الميزان التجاري يكشف عدم دقة ادعاءات الرئيس الأميركي
ضرب الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرض الحائط، معلناً حق بلاده في الدفاع عن نفسها ضد قرار فرض تعريفات جمركية تصل إلى 50% على السلع البرازيلية.
جاء إعلان الرئيس البرازيلي متحدياً تحذير ترامب من اتباع أي دولة لمبدأ الرد بالمثل على تعريفات يوم التحرير.
وكشفت رسالة الرئيس الأميركي إلى البرازيل في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، عن دوافع وأسباب مختلطة دفعت إلى تلك القفزة الكبيرة في التعريفات من 10% إلى 50% على أن تدخل حيز التنفيز مطلع أغسطس المقبل.
بخلاف كون البرازيل عضواً في مجموعة «بريكس»، التي هددها ترامب برسوم تبلغ 10% إضافية، ومعركة منصات التواصل وشركات التكنولوجيا الأميركية، تأتي التعريفات رداً على الملاحقة القضائية المستمرة للرئيس السابق للبلاد جايير بولسونارو، وهو الحليف السابق لترامب.
وكتب ترامب: «يرجى تفهم أن نسبة الـ 50% أقل كثيرا مما نحتاجه لتحقيق تكافؤ الفرص الذي يجب أن نتمتع به مع بلدكم، وهذا ضروري لتصحيح الظلم الفادح الذي ارتكبه النظام الحالي».
رد داسيلفا، بنفي صحة الادعاء بوجود عجز تجاري أميركي في علاقتها التجارية مع البرازيل، حيث تُظهر إحصاءات الحكومة الأميريكية نفسها فائضاً قدره 410 مليارات دولار في تجارة السلع والخدمات مع البرازيل على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
وأضاف: «لذلك، ستُعالج أي زيادات أحادية الجانب في الرسوم الجمركية وفقاً لقانون المعاملة بالمثل الاقتصادي البرازيلي».
أعلنت البرازيل الحرب على بعض منصات التواصل الاجتماعي، وفي نهاية يونيو الماضي توصلت المحكمة الفيدرالية العليا البرازيلية، إلى اتفاق بشأن تفاصيل حكم يُحمل شركات التواصل الاجتماعي مسؤولية ما ينشره مستخدموها.
وأمرت أعلى محكمة في البلاد شركات التكنولوجيا العملاقة مثل «غوغل»، و«ميتا»، و«تيك توك» بمراقبة المحتوى الذي يتضمن خطاب الكراهية والعنصرية والتحريض على العنف بشكل نشط، والعمل على إزالته.
شدد داسيلفا على أن البرازيل دولة ذات سيادة ومؤسسات مستقلة، ولن تقبل أي شكل من أشكال الوصاية.
وأضاف أن الإجراءات القضائية تندرج ضد المسؤولين عن التخطيط للانقلاب ضمن اختصاص السلطة القضائية البرازيلية حصرياً، ومن ثم فهي غير خاضعة لأي تدخل أو تهديد من شأنه المساس باستقلال المؤسسات الوطنية.
في سياق المنصات الرقمية، قال داسيلفا: « يرفض المجتمع البرازيلي المحتوى البغيض والعنصرية وإباحية الأطفال والاحتيال والخطابات المناهضة لحقوق الإنسان والحريات الديمقراطية».
وتابع: «في البرازيل، لا ينبغي الخلط بين حرية التعبير والعدوان أو الممارسات العنيفة، ويجب على جميع الشركات، سواء كانت محلية أو أجنبية، الامتثال للقانون البرازيلي للعمل داخل أراضينا».
تتطابق أجزاء من الرسالة الموجهة إلى لولا مع مضمون رسائل التعريفات الجمركية الـ21 التي أرسلها ترامب إلى زعماء العالم الآخرين منذ يوم الاثنين.
وتنص كل تلك الرسائل على أن معدلات التعريفات الجمركية الشاملة الجديدة منفصلة عن الرسوم القطاعية الأخرى على واردات منتجات محددة، مثل الصلب والألمنيوم والسيارات.
كما أن جميعها تقدم تحذيراً استباقياً مفاده أنه إذا قررت البلدان رفع ضرائبها على الواردات من السلع الأميركية لأي سبب، فإن الولايات المتحدة ستزيد معدل التعريفات الجمركية بالمبلغ نفسه.
أشار ترامب في جميع الرسائل إلى أن الولايات المتحدة قد تفكر بإجراء تعديل إذا تخلصت البلدان من الحواجز التجارية الجمركية وغير الجمركية.
وتراوح معدلات الرسوم الجمركية المفروضة على تلك الدول الـ21 بين 20% و40%، ومن المقرر تطبيقها جميعاً في الأول من أغسطس، وقد أصرّ ترامب على أنه لن يُمنح أي تمديد.