logo
اقتصاد

أكبر اقتصاد أوروبي في أزمة.. ركود وبطالة وتراجع للصادرات

أكبر اقتصاد أوروبي في أزمة.. ركود وبطالة وتراجع للصادرات
تاريخ النشر:4 نوفمبر 2023, 01:54 م
أثار تسجيل الناتج المحلي الألماني تراجعا بمعدل 0.8% في الربع الثالث من العام الجاري، المخاوف من حدوث تراجعات على طريقة الدومينو، تشمل الصادرات وعدد الوظائف المتوقع خلقها، فهل تعاني برلين أزمة اقتصادية؟

وتراجع الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا، خلال الربع الثالث، بنسبة 0.8% على أساس سنوي، مقارنة بالربع نفسه من 2022 فيما تراجع بنسبة 0.1% مقابل الربع الثاني من 2023.

على النقيض، كانت الأخبار الجيدة متعلقة بالتضخم، إذ أعلن مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني على موقعه الرسمي عن توقعات -لم يتم تحديثها بعد- للتضخم في أكتوبر، تفيد بانخفاضه إلى 3.8%، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2021. ووفقا للمكتب، بلغ معدل التضخم الألماني في شهر سبتمبر الماضي 4.5%.

الانجراف نحو الأزمة

وفي هذا الإطار، قال الخبير الألماني جيسون سوكين، لـ"إرم الاقتصادية" أن "الاقتصاد الألماني ينجرف أكثر وأكثر إلى أزمة"، موضحا أن "الانكماش، وضعف قدرة السوق على خلف الوظائف، وتراجع الصادرات مؤشرات على أن الاقتصاد ينزلق للأزمة شيئا فشيئا".

وتابع: "اقتصاد ينكمش بنسبة 0.8% في الربع الثالث من العام الحالي، في عالم يشهد تقلبات جيوسياسية كبيرة، لا شك أنه يواجه شبح مزيد من التدهور، لكن المشكلة الحقيقية أن الحكومة لم تعلن خطة واضحة للتعافي".

وأضاف: "التضخم يتراجع.. هذا خبر جيد، لكنه يمكن أن يعاود الارتفاع إذا استمر الصراع في الشرق الأوسط وأثر بقدر كبير على أسعار الطاقة، حينها ستكون أهم مؤشرات الاقتصاد الألماني سلبية، ونصبح في أزمة حقيقية".

معضلة البطالة

على الرغم من أن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا انخفض بمقدار 20 ألفا في أكتوبر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه، إلا أن عدد العاطلين عن العمل ما زال كبيرا عند 2.607 مليون شخص، ليبقى معدل البطالة كما هو عند 5.7%، وفقا لمجلة "دير شبيغل" الألمانية.

وأعلنت وكالة التوظيف الفيدرالية الألمانية أن هذا الرقم يزيد بمقدار 165 ألف عاطل عن العمل عما كان عليه في أكتوبر من العام الماضي.

كما أن التعافي الموسمي المعتاد في سوق العمل خلال فصل الخريف لم يكن كالمتوقع، إذ شهدت ألمانيا انخفاضا قدره 43 ألف عاطل عن العمل في نفس الفترة من العام الماضي.

لكن في أكتوبر الماضي، سجلت الوكالة الألمانية 749 ألف وظيفة شاغرة، وهو رقم أقل بمقدار 98 ألف وظيفة عن نفس الشهر في 2022.

وفيما يتعلق بسوق التدريب المهني، من أكتوبر 2022 إلى سبتمبر 2023، تم الإبلاغ عن ما مجموعه 545 ألف وظيفة تدريب مهني، في وكالات التوظيف ومراكز العمل، وهو نفس العدد تقريبًا في العام السابق، كما ظل عدد المتقدمين مستقرًا إلى حد كبير عند 422 ألفا.

وفي هذا السياق، قالت أندريا ناليس، الرئيس التنفيذي للوكالة الألمانية: "لقد ظل الاقتصاد الألماني راكدًا بصفة أو بأخرى لمدة عام. وبعد هذه الفترة الطويلة، لا يخلو الأمر من عواقب واضحة على سوق العمل"، بحسب "دير شبيغل".

