة وبالتالي انخفاض القوة الشرائية".
رمسيس لفتت كذلك، إلى أن "هناك شركات بدأت تفكر خارج الصندوق بإنشاء مطاعم ومنتجات للأطعمة الصحية عبر مراقبة كميات السكر والبروتين والسعرات الحرارية".
وأوضحت أن "هذه الأنواع من الأطعمة تطرح في الأسواق بأسعار مرتفعة، ويتجه لها الكثير من الملتزمين بأنظمة غذائية صحية، ما يرفع من أرباح الشركات الغذائية".