لكن ناليس قالت إنه "في ضوء البيانات الاقتصادية، فإن سوق العمل صامد بنحو جيد نسبياً".

التجارة الألمانية

على صعيد آخر، أعلن مكتب الإحصاء الفيدرالي، الجمعة، أن الصادرات الألمانية انخفضت بصفة حادة في سبتمبر الماضي، بنسبة بلغت 7.5% مقارنة مع نفس الشهر في 2022، كما انخفضت الواردات بقدر ملحوظ، وفقا لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية.

وصدرت ألمانيا في سبتمبر الماضي بضائع بقيمة 126.5 مليار يورو، ما يمثل انخفاضا أيضا عن صادرات أغسطس الماضي بنسبة 2.4%. لكن كان ميزان الصادرات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري أفضل بفضل البداية الإيجابية لهذا العام، إذ ارتفعت قيمة السلع المصدرة بقدر طفيف بنسبة 0.1% لتصل إلى 1177.8 مليار يورو خلال 2023.

وعلى مستوى الواردات، انخفضت بقدر أكبر من الصادرات خلال عام واحد حتى سبتمبر 2023، إذ انخفضت بنسبة 16.6% إلى 110.0 مليارات يورو، ومقارنة أيضا بشهر أغسطس الماضي، فقد انخفضت بنسبة 1.7%.

وبالعودة للعام الماضي، حققت التجارة الخارجية الألمانية نتائج قياسية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الزيادات الكبيرة في الأسعار.

الصناعة الألمانية

لعقود، كانت القاعدة الصناعية القوية، التي تمثل حوالي 23% من الناتج المحلي الإجمالي، بمثابة العمود الفقري للاقتصاد الألماني.

وفي عام 2021، كانت حصة قطاع التصنيع في الناتج المحلي لألمانيا 26.6%، وللمقارنة: في فرنسا، بلغت الحصة 16.8%، وفي الولايات المتحدة 18.4%، وفي اليابان 29%، وفقا لموقع "ألمانيا" الرسمي.

وبلغ حجم مبيعات الشركات في قطاع التصنيع في عام 2020، نحو 2 تريليون و96 مليار يورو، وتصدرت صناعة السيارات النسبة الأكبر بمبلغ 459 مليار يورو.

وعلى أساس نصف سنوي خلال 2023، أعلنت ألمانيا أن الناتج الصناعي الألماني انخفض في يونيو بنسبة 1.5%، وفقا لقناة "دويتش فيلا" الألمانية.

وآنذاك، مثّل التراجع في الإنتاج رقما أكبر مما توقعه المحللون في استطلاع لشركة البيانات المالية "فاكتست"، والذين توقعوا انخفاضًا بنسبة 0.5%. كما أظهر قطاع السيارات القوي تقليديًا في ألمانيا انخفاضًا كبيرًا بنسبة 3.5% في يونيو.

تحذير ومخاوف

وقال كارستن برزيسكي، المحلل لدى شركة "آي إن جي" المالية، إن البيانات هي "مثال على الركود المستمر في البلاد"، مضيفًا أنها قد تكون أيضًا نذيرًا لمزيد من الأخبار السيئة للناتج المحلي الإجمالي، بحسب "دويتش فيلا".

كما حذرت وزارة الاقتصاد الألمانية من أن ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار الفائدة كان له أثره على الرغم من ارتفاع الطلب. وفي أغسطس 2023، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.2% على أساس شهري، وفقًا لبيانات الموقع الرسمي لمكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني.

والشهر الحالي، أظهر استطلاع أجرته الرابطة الفيدرالية لأصحاب العمل الألمان (بي دي إي) أن 82% من أصحاب الأعمال الذين شملهم الاستطلاع يعبرون عن مخاوف كبيرة بشأن حالة الاقتصاد الألماني. ويرى حوالي 88% أن الحكومة ليس لديها خطة على الإطلاق لكيفية التعامل مع الأزمة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC